اكدت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، إن الدولة المصرية استعادت ريادتها الثقافية والحضارية بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي المسئولية منذ 8 سنوات،
وقالت : استطاعت الدولة العودة لدورها من جديد في المجال الثقافي والفني والإبداعي بعد سنوات من التراجع نتيجة الأحداث التي مرت بها البلاد منذ عام 2011.
وأضافت وزيرة الثقافة – في حوار خاص مع وكالة أنباء الشرق الأوسط نشرته علي صفحتها الرسميه علي فيسبوك – أنه مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية، عادت الحياة الثقافية والفنية إلى سابق عهدها تدريجيا وعادت الريادة الثقافية والحضارية لمصر وتحركت المياه الراكدة من عودة المهرجانات الدولية والمشاركة المتميزة من الضيوف الأجانب والعرب، وكذلك المشاركة المصرية المتميزة في المهرجانات ومعارض الكتب الدولية والخارجية على المستوى العربي والغربي.
استعادة القوه والرياده
وأشارت إلى أن استعادة مصر لقوتها وريادتها جعلها محل اهتمام وتقدير كافة المحافل الدولية ـ حيث تم اختيار مصر كضيف شرف للعديد من الفعاليات الدولية، مما يؤكد أن الثقافة المصرية هي مطلب لدى جميع دول العالم لما تملكه من مفردات وروافد مختلفة عبر التاريخ.
وفيما يتعلق بالاهتمام الذي توليه القيادة السياسية بالقارة الإفريقية في جميع المجالات، أكدت الدكتورة إيناس عبدالدايم أن هناك اهتماما كبيرا من الدولة بالتعاون مع إفريقيا، وهو ما أسفر عن توقيع العديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون الثقافي مع غالبية الأشقاء في القارة الإفريقية، حيث انطلقت جهود الدبلوماسية الثقافية المصرية مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019، حين أعلن الرئيس السيسي هذا العام اختيار محافظة أسوان عاصمة للشباب والثقافة الإفريقية.
وأشارت إلى أن الوزارة أعدت أجندة فعاليات كبيرة تضمنت 110 فعاليات فكرية وفنية وإبداعية تم تنظيمها في مصر وكذلك في الدول الإفريقية الشقيقة، كما تم اختيار العديد من الدول الإفريقية كضيوف شرف العديد من المهرجانات التي تنظمها وزارة الثقافة على مدار العام.
وأوضحت وزير الثقافة، أن الوزارة حريصة على التبادل الفكري والإبداعي الدائم مع الأشقاء في القارة الإفريقية لأنهم يملكون فكرا وأدبا وإبداعا جديرا بالاطلاع عليه.
وفيما يخص العلاقات الثقافية المصرية الخارجية، قالت عبدالدايم “إن مصر شهدت خلال السنوات الماضية، أكبر تحرك في مجال الدبلوماسية الثقافية منذ فترة طويلة، حيث نجحت الوزارة في تجديد الكثير من بروتوكولات التعاون الثقافي المبرمة بين مصر ودول العالم وليس فقط على مستوى الأشقاء العرب، ومن بينها على سبيل المثال تنظيم فعاليات العام الثقافي المصري الصيني، والعام الثقافي المصري الفرنسي، وعام التبادل الإنساني المصري الروسي والتي تم خلالها تنظيم العديد من الفعاليات الفنية الفكرية والإبداعية المتبادلة.
وتابعت أن مصر شهدت أيضا زيارة وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي السيراليوني، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم في المجال الثقافي بين وزارة الثقافة ووزارة السياحة والشئون الثقافية بجمهورية سيراليون، كما شاركت وزارة الثقافة في احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية بمئوية تأسيس المملكة، ووقعت على البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين حكومة المملكة الأردنية الهاشمية والحكومة المصرية للأعوام 2021/ 2023.
وأضافت أنه تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الثقافي مع وزارة الثقافة والرياضة في إسبانيا، فضلا عن إهداء وزارة الثقافة إصداراتها لعدد كبير من المكتبات الأجنبية الكبرى في العالم بهدف التعريف بالثقافة المصرية منها جامعة شنغهاي للدراسات الدولية، ومتحف تاريخ الكتابة والطباعة في الصين، ومركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، والمكتبة القومية بدولة جيبوتي، والمكتبة العامة بولاية البحر الأحمر ببورسودان وإهداء عدد كبير من إصدارات الوزارة لدولة جنوب السودان لتكون أساسا لإنشاء مكتبة وطنية بجوبا، فضلا عن مكتبة Saint Lazarus في البرتغال.
مشاركه خارجيه فعاله
كما شاركت مصر في العديد من الأنشطة والفعاليات الخارجية وكان أخرها مشاركة مصر في فعاليات اكسبو دبي 2020 والتي تؤكد استمرار ريادة الثقافة والحضارة المصرية.
