أجرى القاضى المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المصرى دراسة بعنوان ” مجلس القرضاوى لعلماء المسلمين نبت إرهابى غير مرخص من أى دولة فى العالم لتخريب الأوطان العربية غلق فروعه يحمى الدول العربية” تأتى دراسة الفقيه المصرى فى الوقت الذى تجددت مطالب تونسية بغلق الفرع المسمى ” الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ” في تونس، عقب تحريضه على الفوضى في بيانه الذي أصدره بتحريم قرارات الرئيس التونسى قيس سعيد بتجميد مجلس النواب ذى الأغلبية الإخوانية، مثلما حرض على العنف فى مصر ضد رجال الجيش والشرطة عقب ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيه 2013 وفطنت مصر لفتاويه الإرهابية وأغلقت فرعه بمصر .
يقول القاضى المصرى المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى فى دراسته أن الاتحاد المسمى ” الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ” نبت إرهابى غير مرخص من أى دولة فى العالم, وهو اُنشئ فى غيبة من أى قانون أو ترخيص فى أى دولة فى العالم ليكون لسان جماعة الإخوان للتحليل والتحريم لتخريب الأوطان العربية, وهواتحاد يقوم على تحليل خطاب العنف وتحريم كل ما يتصل بفكرة الدولة ومؤسساتها , رغم أن القاعدة هى أنه لا تحليل ولا تحريم إلاّ بنص صريح , وفلسفة الإسلام واضحة في التعامل مع الحلال والحرام لأن الأحكام الشرعية هدفها مصلحة الإنسان ,فالدين الحنيف يتسم بالوسطية , وأنه يجب على البلاد العربية مواجهة الجماعات المارقة عن حدود الأوطان التى تسخدم الدين ستاراً للتطرف والتشدد والإرهاب وذلك باستغلالهم انتشار جهل بعض الشرائح الفقيرة بمعتقدات الأخرين لينشرون من خلاله خطاب العنف والبغضاء والكراهية , وهو ما ليس من الأخلاق الحميدة الكريمة ، والشيم المرضية التي أمر الله عباده بها التى تُقوِّم السلوك بين البشر بغض النظر عن دياناتهم ليستقيم على الفطرة السوية من حُسن المعتقد ، وحب الخير للناس، واجتنابِ الشحناء، والتهاجر، والتباغض، وهم الفئة الضالة التى لا تعترف بالمحامد الجميلة والمسالك الراقية، ولا تعرف طريق السلام الإنساني النبيل .
ويضيف القاضى المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى أن الاتحاد المسمى ” الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ” من المجالس الوهمية التى تتخذ من الدين ستاراً للعنف وهو مجلس القرضاوى مفتى الإرهاب وقد نصب نفسه ومجلسه الوهمى رئيساً للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين , وقد تأسس ذلك الاتحاد فى 11 يوليو 2004 بمناسبة عقد مؤتمر فى لندن بإنجلترا ونص البند رقم (3) من مشروع الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين تحت عنوان ” سمات الاتحاد المنشود ” ما نصه : ” الشعبية : فهو ليس مؤسسة حكومية وإنما يستمد قوته من ثقة الشعوب والجماهير المسلمة به , ولكنه لا يعادى الحكومات —-” وهذا دليل قاطع على أن هذا الاتحاد ليس مؤسسة حكومية أو حتى اتحادا مدنيا غير حكومى , فهو نبت شيطانى إرهابى واّيته أنه اعترف فى بنود إنشائه التى أنشاها بنفسه فى غيبة من اتباع أى قوانين لأى دولة فى العالم أنه لا يستمد وجوده من أى قانون بل بما أسماه بهتاناً من ثقة الشعوب والجماهير المسلمة به , ولأنه نشأ مع نفسه ولنفسه نص على أنه ” لا يعادى الحكومات ” رغم أن عمله الأصلى محاربة الأوطان التى لا يؤمن بفكرتها .كما ينص البند رقم (4) من ذات المشروع على إنه : ” الاستقلال : فهو لا يتبع دولة من الدول ولا جماعة من الجماعات ولا طائفة من الطوائف , ولا يعتز إلا بانتسابه إلى الإسلام وأمته ” وهو نص يمثل ستاراً مزيفاً ليكون مركز التحليل والتحريم للجماعة الإرهابية .
