أكد المشاركون في مؤتمر فلسطين جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، والذى تنظمه لجنة الحريات برئاسة الشاعر مصباح المهدي وتحت رعاية الشاعر والمفكر الكبير الدكتور علاء عبد الهادى وذلك بحضور عدد من الشخصيات السياسية من مصر والوطن العربي والكتاب والمفكرين والشعراء والمثقفين ورجال الدين الإسلامي والمسيحي رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني ورفض المجازر الصهيونية.
وقال الرئيس اليمني الأسبق على ناصر محمد إن مايجري في غزة أسقط عملية التطبيع، وإن الأعمال الإجرامية التى قامت بها إسرائيل من جرائم ضد الشعب الفلسطينى قد انعكست على الرأى العام العالمى ما أدى الي إدانة إسرائيل دوليا من خلال محكمة العدل الدولية.
وقال الرئيس اليمني خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر “فلسطين جوهر الصراع العربي الاسرائيلي” إن التطور في الموقف الدولي تجاه القضية الفلسطينية عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة والعديد من قادة دول العالم الذين تضامنوا مع الشعب الفلسطيني لافتا الي أن هناك انقساما داخل إسرائيل، وهو أمر من المهم الاستفادة منه من خلال توحيد الجبهة الفلسطينية.
من جانبه أكد عمرو موسى وزير الخارجية والأمين العام للجامعة العربية الأسبق أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وإبادة جماعية في حق الشعب الفلسطيني وأن القانون الدولي يحرم هذه الجرائم المنصوص طبقا للمعاهدات الدولية.
وقال موسى إن أحداث السابع من أكتوبر أثبتت أن إسرائيل دولة هشة، وهذا ما اتضح لكل العالم وأن ما يتردد من بعض الدول الكبرى بأن إسرائيل لها حق الدفاع عن نفسها هو مجرد كلام غير صحيح؛ لأن إسرائيل دولة احتلال في الأصل، مشيرا إلى أن أحداث أكتوبر أعادت القضية الفلسطينية مرة أخرى الي المشهد العالمى من خلال هذا الزخم الذى قام به الشعب الفلسطيني والمقاومة ضد الاحتلال.
بدوره أكد الكاتب الصحفى عبد الله السناوي أن الموقف المصري أجهض عملية التهجير القسري، مشيرا إلى أن الاستاذ هيكل ذكر ان إسرائيل تستهدف مصر دائما بمناسبة أو غير مناسبة.
وقال إن استهداف سيناء وقناة السويس هما جوهر الصراع على مصر وهذه حقيقة جيواستراتيجية لافتا الي أن التوقيت الحرج في حرب غزة طرح التحديات الوجودية على معبر فيلادلفيا الحدودي.
وأضاف السناوي أن استهداف السيادة على سيناء وتصفية القضية الفلسطينية تتصدي لها مصر بكل قوة.
من جانبه أكد الشاعر والمفكر الكبير الدكتور علاء عبد الهادي الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب ورئيس مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر أن فلسطين ذلك الجذب القوي الذي يعتريك حين تلفح وجهك صورة طفل وهو يرفع أمام دبابةٍ حجرًا، وليست فلسطين تلك المشاعر التي تختزنها دمعة محبوسة في العينين حين تثير فينا الأغنياتُ الوطنية القديمة ذكرياتِ الطفولة، ربما كانت خطى الكادحين، ربما كانت ذاكرةَ الطريق وما اختزنه الشارع من ملايين الخطى الحالمة في الصدور، في غزة وغيرها، وفي شوارعها القديمة، ربما كانت الليلَ الذي يطعم صغاره في الخفاء، والريح الكريمة التي تسقط خلسة لطفل جائع برتقال الحديقة.
وقال عبد الهادي ربما كانت صوت المنشد الصوفي حين يشجو: ” ومالت منهمو الأعناق ميلا لأن قلوبهم ملئت غراما”، ربما كانت ما نجده في أماكنَ مجهولةٍ تجري فيها المياه حرة دون أن تغويها الحفر، ففلسطين كانت وستظل ما يجمع عاشقين مشيرا إلى أن للسلطة السياسية قراراتها المرحليةُ أو مباداراتُها التي لا تخلو من مناورة أو خطأ، ولكن لسلطان الشعوب مبادئَه التي تتمسك بالصواب التاريخي دائما، هذه الشعوب التي لم تتخل يوما عن دعم القضية والوقوف مع الحق الفِلَسْطِيني. وسيظلُّ الاتحادُ العام للأدباء والكتاب العرب بقياداته الفكرية وما تمثله من نخب ثقافية في صفوف المواجهة الأولى لكل السياسات العنصرية والاستعمارية التوسعية للكيان الصهيوني ولمحاولاته التي لا تتوقف لفرض السيطرة على مقدرات شعبنا العربي وثرواتِه.
كما نُعلنَ في هذا المقام نصا وموقفا دعمَنا الراسخَ لثوابت الضمير الثقافي العربي في رفضه للتطبيع مع الكيان المحتل، مؤكدين أننا لن نبدلَ موقفَنَا، ولن نغيرَ عقيدتَنا بخصوص ثابتٍ أصيل من ثوابت الثقافة المصرية والعربية فى زمن الالتباسات والصفقات، ذلك لأن القضية الفلسطينية قضية إنسانية في مقامها الأول، تُترجمُ موقف الضمير الإنساني حول حق شعب استلبت حقوقه وأراضيه، وهي على مستوى ثان قضية عربية يبذلُ العرب لها من عام 1948 حتى الآن ما يبذلُهُ الفلسطينيون على جميع المستويات المعنوية قبل المادية، وهي قضية فلسطينية على مستوى ثالث ترتبطُ بحقوق العودة لمن استلب حقُّهم الإنساني في الحياة على أرضهم المغتصبة.
وقال إن القلبَ هو سيفُ الجميعِ حين يتحدث
نؤكد في هذا الصدد أن الأوطان ليست مجردَ مساحاتٍ من الأرض المعروضة للبيع أو الإيجار أو الاستبدال والمساومة، وأن الحقوقَ لا تسقط بالظلم والعنف فالحلمُ يحفظُها والأملُ يحرك ضميرها. وأن المحافظة على هذا الموقفِ والثابتِ القوميِّ التاريخي يقع الآن أكثرَ من أي وقت مضى على كاهل المثقفين والكتاب والمفكرين والمبدعين العرب الذين يجب أن يتحملوا بشأنه مسئولياتِهم التاريخيةَ مهما بذلوا في سبيل ذلك من جهد وتضحيات.
إن أبطالنا في الأرض المحتلة ليسوا وحدهم بل إن قلوب الأمة وضمائر كتابها وشعرائها ومفكريها وفلاسفتها وأكاديمييها ومبدعيها الأحرار جميعا تصطف معكم يدا بيد في نضالكم الشرعي ضد الغاصب المحتل.
مئات الملايين من المواطنين خرجوا في مظاهرات فاضت بها أنحاءُ العالم كافة لم تكن تهتِفُ من أجل القضية الفِلَسطينية فحسب بل كانت ترفع صوتَها جنبًا إلى جنب مع أعلام فلسطين المقاومة وقوفًا مع القضية الإنسانية لهذا الشعب البطل. ولهذا الشتات الفِلَسطيني المُهَجَّر في بلاد العالم كلِّها الذي يزفِر ويشهَق بعدالة قضيته وبحقه في العودة.
المزيد من الأخبار
اضغط للتعليق