استطاع تليسكوب جيمس ويب الفضائي، رصد مجرة عمرها 400 مليون سنة، وهي الأقدم في التاريخ، وذلك وفق ما أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.
وأوضحت ناسا، أن مجموعة من علماء الفلك الدوليين، تمكنوا من استخدام بيانات تليسكوب جيمس ويب الفضائي، في اكتشاف أقدم المجرات المعروفة حتى الآن.
تليسكوب ويب الفضائي يلقي نظرة على الماضي
وبحسب ناسا، وجد العلماء أن الضوء من هذه المجرة استغرق أكثر من 13.4 مليار سنة، للوصول إلى الأرض، وبالتالي فإن تاريخها يعود إلى فترة زمنية لا تقل عن 400 مليون سنة بعد الانفجار العظيم.
وقدمت البيانات السابقة من تلسكوب “ويب” ترشيحات للمجرات الوليدة وتم تأكيد الأهداف من خلال الحصول على ملاحظات التحليل الطيفي، وكشفت عمليات الرصد هذه عن أنماط مميزة في الضوء المنبعث من المجرات الخافتة.
وأوضحت ناسا أن علماءها استخدموا تليسكوب جيمس ويب، في تعزيز برناج المسح العميق خارج المجرة، المعروف اختصارًا بـ “JADES”، لتركيز عمليات الرصد على المنطقة الموجودة داخل وحول ما يُسمى بالحقل شديد العمق في تليسكوب هابل الفضائي.
كما استعان العلماء بكاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة، أو كاميرا نيركام، المثبتة على التلسكوب، لمدة تتجاوز 10 أيام من وقت المهمة، في مراقبة الحقل عبر تسعة نطاقات مختلفة للأشعة تحت الحمراء، ومن خلال الصور التي رصدها تليسكوب جيمس ويب، ليمكن تمييز أصغر المجرات عبر الضوء الممتد في الطول الموجي.
وذكرت وكالة ناسا أن علماء الفلك بحثوا عن مجرات خافتة، يمكن رؤيتها عبر الأشعة تحت الحمراء، لكن ضوءها ينقطع فجأة عند طول موجي حاسم، مشيرة إلى أن موقع انقطاع الضوء داخل طيف كل مجرة، يتغير بسبب توسع الكون.
وبعد ذلك، استخدم العلماء مطيافية الأشعة تحت الحمراء القريبة، لمدة ثلاثة أيام، لرصد الضوء من 250 مجرة خافتة، مع دراسة أنماط الطيف بواسطة الذرات في كل مجرة، ونتج عن ذلك قياس دقيق لما يعرف بظاهرة الانزياح الأحمر لكل مجرة، والكشف عن خصائص الغاز والنجوم في تلك المجرات.
وجرى الكشف عن 4 من المجرات في وقت مبكر بشكل غير مسبوق، حيث تقع عند انزياح أحمر، وهي ظاهرة زيادة طول الموجة الكهرومغناطيسية القادمة من أحد الأجرام السماوية، بما يتجاوز 10 درجات، أو عندما كان عمر الكون نحو 330 مليون سنة.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة برانت روبرتسون، من جامعة كاليفورنيا، في سانتا كروز الأمريكية، وعضو فريق نيركام العلمي: “لأول مرة، اكتشفنا مجرات على بعد 350 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم، ويمكننا أن نكون واثقين تمامًا من مسافاتها الرائعة”.
وأضاف: “العثور على هذه المجرات المبكرة من خلال هذه الصور الرائعة للغاية، هو تجربة مميزة”.
ومن المقرر أن يواصل برنامج “JADES” في العام المقبل، دراسة تفصيلية لحقل آخر، لأن الدراسة الحالية تركز على حقل هابل العميق الشهير.
