أبدت قيادات حزبية، أسفها إزاء استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي؛ لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
واكطدوا أن استقرار المنطقة رهن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة عبر إقامة دولته المستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت القيادات -في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن القرار الأمريكي يدعم ويغذي الصراع في المنطقة في هذا التوقيت الحرج التي تمر فيه القضية الفلسطينية بمفترق طرق؛ لذلك يجب على المجتمع تحمل مسئوليته التاريخية باتخاذ موقف داعم للحقوق الفلسطينية وخلق أفق سياسي حقيقي من أجل التسوية النهائية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، مشددين على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقرار عضويتها الكاملة بالأمم المتحدة هو حق أصيل للفلسطينيين وخطوة هامة لتنفيذ أحكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
واستنكر النائب اللواء طارق نصير أمين عام حزب حماة الوطن ووكيل أول لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ موقف الولايات المتحدة الأمريكية من استخدامها الفيتو لمنع دولة فلسطين في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وحقها كدولة مكتملة الأركان معترف بها طبقا للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947.
وقال نصير إن هذا الموقف الأمريكي وما سبقه من قرارات تجاه قطاع غزة يؤكد ازدواجية المعايير داخل الأمم المتحدة.
وأكد أن مجلس الأمن من خلال استخدام حق الفيتو أصبح عائقًا لإحلال السلام بين دول العالم، وكان من الأجدى أن ينظر مجلس الأمن بعين الاعتبار بما فيه مصلحة كل دول العالم ومنها حل القضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها مدينة القدس الشرقية، مشددا على أن عدم حل القضية الفلسطينية سوف يؤثر على السلام والأمن الدوليين ويعد انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة.
وحيا نصير الدور الذي تقوم به القيادة السياسية في دعم القضية الفلسطينية وجهود إيقاف الحرب الشعواء على قطاع غزة بالتنسيق مع دول العالم المحبة للسلام، كما توجه بالشكر للدول العربية والإسلامية والأجنبية الصديقة التي تساند فلسطين في الأمم المتحدة من أجل تحقيق حصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
من جهته .. قال اللواء الدكتور رضا فرحات أستاذ العلوم السياسية نائب رئيس حزب المؤتمر إن استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو لمنع صدور قرار يوصي بقبول فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة يشكل مثالاً واضحاً على النهج المتحيز والأحادي الذي تتبناه الولايات المتحدة في التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويضع مصداقية هذه المنظمة ومنظومة حفظ السلم والأمن الدوليين بأسرها على المحك، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني لديه حق مشروع في تقرير المصير وإقامة الدولة، على النحو المعترف به في العديد من قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي وحان الوقت لكي يعترف المجتمع الدولي ويدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وأشار إلى أن الفيتو الأمريكي في هذه الحالة هو مثال واضح على كيفية استخدام الولايات المتحدة لقوتها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتعزيز مصالحها ومصالح حلفائها، بغض النظر عن العواقب على الدول الأخرى أو مبادئ العدالة والإنصاف، لافتا إلى أن فلسطين تسعى إلى الاعتراف بها كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، وهي خطوة من شأنها أن تمنحها نفس الحقوق والامتيازات التي تتمتع بها الدول الأعضاء الأخرى ومع ذلك، فقد منعت الولايات المتحدة مرارا وتكرارا هذه الجهود، ويكشف أيضا عن انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل من خلال عرقلة مسعى فلسطين للحصول على العضوية الكاملة، وتقويض حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن منح العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة ليس ضرورة قانونية وسياسية فحسب، بل ضرورة أخلاقية وإنسانية أيضا حيث يعاني الشعب الفلسطيني لعقود طويلة من الاحتلال والقمع، وهو يستحق أن تحظى حقوقه وكرامته بالاحترام والحماية ويجب على المجتمع الدولي أن يتضامن مع الشعب الفلسطيني ويدعم تطلعاته إلى الحرية والعدالة والسلام.
وأشاد فرحات بكلمة مندوب مصر الداعمة للقضية الفلسطينة، مشيرا إلى أن مصر ستظل المساند والداعم الأكبر للقضية الفلسطينة في كافة المحافل الدولية حتي يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على كافة حقوقه.
بدوره، قال المستشار رضا صقر رئيس حزب الاتحاد، إن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو ضد منح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة، يعمق من مساهمتها في تأزم القضية الفلسطينية والحيلولة دون الوصول إلى حل لها وتغذية الصراع والعدوان الإسرائيلي الذي يشنه الاحتلال على الأشقاء الفلسطينيين.
وأضاف “صقر”، أن الولايات المتحدة الأمريكية تجاهلت اعتراف 140 دولة عضو بالأمم المتحدة بدولة فلسطين، كما تجاهلت توافر المعايير في دولة فلسطين سواء حدودها التاريخية أو شعبها الكائن في تلك المدن مثل الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، فضلا عن وجود حكومة تربطها علاقات دبلوماسية ببقية دول العالم، إضافة إلى انضمام فلسطين الشقيقة إلى العديد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة مثل اليونسكو فضلا عن العديد من الاتفاقيات الدولية.
وأشار رئيس حزب الاتحاد إلى أن منح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة كانت ستكون بمثابة انفراجة كبيرة في القضية الفلسطينية، معتبرا أن مواصلة الولايات المتحدة الأمريكية الدفاع عن انتهاكات إسرائيل ومواصلة استخدام حق الفيتو، سوف يغذي الصراع في المنطقة، داعيا إلى تبني العالم وجهة النظر المصرية لحل القضية الفلسطينية عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كبداية ليعم السلام في المنطقة.
من جهته …انتقد الدكتور أحمد محسن قاسم،مدير مركز الجيل للدراسات السياسية والاستراتيجية استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو والوقوف دون حصول فلسطين على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، مشيرًا إلى أنه يترجم التناقض الكبير لدى أمريكا التي تريد أن تظهر للعالم أنها ساعية لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، بينما هي تقف في وجه أي قرار يصب في صالح الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأضاف “قاسم” أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحدى القانون الدولي كما تتحدى إرادة المجتمع الدولي الراغب في منح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة، لاسيما بعد نتائج التصويت التي ظهرت اليوم باجتماع مجلس الأمن، فضلا عن وجود 140 دولة بالأمم المتحدة معترفة بدولة فلسطين وتجمعهما علاقات دبلوماسية، لافتا إلى أن الفيتو الأمريكي لم يعد له ما يبرره.
وذكر قاسم أن استقرار المنطقة رهن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة، عبر إقامة دولته المستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وما دون ذلك ستظل المنطقة مشتعلة بالصراعات، مختتما بأن أمريكا تمثل عاملا أساسيا في الوضع الذي سيكون عليه الشرق الأوسط، ولا بد أن تتخلى عن سياساتها التي وضعت المنطقة على حافة الهاوية.
المزيد من الأخبار
اضغط للتعليق