يعقد مؤتمر مواجهة الإسلاموفوبيا في باكو بأذربيجان، وذلك برعاية الرئيس إلهام علييف رئيس أذربيجان، والذي حضره الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
وألقى مستشار مفتي الجمهورية الكلمة الرئيسية في مؤتمر مواجهة الإسلاموفوبيا، مشيرًا لعدة نقاط هامة، وخلال السطور التالية نلقي أهم النقاط التي ركز عليها الدكتور إبراهيم نجم خلال كلمته.
دور الإعلام الغربي العالمي
قال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية عن دور وسائل الإعلام الغربية “إن وسائل الإعلام الغربية عليها مسئولية كبيرة في تهميش الخطاب المتطرف وإعطاء مساحة أكبر للعلماء الوسطيين”، مشيرًا عن عدم مساعدة الإعلام العالمي للخطاب الوسطي، بينما كان صوتًا للراديكالية في أغلب الأوقات، وأن على الإعلام العالمي دور كبير في إيصال الأصوات الوسطية.
كما أضاف “نحن على استعداد للمشاركة في وسائل الإعلام العالمية، مثل كتابة المقالات وغيرها لتصحيح المفاهيم وتوضيحها”، وأكد على كلامه بقوله:”لقد أخذنا على عاتقنا -بوصفنا علماء الدين- نشر الصورة الحقيقية عن الإسلام، التي نأمل أن تمنح العالم فهمًا أفضل عن الإسلام، هذا الفهم بدَوره يساعدنا جميعًا على أن نحيا معًا في سلام واستقرار وتعاون متبادل”.
المسلمين في الغرب
ذكر مستشار مفتي الجمهورية حول تمثيل المسلمين في الغرب كحلقة وصل للحوار الحضاري والتواصل الثقافي والفهم والاستيعاب المشترط، دون ذوبان أو فرض في أنماط ثقافية ودينية معينة على أصحاب المعتقد من الجانبين.
كما أكد أن تواجد الإسلام اليوم في الغرب ليس تواجد بشكل طارئ أو استثنائي، ولم يعد مجرد مهاجرة للعمل لا تلبث أن تعود إلى بلدانها، بل صار جزءًا من النسيج الاجتماعي لسكان هذه البلاد.
مهمة الإفتاء
أكد نجم في حديثه: أننا نؤمن بأن التخصص هو العامل الأساسي لإصدار أي فتوى صحيحة، وأن لا أحد يجلس على كرسي الإفتاء إلا وإذا حصل على التكوين العلمي الشرعي ثم اجتاز التأهيل الإفتائي والتدريب على مهارات الفتوى.
مؤكدًا بقوله نحن حريصون على تدريب وتأهيل الذين سيقومون في مهمة الإفتاء في برامج تدريبية تصل مدتها من عام إلى ثلاثة أعوام حتى يصبح مؤهلًا لأن يقوم بهذه المهمة.
كما أكد أن التطبيق النبوي للقرآن الكريم يمتاز بالرحمة واحترام عقائد الآخرين، بالإضافة إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما هاجر من مكة إلى المدينة أصدر وثيقة المدينة المنورة التي تعتبر أو دستمور ووثيقة للمواطنة.
مصطلح الجهاد
أشار الدكتور إبراهيم نجم خلال حديثه عن مصطلح الجهاد المستخدم من قبل الجماعات الإرهابية، أكد أن العلماء قرروا بأن إعلان الحرب في يدي الدولة ومؤسساتها فقط، ولا توجد آية اسمها آية السيف التي عطل بها المتطرفون آيات الرحمة والتسامح في القرآن، بل إن آيات التسامح ليست محلًا للنسخ وإلا نكون قد دمرنا الشريعة.
وأضاف: أرى أنَّ الرسالات السماوية جاءت لصالح الإنسان والارتقاء بالمجتمع الذي نعيش فيه، ويجب أن تسود ثقافة البناء داخل الأُسَر وفي المدارس والجامعات، فإذا سادت هذه الثقافة فإنَّ كثيرًا من المشكلات التي نواجهها ستزول.
دور رجال الدين في المجتمع
وعن دَور رجال الدين في المجتمع ومدى تأثيرهم أوضح الدكتور نجم -مستشار فضيلة المفتي- أنَّ العلماء في الدين الإسلامي لديهم مهمة البيان والتعليم دون وصاية على الناس، ويجب أن يبذلوا جهدًا كبيرًا من أجل التوضيح وتصحيح المفاهيم؛ ولذا نحن نسافر إلى بلاد عدَّة من أجل الشرح والتوضيح والإجابة عن التساؤلات، أما فكرة إجبار الناس على عقيدة ما أو فكرة معينة فهو أمر مرفوض.
وتابع: لدينا تجربة فريدة في استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، ولدينا إدارة للفتوى الإلكترونية والهاتفية، بالإضافة إلى إطلاق تطبيق فتوى برو الذي يخدم المسلمين في الغرب مع مراعاة السياق المجتمعي لبلادهم.