ويشير الفقيه المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى أنه يكشف ولأول مرة فى العالم العربى أن ما يسمى ” الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين” الذى يترأسه مفتى الجماعة الإرهابية يوسف عبد الله القرضاوى ليس مؤسسة رسمية حكومية تتبع أى دولة من الدول بنص إنشائه وتحتضن قطر إقامة القرضاوى , ومن ثم فإن هذا الاتحاد الوهمى يعمل بلا ترخيص وبلا قانون ودون لائحة لأية دولة من دول العالم , وقد كشف هذا الاتحاد الإرهابى عن نيته أنه يعمل على معاداة الحكومات وإلا فما أعوزه الدليل من النص فى البند الثالث من مشروع انشائه على أنه ” لا يعادى الحكومات” وهو ما يسمى فى علم النفس القضائى استباق الاعتراف , وبهذه المثابة فهذا الاتحاد بلا وطن سوى أن له مقر رئيسى فى الدوحة بقطر , وفروع فى كل من القاهرة أيام الجماعة الإرهابية تم غلقه بعد ثورة 30 يونيه 2013 , وتونس وغزة بفلسطين , ودون أن يتحصل على ترخيص رسمى من أية دولة فى العالم كما ذكرنا , لأنهم لا يؤمنون بفكرة الدولة ولا يعترفون بالحدود الجفرافية فيما بين الدول .
ويوضح القاضى المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة أنه قد كان له شرف إصدار حكم فى قضية انتهاء عضوية القرضاوى أيام العام الأسود لحكم الجماعة الإرهابية حيث أصدر محمد مرسى العياط رئيس الجمهورية المنتمى لتلك الجماعة قراراً جمهورياً بعضوية القرضاوى بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف , وكان القرضاوى لا يتوارى عن فتاويه ضد رجال الجيش والشرطة المحرضىة على العنف , مما دعا بعض العاملين بالأزهر الشريف إلى إقامة دعوى قضائية ضد محمد مرسى العياط حينذاك بقصد إلغاء قراره بضم اسم القرضاوى مفتى الإرهاب لعضوية هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أمام محكمة القضاء الإدارى بكفر الشيخ برئاسته فى ذلك الوقت , وحكمت المحكمة بإنتهاء الخصومة وأصدرت المحكمة حكماً باعتبار الخصومة منتهية فى الدعوى لإصدار شيخ الازهر القرار رقم 8 ھ بتاريخ 23 ديسمبر 2013 بإنهاء عضوية الشيخ الدكتور يوسف عبد الله القرضاوى من وظيفته بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وألزمت المحكمة شيخ الأزهر المصروفات لاستجابته لطلب المدعين بعد رفع الدعوى.
ويختتم القاضى المصرى الدكتور محمد خفاجى دراسته المهمة إن الخطورة الحقيقية تكمن فى أن جماعات التطرف والعنف تقوم بالتركيز على الأقليات الدينية ومحاولة القضاء عليها فى كل مجتمع بقصد اقصائها من الوجود بحجة أن ذلك يدخل ضمن تعاليم الدين وهو منه براء , ويجب القول , أن ظاهرة استخدام الدين لتحقيق أغراض سياسية أو تطرف إيدلوجي ، أخذت تتنامى وتتزايد كل يوم فى كثير من المجتمعات على مستوى العالم نتيجة إساءة استخدام وسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة وهو ما تستغله الجماعات المتطرفة المارقة وشعارها الدين من أجل السياسة بهدف إضعاف الأمة العربية وتقويض دعائم الاستقرار والتقدم فى البلاد العربية , ومصر فى قلبها النابض وهى التى اشتهرت على مدار التاريخ بالتنوع والتعايش والتسامح عبر كل العصور, فالعمق التاريخي للإسلام الحنيف يشهد على روعة التعايش والتسامح بين المسلمين وغيرهم وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال وتدعيم البناءً التشاركى لتحقيق السلام الإنسانى بين المجتمعات تحت مظلة تعميق مفهوم المواطنة فى كل دولة وهو ما يستنهض همة كل دولة عربية لغلق فروع هذا الاتحاد الوهمى.
المزيد من الأخبار
اضغط للتعليق