كتب / محمد طلعت
تحلم الفتيات دائمًا بيوم زفافها، وأن ترتدي فستانها الأبيض وبيدها باقة من الورود، وتحاوطها الزغاريد، لكن الأمر مع “نهال” صاحبة الـ 22 عامًا، كان مختلفًا بعض الشيء، بعدما كانت فتاة جامعية تدرس بكلية “الحقوق”، أكرها والدها على الزواج من رجل ثري يكبرها بـ 20 عامًا، كان ترتدي فستان زفافها كأنها ترتدي كفنها، ودموعها لم تتوقف طيلة اليوم.
تقول نهال صاحبة الـ 22 عامًا، إنها في الفرقة الثالثة بكلية الحقوق، جامعة عين شمس، ووالدها يعمل عامل بإحدى المصانع الخاصة، وهي من كانت تعمل لتنق على نفسها، لكن والدها لم يتحمل ابنته الوحيدة في منزله، وعندما أتاها رجل ثري يبلغ من العمر 40 عامًا، ظن والدها أن طاقة القدر فُتحت له، وظل يتحدث معها على أن تقبل وتتزوجه، لكن الفتاة كانت ترفض دائمًا، لأنه غير مناسب لها.
وتحكي أمام محكمة الأسرة بالجيزة، وقبلها يتمزق من الآلم والدموع باردة على خديها، أن والدها أكرهها على أن تتزوجه وأن مصلحتها العامة معه، وتروي أن والدها حدد ميعاد حفل الزفاف معتقدًا انه الرجل المناسب الذي سينفق على الجميع، مشيرة إلى أنها اُصيبت بإنهيار عصبي فور تلقيها مكالمة من الرجل الثري يخبرها بأنها يجب أن تترك الجامعة وتتفرغ إليه حينها أخبرت والديها بالمكالمة وأقروا كلامه بأنها يجب أن تفعل كل ما يُريد لأنه سيكون زوجها.
وأوضحت والدموع والهموم على عاتقيها، تفاجأة يوم حفل الزفاف بأنه متزوج اثنان وجاءوا إلى حفل الزفاف، أخبرتها والدها ولكنه قال: «ايه يعني هنفشكل الفرح اقبلي تكوني التالتة»، حينها علمت الفتاة أنها لن تستطيع الفرار منه، وذهبا إلى عش الزوجية، مؤكدة أنه روادها بدون إرادتها وبطريقة متوحشة وذهبت إلى المستشفى، والطبيب أخبره بأن لا يأتي إلى جانبها بعد 8 أيام، وكانت تعيش الـ 8 أيام خادمة تحت أقدامه.
وأكدت الزوجة بعينين طافحتين شرًا، على أنها رأت معه أشياءً لن تتحملها فتاة في سنها، وتأخذ أنفاسها ببطئ: “كان بيضربني ويذلني”، وبعد أن قضت معه 25 يومًا من العذاب وفي عش الجحيم، في ذُل ومُعاملة غير لائقة ومتوحشة، ظنت حينها أنه يُريدها جارية تحت أقدام مولاها، وتكمل وعيناها مليئة من الحزن الدفين والكلمات المكتومة التي لم تنطق بها لكن عيناها وملامحها البريئة تروي كل شيء.
أنهمرت دموع اليأس وبصوت خافت يشوبه الإنكسار، أصبح يُعايرها ويذلها بعائلتها بأن والدها كان يأخذ منه أموالًا ويكتب على نفسه إيصالات أمانة، وعندما سألته عن مهرها رد: “ايصالات الأمانة اللي قطعتها والفلوس اللي أخدها أبوكي دول مهرك”، وطلبت الطلاق لكنه رفض أن يُطلقها فلم تجد أمامها إلا أن تتجه إلى محكمة الأسرة لتأخذ حقها، وقضت المحكمة في صالحها.