وحول دور الوزارة في رفع الوعي وبناء الشخصية المصرية، أكدت وزيرة الثقافة أن خطة الوزارة اعتمدت على تنفيذ العديد من المشاريع الفكرية والفنية والإبداعية، وفقا للتوجهات الاستراتيجية للدولة المصرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإلى الرؤية العامة لبرنامج الحكومة الذي يتضمن مسارا خاص ببناء الإنسان وإعادة تشكيل الوعي وتطوير المجتمع إلى جانب ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية وتعزيز قيم المواطنة منها.
وفيما يتعلق بالمبادرات التي تطلقها وزارة الثقافة، أشارت عبدالدايم إلى أن الوزارة أطلقت العديد من المبادرات، من بينها مبادرة “صنايعية مصر” والتي تم إطلاقها تفعيلا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل صون الهوية المصرية والحفاظ على ملامحها المتفردة وبهدف إعادة الحرف التقليدية والتراثية المصرية إلى دائرة الضوء.
وأكدت أن هذه المبادرة تعمل على إحياء وتأهيل جيل جديد من المبدعين في هذا المجال، حيث يقوم بتنفيذها صندوق التنمية الثقافية في مركز الفسطاط للحرف التقليدية، على مجالات الخزف – النحاس – التطعيم بالصدف – الخيامية – قشرة الخشب وفنون الحلي ويشرف على تأهيلهم نخبة من كبار المتخصصين بكليات الفنون المختلفة، والحرفيين المتميزين بمركز الحرف التقليدية بالفسطاط، كما تم تعميمها في المحافظات من خلال قصور الثقافة على مستوى الجمهورية.
وأضافت أن الوزارة أطلقت أيضا، مبادرة “ابدأ حلمك” من خلال البيت الفني للمسرح بالمجان، وذلك لتنفيذ خطة دعم واكتشاف المواهب الفنية التمثيلية الشابة الجديدة من خلال اختبارات القبول للمتقدمين، ذلك ضمن استراتيجية وزارة الثقافة لضخ دماء جديدة شابة من الفنانين، حيث تم إطلاق المشروع من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة في الأقاليم.
وأوضحت الدكتورة إيناس عبدالدايم أن الوزارة أطلقت أيضا مبادرة “ذاكرة المدينة”، والتي تهدف إلى توثيق الهوية المعمارية للمناطق التراثية في مصر وترصد الأحوال الاجتماعية لأبنائها في الماضي وذلك من خلال الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، فضلا عن مباردة “حكاية شارع”، التي يقوم عليها الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ويهدف إلى توثيق حكاية أسماء الشوارع من خلال لوحات تذكارية توضع في بداية الشارع، وكذلك مبادرة “عاش هنا”، وهي إحدى مبادرات الجهاز القومي للتنسيق الحضاري والتي تهدف إلى التعريف بالرموز الوطنية والأماكن التي عاشوا بها وتم إدراج أسماء أبطالنا من شهداء القوات المسلحة والشرطة المصرية في المبادرة تقديرا لبطولاتهم وتضحياتهم المشرفة.
وحول دور وزارة الثقافة في اكتشاف المواهبة الشابة، كشفت وزيرة الثقافة أنه تم بتحويل مسابقة “الصوت الذهبي” إلى مشروع قومي لاكتشاف المواهب ليبرز استراتيجية تحقيق العدالة الثقافية، حيث تجسد التكامل بين القطاعات بزيادة قيمة جوائز المسابقة وتحويلها إلى مشروع ثقافي قومي لاكتشاف وصقل المواهب الواعدة في مختلف مجالات الإبداع في مختلف محافظات مصر بالتعاون بين كل من صندوق التنمية الثقافية ودار الأوبرا المصرية والهيئة العامة لقصور الثقافة وتهدف إلى اكتشاف ورعاية شباب الموهوبين في مجال الغناء حتى سن 30 سنة.
حياة كريمه
وحول مشاركة الوزارة في المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، قالت عبدالدايم إن الوزارة شاركت في المبادرة من خلال مسارحها المتنقلة المجهزة بأحدث التقنيات لتقديم العروض المسرحية والأنشطة الثقافية والفنية لأبناء القرى والنجوع، خاصة قرى المشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري “حياة كريمة”.
وأضافت أن الوزارة تقدم أيضا مشروع “كشك كتابك” ضمن مبادرة حياة كريمة، والذي يسعى إلى توطين المعرفة في القرى التي سيتم تأهليها، إيمانا بنشر المعرفة الإنسانية وتعزيز قيم الثقافة المصرية الأصلية وبناء الشخصية الوطنية، مؤكدة أن المشروع يسهم في بناء شخصية قادرة على الحفاظ على ما تم تطويره وبناؤه، هذا بالإضافة إلى توفير فرصة عمل لأبناء هذه القرى في المشروع.
وأشارت إلى أن “كشك كتابك” يفتح المجال للاستثمار في الثقافة، وأن الصناعات الثقافية ومن بينها نشر الكتب وتوزيعها قادرة على منافسة غيرها من الصناعات، مؤكدة أنه يتم تنفيذ 333 وحدة من هذا الكشك بالتعاون مع مجلس الوزراء ومؤسسة حياة كريمة والهيئة المصرية العامة للكتاب.
المزيد من الأخبار
اضغط للتعليق