حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون من “العواقب الوخيمة” لقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وقالت كلينتون لشبكة “CNN” إن هناك مخاطرة بأن تستعيد حركة طالبان المتطرفة دينيا والتي أطاح بها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001 – السيطرة على أفغانستان مرة، مؤكدة أن هناك عواقب متوقعة وغير مقصودة للبقاء والمغادرة”.
كانت كلينتون، مثل بايدن الديمقراطي، من أشد المؤيدين للتدخل الأمريكي في أفغانستان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
وقالت كلينتون: “لقد ربحنا الحرب وخسرت أمريكا”ما رأي قدامى المحاربين الأمريكيين في الحرب الأفغانية؟20 عامًا في أفغانستان: هل كان يستحق ذلك؟
زيريد الرئيس الأمريكي جو بايدن استكمال الانسحاب بحلول الذكرى العشرين للهجمات في وقت لاحق من هذا العام.
وينتشر حاليا ما لا يقل عن 2500 جندي أمريكي كجزء من مهمة الناتو الأفغانية البالغ قوامها 9600 جندي.
وقال الرئيس جو بايدن إن الانسحاب الأمريكي كان مبررًا لأن القوات الأمريكية ضمنت أن البلاد لم تعد قاعدة للإرهابيين الأجانب للتآمر ضد الغرب.
ولدى سؤالها عن قرار الرئيس من قبل فريد زكريا، مراسل CNN أمس الأحد، قالت هيلاري كلينتون: “يتعين على حكومتنا التركيز على نتيجتين كبيرتين”، لا سيما استئناف أنشطة الجماعات المتطرفة وتدفق اللاجئين من أفغانستان لاحقًا.
وقالت إن الانهيار المحتمل للحكومة الأفغانية واستيلاء طالبان المحتمل على السلطة قد يؤدي إلى حرب أهلية جديدة.
وقالت كلينتون إنه من المهم أيضًا حماية “عدة آلاف من الأفغان” الذين عملوا مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي خلال الصراع، وقالت إنه يجب وضع برنامج تأشيرات كبير لتوفير أي لاجئين.
بدأت القوات الأمريكية المتبقية في أفغانستان الانسحاب رسميًا في 1 مايو ، وسط تصاعد العنف.
قوات الأمن الأفغانية في حالة تأهب قصوى لشن هجمات انتقامية.
وقال مسؤولون أفغان اليوم الاثنين إن سبعة جنود على الأقل قتلوا في هجوم لطالبان على موقع عسكري في إقليم فراه جنوب غربي البلاد.
قالوا إن المسلحين فجروا الموقع بعد حفر نفق لحوالي 400 متر للوصول إليه من منزل قريب. وقالوا إن مقاتلى حركة طالبان الإرهابية أسروا جنديا واحدا.
وتشير تقارير أخرى إلى أن خسائر الجيش الأفغاني أعلى بكثير.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في مؤتمر صحفي بالعاصمة البريطانية لندن، إن إدارة بايدن “تركز بشدة على انسحاب متعمد وآمن ومنظم” للقوات، لكن الولايات المتحدة ستواصل مساعدة الحكومة الأفغانية.
وقال “حتى مع انسحاب قواتنا من أفغانستان، فإننا لا ننسحب – نحن لا نفك الارتباط”، مضيفًا أنه إذا تعرضت القوات الأمريكية للهجوم قبل مغادرة البلاد، فسيتم اتخاذ “إجراء حاسم”.
وتساءل أمام وسائل الإعلام هل تستعد طالبان للسلام أم الحرب؟
كنائب لرئيس باراك أوباما، عارض بايدن بشكل متكرر الوجود الأمريكي الكبير في أفغانستان.
وقال إن الولايات المتحدة ستواصل دعم قوات الحكومة الأفغانية – وستشجع مفاوضات السلام مع قادة طالبان المتمردة. لكن المراسلين يقولون إن ذلك قد لا يكون كافياً لضمان الاستقرار في المنطقة.
في العام الماضي، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – الذي كان حريصًا على عودة القوات الأمريكية إلى الوطن وانتقد التدخلات العسكرية الأمريكية لكونها مكلفة وغير فعالة – في تنفيذ انسحاب أمريكي كامل من أفغانستان بحلول الأول من مايو من هذا العام.
وبدأت الولايات المتحدة بعد ذلك في سحب قواتها بعد أن وعدت طالبان بوقف شن هجمات على القوات الدولية وأهداف سهلة” وقالت إنها لن تسمح للقاعدة أو مسلحين آخرين بالعمل في المناطق التي تسيطر عليها.
التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان
أكتوبر 2001: بدأ قصف أفغانستان بقيادة الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة
فبراير 2009: تعهدت دول الناتو بزيادة الالتزامات العسكرية وغيرها في أفغانستان بعد أن أعلنت الولايات المتحدة إرسال 17000 جندي إضافي
ديسمبر 2009: قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان بمقدار 30 ألف جندي ليصل المجموع إلى 100 ألف. يقول إن الولايات المتحدة ستبدأ في سحب قواتها بحلول عام 2011
أكتوبر 2014: إنهاء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عملياتهما القتالية في أفغانستان
مارس 2015: الرئيس أوباما يعلن أن بلاده ستؤجل انسحاب قواتها من أفغانستان بناء على طلب الرئيس أشرف غني.
أغسطس 2017: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول إنه يرسل المزيد من القوات لمحاربة حركة طالبان
سبتمبر 2019: انهيار محادثات السلام المطولة بين طالبان والولايات المتحدة
فبراير 2020: بعد أشهر من المحادثات المتقطعة، توقع الولايات المتحدة اتفاقية سحب القوات في الدوحة مع طالبان
