كشفت رئاسه الجمهوريه تفاصيل الحوار الذي دار بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ووفد سوداني من المشاركين في مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي عقد اليوم
واكد الرئيس إن تجربة هدم الدول وتخريبها تكون مريرة جدا وأن هذه التجربة دائما ما تؤدي إلى ضياع للأمة ومستقبلها.
وأشار إلى أن العالم يتحرك بمنتهى السرعة، مستشهدا بالتقدم الذي تشهده دول العالم غربا وشرقا، وعقب: «شوفوا التقدم ده وشوفوا إحنا بنعمل إيه».
وتابع: «إحنا معندناش وقت.. إحنا محتاجين وقت علشان نعوّض اللي فات مش نعوض اللي ادّمر واللي اتهد».
قال، إن 70% من البنية الأساسية في السودان تعرضت للتدمير في ظل الحرب الدائرة حاليا.
وأضاف أن هذا التدمير طال المستشفيات والمدارس والطرق ومحطات الكهرباء والمياه.
وتساءل عن مدى القدرة على ترميم هذه الخسائر وتكلفتها إمكانية تنفيذ ذلك ظل أن الحرب لا تزال مستمرة.
وشدد على أنه لا غالب في الحرب الدائرة بالسودان، في ظل أن الاقتتال يجمع بين أبناء دولة واحدة.
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الشعب السوداني يعاني جراء الحرب الدائرة حاليا وفي ظل حالة عدم الاستقرار الكبيرة التي أفرزت لجوء وهجرة على صعيد واسع.
وأضاف أن الحرب تسببت في نزوج داخلي لأكثر من ثمانية مليون شخص، وكذلك هجرة خارجية لنحو مليوني سوداني.
ولفت إلى أن كل يوم يعيشه في السودان في ظل الصراع يساوي سنة هدما لقدرة الدولة.
وأشار إلى أن هذه الأوضاع ستنتهي في يوم ما، موضحا أن سرعة انتهاء هذه الأوضاع يكون أثرها وعلى السودان ومستقبل أقل وطأة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد استقبل صباح اليوم اليوم، وفداً سودانياً من المشاركين في مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي تستضيفه مصر،
حضر اللقاء الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، بالإضافة إلى عدد من ممثلي الأطراف الإقليمية والدولية، من بينهم وزير خارجية تشاد، وكبار مسئولي دول الإمارات وقطر وجنوب السودان وألمانيا، فضلاً عن ممثلي الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وسفراء فرنسا والمملكة المتحدة والنرويج والاتحاد الأوروبي والسعودية بالقاهرة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن ا الرئيس أعرب، خلال اللقاء، عن تقديره لاستجابة المشاركين للدعوة المصرية لعقد هذا المؤتمر المهم، تحت شعار “معاً لوقف الحرب”، في ظل اللحظة التاريخية الفارقة التي يمر بها السودان الشقيق، والتي تتطلب تهيئة المناخ المناسب، لتوحيد رؤى السودانيين تجاه كيفية وقف الحرب،
وشدد على أن مصر لن تألو جهداً، ولن تدخر أية محاولة، في سبيل رأب الصدع بين مختلف الأطراف السودانية، ووقف الحرب، وضمان عودة الأمن والاستقرار، والحفاظ على مقدرات الشعب السوداني، مؤكداً ضرورة تكاتف المساعي للتوصل لحل سياسي شامل، يحقق تطلعات شعب السودان، وينهي الأزمة العميقة متعددة الأبعاد التي يعيشها السودان، بما تحمله من تداعيات كارثية على مختلف الأصعدة، السياسية والاجتماعية والإنسانية.
كما أكد السيد الرئيس أن الدولة المصرية تبذل أقصى الجهد، سواء ثنائياً، أو إقليمياً ودولياً، لمواجهة تداعيات الأزمة السودانية، وذلك عبر تقديم كافة أوجه الدعم، بما يعكس خصوصية العلاقات المصرية السودانية، حيث تستمر مصر في إرسال عدد كبير من شحنات المساعدات الإنسانية للأشقاء في السودان، فضلاً عن استضافة ملايين الأشقاء السودانيين بمصر.
وسياسياً، شدد السيد الرئيس على ضرورة أن يتضمن الانتقال للمسار السياسي للأزمة، مشاركة كافة الأطراف، وفقاً للمصلحة الوطنية السودانية دون غيرها، وأن يكون شعار “السودان أولاً” هو المحرك لجميع الجهود الوطنية المخلصة، فضلاً عن ضرورة أن ترتكز أية عملية سياسية ذات مصداقية، على احترام مبادئ سيادة السودان، ووحدة وسلامة أراضيه، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، باعتبارها أساس وحدة وبناء واستقرار السودان وشعبه الشقيق، مؤكداً حرص مصر على التنسيق والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لحل الأزمة السودانية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المتحدثين من رموز القوى السياسية والمدنية السودانية، أعربوا من جانبهم عن تقديرهم وتثمينهم البالغ للجهود المصرية المخلصة لدعم السودان منذ بدء الأزمة الراهنة، ما يجسد عمق الأواصر التي تجمع شعبي البلدين ووحدة التاريخ والمصير بينهما، مؤكدين ترحيبهم بمساعي القيادة المصرية لتقريب وجهات نظر الأطراف السودانية للخروج من الأزمة الحالية، فضلاً عن الدعم الذي تقدمه مصر لشعب السودان، سواء عبر سعيها الدؤوب لمعالجة الوضع الإنساني الكارثي الذي تعيشه مناطق واسعة في السودان، أو من خلال استضافتها الكريمة والطيبة، شعباً وحكومة، لأبناء الشعب السوداني في وطنهم الثاني مصر، بما يعكس العلاقات الأخوية الأزلية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.