شهدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة إطلاق النسخة الأولى من مبادرة “FROM WASTE TO GOOD TASTE” والتي تم إطلاقها في منتصف شهر يناير 2023 بمشاركة بنك الكساء المصري ومركز كوكوون الثقافي، بهدف الحث على تغيير السلوك الاستهلاكي غير الواعي للمواطنين لأحد السلوكيات اليومية التي يقوم بها أفراد المجتمع من خلال الحث على الحد من الموضة السريعة وتغيير العادات الاستهلاكية غير الواعية للمنسوجات، وأيضًا المساهمة في التخفيف من آثار تغير المناخ، وذلك بحضور المهندسة منال صالح الرئيس التنفيذي لبنك الكساء المصري والعديد من الشباب أصحاب مشروعات إعادة تدوير المنتجات الورقية والمنسوجات.
انطلاق النسخة الأولى من مبادرة “الشياكة المستدامة” لبنك الكساء المصري
من جانبها أبدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة سعادتها وترحيبها بالمشاركة في إطلاق تلك المبادرة، مشيرة أن الفكرة بدأت مع مؤتمر المناخ COP27 والتي تم السعي من خلاله لتقديم مصر بصورة مختلفة من خلال تميز المنطقة الخضراء بمشاركة تلك الأفكار بها، بعد أن كانت تتضمن المجتمع المدني والمشروعات الناشئة للشباب فقط، مؤكدة على أن الحلم كان على أن تكون المنطقة الخضراء آنذاك هي صوت الإنسانية، وعملنا على إدماج الفن والأزياء المستدامة بمؤتمر المناخ، مشيدة بمشاركة بنك الكساء المصري في مؤتمر المناخ COP27 والتعريف بعملهم والذي يوفر منتج صديق للبيئة ويحقق الاستدامة البيئية.
وأكدت وزيرة البيئة على أن تغيير ثقافة المجتمع لن يتم من خلال الدولة والحكومة فقط، مشيرة أن التغيير يأتي من إيمان كل فرد بالأفكار المبتكرة وعمل مشروعات صديقة للبيئة، مضيفة أن تلك المبادرة وغيرها بجانب هدفها وهو الحفاظ على البيئة وخفض الأثر البيئي الناتج عن التعامل مع المنتجات الاستهلاكية يمكن من خلالها توفير فرص عمل خضراء من تلك المشروعات، مشيرة إلى توفير العديد من مصادر الرزق الإضافية للأسر المصرية من خلال تلك المشروعات، حيث إنها خطوة على الطريق الصحيح.
دعم وتشجيع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص للاستثمار في مجال صناعات إعادة التدوير
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن الوزارة بصدد إنشاء منصة لمنتجات إعادة التدوير تضم كافة مشروعات الشباب المشاركة بالمبادرة، والعمل على دعم وتشجيع لمؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال، من أجل الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على مواردنا الطبيعية لنا وللأجيال القادمة، مُضِيفَة أن صناعات إعادة التدوير تساهم في تقليل الانبعاثات، والتي تساهم في رفع معدلات التلوث البيئي الناشئ عن تصاعد غاز ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون وغازات أخرى؛ مما يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأوضحت وزيرة البيئة أن صناعات إعادة التدوير المستدامة تأتي في إطار الاستراتيجية العامة للدولة في مجال البيئة، وتتكامل مع استراتيجية وزارة البيئة، والتي تهدف إلى تقليل العبء الواقع على الدولة في التعامل مع المخلفات الناتجة عن تلك المنتجات وتشجيع صناعات إعادة التدوير وحماية البيئة من التعامل غير الآمن مع مخلفات المنتجات، وتقليل الضغط على المدافن الصحية، بالإضافة إلى اهتمام وزارة البيئة بزيادة الوعي بأهمية إعادة تدوير المنتجات من خلال تنظيم ورش عمل وندوات توعوية لكافة فئات المجتمع بمختلف محافظات الجمهورية.
كما قامت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بتفقد معرض لمنتجات الشباب والملابس الناتجة من إعادة التدوير والمجسمات والكاوتش الذي يتم صنع كراسي منه، وكذلك بعض أفكار تدوير الورق، مشيدة بتلك الأفكار المبتكرة والتي تخلق من الموارد المتاحة أشياء يمكن الاستفادة منها بشكل جيد.
من جانبها وجهت المهندسة منال صالح الرئيس التنفيذي لبنك الكساء المصري الشكر لوزيرة البيئة على رعايتها للمبادرة ودعمها للأفكار والمشروعات المبتكرة ودعمها لبنك الكساء المصري للمشاركة في مؤتمر المناخ، داعية الفنانين التشكيليين والعاملين في مجال إعادة التدوير إلى المشاركة مع البنك في تحويل مخلفات الأقمشة والمنسوجات إلى أشياء مفيدة ومستدامة.
بعد كوب 27 زادت أعداد ابتكارات الشباب وفرص العمل لإعادة التدوير من أجل مواجهة تغير المناخ
يذكر أن فكرة المبادرة جاءت من وحي المسئولية المجتمعية لمؤسسة بنك الكساء المصري ككيان خیری مجتمعی تنموی متخصص في توفير الملابس للمحتاجين من خلال عمليات تدوير ابتكارية، ومركز كوكوون كمركز تعليمي ثقافی توعوی مهتم بجوانب التصميم والتوعية والحلول الفنية، وأيضا مع استضافة مصر لقمة المناخ 27 COP، والذي تزايد معه الاهتمام بالتغيرات المناخية والمسئولية الوطنية والصناعية والفردية لمواجهة متطلبات التصحيح وتغيير العادات الاستهلاكية.
جديرا بالذكر أن المبادرة تعمل على جمع مخلفات الملابس من خلال صناديق خاصة تكون منتشرة في المولات والجامعات والمتاجر الكبيرة والمدارس، كما يتم تنظيم حملات مستمرة في المعارض وغيرها، وإتاحة رقم للاتصال يمكن لمن يريد التبرع استخدامه للتواصل معهم، وعقب تجميع الملابس يتم تقسيمها إلى أصناف، ثم بدء العمل على تحديد المستفيدين بحسب طبيعة الثقافة في المنطقة والنوع، وذلك لمنحهم ما يتناسب معهم فقط حتى لا يتم إهدار الملابس أو توجيهها إلى أشخاص قد تكون غير مناسبة لهم.
كما لا ينتج عن تلك المبادرة أي مخلفات ضارة بالبيئة، حيث يتم أخذ الهالك من الملابس أو الملابس غير القابلة للاستعمال بسبب تهالكها أو بواقي المصانع، ويتم إعادة تدويرها وإنتاج قماش لإنتاج ملابس شتوية للأطفال أو استخدامه كالفايبر، ويتم استخدامه في حشو المخدات أو المراتب، ويمكن صنع الشنط من الأقمشة بدلا من الأكياس البلاستيكية وغيرها من الأفكار المبتكرة.