تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فيديو يوثق لحظات قيام طفل صغير بإمامة المصلين في صلاة التراويح بأحد مساجد منطقة كرداسة، الأمر الذي لفت أنظار الجميع وآثار جدلا واسعا بين النشطاء والمتابعين.
إمامة الصغار للكبار في الصلاة
وثق الفيديو قيام طفل لا يتعدى عمره الثالثة عشر، وهو يتقدم عشرات المصلين في صلاة التراويح، ويردد آيات من القرآن الكريم بصوت عذب وتلاوة رائعة، والناس تقف من خلفه في حالة من الخشوع، تظهر على وجوههم علامات السعادة جراء عذوبة صوته.
تمت صلاة التراويح بإمامة الطفل الذي قيل عنه إنه يدعى سيف، في أحد المساجد بمنطقة كرداسة التابعة لمحافظة الجيزة، إذ تقدم الطفل بعد انتهاء صلاة العشاء إلى مكان الإمام، والجميع خلفه وبدأ في التلاوة، ما جعل المصلين في حالة اندهاش جراء حلاوة صوته في تلاوة آيات الله.
تفاعل النشطاء والمتابعين مع الفيديو والصور المتداولة، ورأى بعضهم أنه لا يصح للصغار إمامة الكبار في الصلاة، وأن لها شروط ينبغي توافرها في الإمام، بينما رأى البعض الآخر أن صلاة النافلة يمكن للطفل فيها الإمامة، ويجوز للأطفال قيادة المصلين الكبار في صلاة جميع السنن مثل التراويح.
رأي الأزهر
وكان الأزهر قد قال في بيان سابق له: «إمامة الصبي المميِّز في الصلاة؛ إما أن تكون في فرضٍ أو نفلٍ، وعلى كلٍ فهي محل خلاف بين الفقهاء على هذا النحو: أولًا: إمامة الصبي في صلاة الفرض:ذهب الحنفية، والمالكية، والحنابلة إلى أن إمامة الصبي المميِّز للبالغ في الفرض لا تصح؛ لأن الإمامة حال كمال، والصبي ليس من أهل الكمال؛ ولأنه قد يحدث منه ما يخل بشرط من شرائط الصلاة».
حكم إمامة الصبي المُمَيّز
واستكمل بيان الأزهر: «بينما يرى الشافعية، والحسن البصري، وإسحاق، وابن المنذر أن إمامته للبالغ صحيحة؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم:« يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ».[رواه مسلم] ولما روي من أن بعض الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يؤمون أقوامهم وهم دون سن البلوغ؛ فقد ثبت أن عمرو بن سلمة كان يؤم قومه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ست أو سبع سنين».
وتابع: «إمامة الصبي في صلاة النفل: جمهور الفقهاء على صحة إمامة الصبي في صلاة النافلة؛ لأن النافلة يدخلها التخفيف، لكن المختار عند الحنفية، والمشهور عند المالكية، وهو رواية عند الحنابلة: أن إمامته في النفل لا تجوز كإمامته في الفرض».
واختتم البيان: «فتصح إمامة الصبي في النافلة على مذهب الجمهور إذا كان متقنًا لقراءة القرآن عالمًا بما تصح به الصلاة من أحكام، لا سيما إن لم يوجد مَن هو أقرأَ منه»