ضمن خطة نشاط وزارة الثقافة، وتحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو – وزير الثقافة، افتُتح الفعاليات الثقافية التي ينظمها ويستضيفها بالمجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي في إطار الاحتفاء بأيام الثقافة الصربية في مصر.
وبدأت الفعاليات بمعرض يتضمن صور لوثائق لحركة عدم الانحياز والمؤتمر الأول لرؤساء دول الحركة المنعقد في بلجراد 1961م تنظمه دار الكتب والوثائق القومية المصرية برئاسة الدكتور أسامة طلعت بالتعاون مع الأرشيف الوطني الصربى.
وتلي المعرض انعقاد ندوة بعنوان “حركة عدم الانحياز ودورها العالمي”، وأدارها أ.د/ محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة. والتي بدأها بالحديث عن أهمية التأمل في تلك الحركة، وهي حركة عدم الانحياز، فقال: “ما أحوجنا اليوم في ظل الأحداث العالمية أن نتأمل تلك الحركة التي لعبت دوراً مهماً، وتحدث عن دور تلك الحركة في عدم انزلاق العالم إلى حرب جديدة.
ثم تحدثت أ.د/ زبيدة عطا- أستاذة العصور الوسطى وعميد كلية الآداب جامعة حلوان سابقاً عن بداية الحركة، وعن أول من نادى بها، وهو وزير خارجية الهند سنة 52 و53، وكانت تلك الفترة نهاية الحرب العالمية الثانية، وكانت زاخرة بوجود قيادات شابة، فكان التفكير في القوتين روسيا وأمريكا هو الغالب على كل الدول على أي منهم تنضم وتؤيد، ثم بدأت بالحديث عن بعض المؤتمرات التي أقامتها الحركة، وتحدثت عن أن أول مؤتمر كان مؤتمر باندونغ، الذي كان برأسته.
وفي هذا المؤتمر أقرّت 10 مبادئ منها: عدم الانضمام إلى أي تحالفات سياسية أو اقتصادية، كذلك المساعدة في التنمية بالإضافة إلى عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وغيرها من المحاور أو من الأساسيات التي أقرها هذا المؤتمر، ثم تحدثت عن مراحل القرارات والتوصيلات للحركة سنة 1991، وهي فترة انحلال الاتحاد السوفييتي، وأصبح هناك قطب قوي واحد وهو أمريكا، وقد شاهد هذا الانحلال تراجعاً لدور الحركة وقتها، وهذا التراجع له عدة عوامل، منها: عوامل داخلية وعوامل خارجية، أدت إلى ضعف الحركة من الخارج، مثل دخول بعض الأعضاء للتحالفات ومشاكل الدول والصراعات الداخلية، والقوميات التي تريد أن تفرض مصالحها، مما ترتب عليه عدم تطوير الحركة منذ نشأتها أو تغيير الفكر الموجود، وقد حاولوا في مؤتمر أذربيجان التغيير، ودشنوا مؤتمراً عن شباب عدم الانحياز.
ثم تحدث السفير عزت سعد – عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للقانون الدولي والمدير التنفيذى للمجلس المصري للشؤون الخارجية وسفير جمهورية مصر العربية لدى روسيا الاتحادية سابقاً، وبدأ حديثه عن صربيا قائلاً إنها إحدى الدول المنضمة إلى الاتحاد الأوروبي، وكانت حريصة بعد سقوط يوغوسلافيا سنة 1992 أن تنهض بنفسها، ولكن السياسة الخارجية كانت ما تزال تحمل إرثاً وبصمات لحركة عدم الانحياز.
وأضاف أنه في أكتوبر 2021 كانت صربيا هي التي دعت لعقد قمة الاستذكار، وأول كلمة في بلجراد، وبالفعل حدث ونسقت مع أذربيجان وقتها، وتم التفاعل في مصر مع أحد مراكز الفكر، وإصدار مجلدين كبيرين للاحتفاء بالعيد الستين للحركة، ثم تحدث عن مؤتمر باندونج في أبريل سنة ٥٥.
ثم تحدث الدكتور أسامة طلعت – رئيس دار الكتب والوثائق القومية المصرية، وأشار إلى الوثائق المعروضة في بهو المجلس، وكيف تم اختيارها بعناية شديدة لكي تعبر عن الأحداث والمؤتمرات المهمة ومراحل تطور الحركة.
وتحدثت الدكتورة إيمان عامر- أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر ومدير مركز البحوث والدراسات التاريخية بجامعة القاهرة، عن “المرأة في حركة عدم الانحياز” وقالت إنه في بداية الإعلان عن الحركة لم يكن هناك اهتمام كبير بالمرأة، وكان الاهتمام منحصراً في قضايا الاستعمار والتحرر كذلك التغييرات في تاريخ الحركة وارتفاع وتراجع معدل نشاطها ووجودها في دول العالم، كل ذلك جعل الحركة ليس لها إضاءات واضحة تخص المرأة والشباب، وأضافت أن استقلالية الدول غير المنحازة كان الهدف الأهم، ولكن استراتيجيات للمرأة والشباب من أجل إعلاء شأنهما لم يكن أول الاهتمامات وقتها، ولكن في تلك الفترة جاء مؤتمر تمكين المرأة تجاه التحولات العالمية والنزاعات، والذي كان نموذجاً يحتذى به في هذا الاتجاه، وقد عقد المؤتمر سنة 2005.
ثم تحدث ميلان ترزيتش – مدير أرشيفات يوجوسلافيا؛ عن عدد من المؤتمرات التي عقدت في مصر للحركة، وكذلك تحدث عن عدد الأعضاء والمؤتمرات التي عقدت منذ الستينيات في القرن الماضي، وقام بسرد أحداثها وما أصدر منها من قرارات وتوصيات.
وعن أرشيف يوغوسلافيا تحدث دراجان تيودوسيتش – كبير المؤرشفين بمؤسسة أرشيفات يوجوسلافيا ؛ الذي قال إنها تحتوي على الكثير من السياسات الدولية بشكل عام، كذلك العديد من التوثيقات التي تمت في أنحاء دول العالم، وتضم أيضاً عدداً ضخماً للمؤتمرات والتحضيرات التي تمت قبلها حتى الهدايا التي قدمت، وبعض المحتويات الأخرى.
وفي نفس الإطار يقيم المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية أمسية بعنوان مصر- صربيا علاقات ثقافية ضمن سلسلة علاقات ثقافية؛ يديرها أمير نبيه الوكيل الدائم لوزارة الثقافة ويشارك بها السفير ميروسلاف تشيستونيتش سفير جمهورية صربيا بالقاهرة؛ السفير باسل صلاح سفير جمهورية مصر العربية ببلجراد؛ الفنان الدكتور إبراهيم غزال- أستاذ التصوير بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا؛ سهى زكي – الصحفية والأدبية؛ الدكتورة مرفت السويفي – أستاذ الخزف بكلية التربية الفنية جامعة حلوان؛ مي خالد – الأديبة والروائية؛ وميومير جورجيفيتش – نائب وزير الثقافة الصربية.