موقع مصر الإخباري
رياضة

التونسيه انس جابر تحقق انجاز تاريخي بتأهلها لنهائي بطولة ويمبلدون للتنس

في إنجاز تاريخي لرياضة التنس العربية والأفريقية، تأهلت التونسية أنس جابر للمرة الأولى في مسيرتها إلى نهائي بطولة ويمبلدون، ثالث بطولات جراند سلام الأربع الكبرى بموسم التنس، لتصبح أول لاعبة عربية وأفريقية تصعد لهذا الدور بالبطولات الكبرى.
جاء ذلك عقب فوز المصنفة الثانية عالميا على الألمانية تاتيانا ماريا، المصنفة رقم 103 عالميا، بمجموعتين مقابل مجموعة بواقع 6-2 و3-6 و6-1 بالدور النصف النهائي اليوم /الخميس/ في مباراة استغرقت قرابة الساعتين.
وستسعى جابر (27 عاماً) إلى الظفر السبت بأول بطولة كبرى في مسيرتها، حينما تواجه ريباكينا المصنفة 23 عالمياً والتي بلغت بدورها النهائي الكبير الأول في مسيرتها بفوزها السهل على الرومانية سيمونا هاليب بطلة 2019 بمجموعتين 6-3 و6-3.

وقالت جابر بعد المباراة “أنا أفخر بأنني امرأة تونسية تقف هنا”، بعدما باتت أول العرب الواصلين إلى نهائي بطولة كبرى لدى السيدات والرجال على حد سواء.
وأضافت جابر “إنه حلم تحقق بسنوات من العمل والتضحية. أنا سعيدة لأنها أتت ثمارها وسأواصل العمل لمباراة أخرى”.

وتابعت “جسدياً تُعتبر تاتيانا وحشاً، فهي لا تستسلم، اعتقدت أنها ستستسلم، لمستها، وإرسالها وكل شيء في الملعب مثير للإعجاب. آمل أن تستمر على هذا النحو. دعونا لا نتواجه مرة أخرى، أنا جيدة للآن”.

وأردفت “أعرف أن الناس تفرح بجنون في تونس الآن. أريد أن أرى المزيد من اللاعبين العرب والأفارقة في البطولة. أحب اللعبة وأريد أن أشاركهم التجربة”.

ونجحت جابر في تخطي المجموعة الأولى أمام ماريا صديقتها الشخصية التي أنجبت طفلتها الثانية قبل 15 شهراً.
مباراه صعبه
واستهلت ماريا التي تحتفل الشهر المقبل بميلادها الخامس والثلاثين والتي لم يسبق لها قبل ويمبلدون 2022 من الذهاب أبعد من الدور الثالث في الـ”غراند سلام”، المباراة بالفوز بإرسالها قبل أن ترد عليها التونسية وتعادل الكفة 1-1، لتعود وتكسر إرسال الألمانية لتتقدم 2-1 ثم 3-1، فيما بقيت الأخيرة في أجواء المنافسة بفوز صعب على إرسالها 3-2.

حسمت جابر الشوط السادس لصالحها 4-2، لتعود وتكرر كسر إرسال منافستها وتتقدم 5-2، قبل أن تحسم المجموعة الأولى لصالحها في 38 دقيقة.

وعلى غرار الأولى، استهلت ماريا الثانية بالفوز بإرسالها، وردت جابر بالتعادل 1-1، قبل أن تجبر منافستها على المقاومة بقوة بخسارتها فرصة حسم الإرسال مرتين، لتنتفض ماريا وتستعيد زمام الأمور وتتقدم 2-1.

وعادت ماريا وكسرت إرسال التونسية لتصبح النتيجة 3-1، ثم 4-1 قبل أن تفوز جابر بشوطها الثاني في المجموعة وتقلص الفارق إلى 2-4.

ورغم ارتفاع نمط التونسية، حالت ماريا دون عودتها إلى أجواء المجموعة لتفوز بإرسالها وتتقدم 5-2، قبل أن تحسمها 6-3 بعد خطأ مباشر في الشباك من التونسية.

وبدأت جابر المجموعة الثالثة الحاسمة بقوة، ففازت بارسالها ثم كسرت إرسال المصنفة 103 عالمياً لتتقدم 2-صفر ثم 3-صفر و4-صفر بعد كسر جديد، ثم 5-صفر.

وخطفت الألمانية شوطاً شرفياً، قبل أن تحسم جابر الشوط السابع لصالحها وتظفر بالمجموعة والمباراة.
واحتاجت ريباكينا التي كان وصولها الى ربع نهائي رولان غاروس العام الماضي أفضل نتيجة لها في البطولات الكبرى، الى ساعة و15 دقيقة فقط لكي تتخطى عقبة هاليب، حارمة الرومانية من الوصول الى النهائي للمرة الثانية في ويمبلدون بعد عام 2019 حين توجت بلقبها الثاني الكبير (الأول كان قبلها بعام في رولان غاروس).

