عرض حزب المحافظين، مساء أمس الخميس، فيلم «أغنية على الممر، وذلك في إطار نادي السينما بالحزب، وامتدادا لاحتفالات ذكرى انتصارات حرب أكتوبر والعبور العظيم عام 1973.
فيلم «أغنية على الممر» إنتاج عام 1972، ومأخوذ عن مسرحية الكاتب الكبير على سالم التي تحمل نفس الاسم، وبرغم مرور ما يزيد عن خمسين عاما على إنتاج هذا الفيلم وعرضة إلا أنه يظل الأهم والأكثر عمقاً في قائمة الأفلام المصرية التي تناولت فترة حرب أكتوبر.
وعقب عرض الفيلم، تم عقد ندوة أدارها الكاتب الصحفي والناقد السينمائي أحمد سعد الدين الذي تحدث عن الفيلم ومشوار المخرج الكبير على عبدالخالق.
وفي بداية الندوة، رحبت ثناء هاشم عضو الهيئة العليا لحزب المحافظين بالحضور، وأثنت على فيلم أغنية على الممر، مؤكدة أنه ذات قيمة كبيرة رغم الإمكانيات التي أنتج بها ومرور الزمن والتطور التكنولوجي.
وقال ثناء إن أفلام المخرج الكبير علي عبد الخالق مليئة يالقيمة وثرية بالمحتوى الذي ينقل مشاكل المجتمع بالتعاون مع السيناريست الكبير محمود أبو زيد.
ومن جانبه، قال الناقد السينمائي أحمد سعد الدين، إننا نحتفل اليوم بمرور ٥٠ سنة على عرض فيلم أغنية على الممر والجمال فيه أنه نقل لنا ما قبل عام 1967.
وأضاف سعد الدين أن الفيلم خلال مشاهدتنا له أعطانا جرعة كبيرة مما كان يحدث وأسباب ما حدث في ٦٧، وهذا الفيلم هو انعكاس للواقع الذي كان موجود واستطاع أن يعيش ٥٠ سنة.
وتحدث الأستاذ رفعت راغب مدير تصوير الفيلم عن المشاكل المادية التي كانت موجودة وقت إنتاج الفيلم والتحديات التي واجهتهم وقت تصوير مشاهده.
وقال راغب أن الفيلم كان يتبع جماعة السينما الجديدة، وكانت أول مشكلة واجهتنا هي التمويل وكان فيه ناس كثيرة من أتباع السنما القديمة عايزين يركبوا الموجة ولكن المخرج الكبير على عبدالخالق وقف وقفة جادة.
وأضاف أننا كنا متبرعين بدورنا ودبرنا التكاليف
حتى انتجنا الفيلم، وقدم الجيش لنا مساهمة في الإنتاج ودبر لنا ١٠ دبابات، تكلفة تأجير الدبابة حوالي ٢٥ جنيه في اليوم.
وتابع أننا واجهنا مشاكل عديدة لكن بالتعاون والتكاتف استطاعنا الإنتاج، وساعدني في الفيلم وتصويره علي عبدالخالق برؤيته الواسعة وإحساسه الكبير.
وأكمل أن الفيلم تم تصويره في ٣٥ يوم في أبو رواش ودمياط وقدرنا نطلع بهذه النتيجة ليعيش كل هذا الوقت رغم ما كنا نعانيه في إنتاجه في ظل الإمكانيات الضعيفة وتكلف حوالي ١٩ ألف جنيه وكانت الأفلام في ذلك الوقت تتكلف ما بين ٤٠ إلى ٥٠ ألف جنيه.
ووجه الأستاذ هشام عبد الخالق نجل المخرج الكبير علي عبد الخالق الشكر لجميع الحضور في عرض الفيلم وحزب المحافظين على اهتمامه بمثل هذه الفعاليات الفنية التي تذكر الجميع بالقيم العظيمة.
وأشار نجل المخرج الكبير علي عبد الخالق إلى أن في الوقت الحالي رغم التطور التكنولوجي الكبير إلا أن هناك محتوى يرجع صناعه إلى الأدوات البسيطة مثل الموبايل لأن طبيعة المشهد لا تحتاج نقلها بأدوات عالية الجودة.
وقال هشام عبد الخالق إن فيلم أغنية على الممر كان من أقل الأفلام التي تم إنتاجها بأقل تكلفة
وكان فيه فن، موجها تحية كبيرة للأستاذ رفعت راغب مدير تصوير الفيلم.
ونوه إلى أن صناع الفيلم تغلبوا على ضعف الإمكانيات بموهبتهم وإحساسهم وعاش الفيلم وصمد مع الزمن، لافتا إلى أن والده المخرج على عبد الخالق كان دائما يحكي عن التحديات التي واجهتهم وقت عمل الفيلم.
وقال الدكتور أشرف محمد أستاذ السيناريو، إنه في البداية أحب أشكر حزب المحافظين على استضافته مثل هذه اللقاءات الفنية، مشيرا إلى أن المخرج الكبير علي عبدالخالق كان يعمل أفلام تعري المجتمع وكل مرة تشاهد أفلامه تكتشف شيء جديد.
وأضاف أستاذ السيناريو أن المخرج علي عبدالخالق كان يرى الواقع الذي يعيش فيه ويصنع أفلامه لنقله بكل إحساس وموهبة كبيرة، وفيلم أغنية على الممر رغم التحديات وضعف الإمكانيات استطاع أن يعيش ٥٠ سنة ويستطيع أن يعيش أكثر وأكثر.
ونوه إلى أنه اشترك مع المخرج الكبير علي عبد الخالق منذ حوالي ٥ سنوات كعضو لجنة تحكم في المهرجان القومي للسينما ومن واقع لقاءات جمعتهما كان ذكي جدا وقوي الشخصية لدرجة إن تمنيت العمل معه.
ورحب المهندس أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين بجميع الحضور في عرض فيلم أغنية على الممر، مشيرا إلى أنه رغم التحديات التي واجهت إنتاج هذا الفيلم إلا أنه شيء عظيم.
وقال قرطام إن «فكرة الفيلم هي فكرة باقية وستظل عايشة، ومضمون الفيلم عيشنا في هذه الفترة، والحقيقة هو نوع من العبقرية».
وأضاف: «مفيش أمة ترقى دون فن أو أدب حتى التكنولوجيا فن والفن هو الذي ينقل الأمم إلى الحضارة التي أساسها هو الفنون، وأرى أن مثل هذا الفيلم يبين معادن الناس التي صنعته، وعلي عبدالخالق كان رجل صاحب قضية ومبدأ وأخلاق».
وفي نهاية العرض تم تكريم المخرج علي عبد الخالق، وحضر التكريم المخرج هشام عبد الخالق ابن المخرج علي عبد الخالق، والكاتب الصحفى والناقد السينمائي أحمد سعد الدين، وغيرهم من قيادات حزب المحافظين وعدد من النقاد الفنيين والسينمائيين.