قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن حضارة اليونان التي يزهو بها الأوربيون والأمريكيون اليوم، ويفخرون بالانتساب إليها، فإنها لم تُعرف فيها نماذج لامرأة نابهة، ورغم أن أرسطو كان يمثل أكبر عقل ظهر في هذه الحضارة، إلا أنه بنى فلسفته الاجتماعية على أن المرأة للرجل كالعبد للسيد.
وأوضح “الطيب”، في خلال حلقته الثانية ببرنامجه “الإمام الطيب، المذاع على القناة الأولى والفضائية المصرية وبعض القنوات العربية والأجنبية، والتي جاءت تحت عنوان، «تحرير الإسلام للمرأة»، أنه لا يمكن تصور فضل الإسلام في تحريرِ النساء وسبقه كل ما عداه في هذا الشأن الإنساني الخطير، لافتًا إلى أنه بالمقارنة بين وضع المرأة في الحضارات السابقة على الإسلام، خلد القرآن الكريم والسنة النبوية بنصوص حاسمة على وجه الزمان تكريم المرأة ومساواتها بالرجل.
وضع المرأة السيئ في الحضارة البابلية
وأشار إلى أن وضع المرأة في ثقافة هذه الحضارات وقوانينها وأعرافها كان وضعًا مُزريًا بإنسانيتها بكل المقاييس، سواء في ذلك، الحضارة البابلية، أو شريعة «مانو» التي كانت تقضي بأن تموت الزوجة يوم موت زوجها، وأن تحرق معه وهي حيه على موقد واحد، أو شرائع أخرى توصف فيها المرأةَ بأنها أسوء من سم الأفاعي، ومن الجحيم نفسه.
وأكد أن الإمام الأكبر أن المرأة لم تكن بأفضل حال أو أقل بؤس في ظل القانون الروماني الذي حكم عليها بوجوب تبعيتها للرجل، أبًا كان هذا الرجل أو زوجًا أو ابنًا، وحين سقطت الدولة الرومانية بكلِ أنظمتها السياسية والاجتماعية، سادت في الشرق الأوسط موجة من كراهية الملذات والشهوات، والزهد في متاع الحياة الدنيا تطور معها وضع «المرأة» إلى طورٍ جديد من الإهانة والإذلال.