وقالت الكازخستانية “كنت جيدة جداً حقاً. اليوم كنت جاهزة ذهنياً وقمت بكل ما باستطاعتي وكانت مباراة رائعة”.

ولم تجد ريباكينا صعوبة في حسم المجموعة الأولى في 37 دقيقة بعدما كسرت إرسال منافستها الرومانية مرة واحدة في الشوط السادس، وكان ذلك كافياً لخلق الفارق بين اللاعبتين.

وضربت الكازخستانية بقوة في مستهل المجموعة الثانية، منتزعة الشوط الأول على إرسال منافستها الرومانية لتتقدم 1-صفر ثم 2-صفر على إرسالها، لكن هاليب أنعشت آمالها بكسر إرسال ريباكينا في الشوط الرابع مدركة التعادل 2-2.

لكنها عادت وخسرت إرسالها في الشوط التالي، وهذا الأمر فتح الطريق أمام ريباكينا للسير بالمجموعة الى بر الأمان، حاسمة إياها 6-3 على إرسال هاليب التي فشلت في بلوغ النهائي الكبير السادس في مسيرتها بخسارتها أمام الكازخستانية للمرة الثانية من أصل أربع مواجهات بينهما.

وستكون مواجهة النهائي السبت الرابعة بين ريباكينا وجابر التي فازت باللقاءين الأخيرين بينهما عام 2021 في الدور الثاني لدورة دبي ونصف نهائي دورة شيكاغو، فيما فازت الكازخستانية في الأولى عام 2019 في الدور الثاني لدورة ووهان الصينية.

وعلقت الكازخستانية على لقاء جابر، متوقعة “أن تكون مباراة رائعة. إنها لاعبة مذهلة، لاعبة صعبة جداً. لن يكون من السهل اللعب ضد كراتها الساقطة والطائرة”.
البدايه
كانت بداية أنس في محافظة سوسة الساحلية شرق البلاد في ملاعب على ملك فنادق في المنطقة السياحية، ثم انتقلت إلى ملعب “نادي حمّام سوسة” في ذات المحافظة.

حينها اكتشف مدربها نبيل مليكة موهبة فريدة بشخصية “تحاول ان تكون المتميزة” على بقية رفاقها من البنات والأولاد كذلك.

بدأت تشد الأنظار نحوها خلال بطولة أستراليا المفتوحة في العام 2020 (78 عالمياً) وكانت أوّل لاعبة عربية تتأهل لأول مرة لربع النهائي في بطولة “غراند سلام”.

وفي حزيران/يونيو 2021 (24 عالمياً)، فازت بدورة برمنغهام لتكون تبعاً لذلك أوّل لاعبة مغاربية تحقق هذا الإنجاز.

شيئا فشيئا حصدت التونسية المتحدرة من مدينة قصر هلال الساحلية (شرق) “تجربة وثقة والعديد من اللاعبات أصبحت تخشين مواجهتي” في تقديرها.

وُلدت أنس أو “وزيرة السعادة” كما يلقّبها التونسيون في مدينة قصر هلال، في 28 آب/أغسطس 1994، في عائلة تتكون من شابين وفتاتين هي أصغرهم.

وانطلقت في لعب كرة المضرب منذ الصغر في مدينة حمّام سوسة (شرق). بدأت خطواتها الأولى بمركز النهوض بلعبة كرة المضرب في المدرسة مع مدربها آنذاك نبيل مليكة.

انتقلت جابر في سن الثانية عشرة إلى العاصمة تونس للتدرّب في المعهد الرياضي بالمنزه (حكومي يضم نخبة الرياضيين) لتبدأ مشواراً جديدا في حياتها.

يبلغ طولها 1.67 م وترتكز في لعبها على يدها اليمنى. هي متزوجة منذ عام 2015 من لاعب المبارزة السابق ومعدها البدني حالياً كريم كمّون.

يُعرف عن أنس أن لديها أسلوب لعب خاص في طريقة التعامل مع منافساتها خلال المباراة وتبحث عن تقديم العروض الجميلة “هي تكره اللعب بنسق واحد، تبحث دائما على خلق الفرجة بتنويع اللعب بتسديدات تفاجئ بها الخصم، وخصوصا منها عبر الكرات الساقطة”، حسب مليكة الذي يؤكد انها “فعلا ملكة الـ+دروب شوت+ منذ زمن”.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقا

* باستخدام هذا النموذج ، فإنك توافق على تخزين ومعالجة بياناتك بواسطة هذا الموقع.

موقع مصر
بوابة موقع مصر - أخبار مصر

يستخدم موقع مصر ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد