واصل اليوم الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجيه لقائاته في العاصمه اليابانيه طوكيو علي هامش الاجتماع الوزاري لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا (الـتيكاد)
التقي الوزير مع “كانجو يامادا”، سكرتير عام رابطة الصداقة البرلمانية اليابانية/المصرية وعدد من أعضاء الرابطة من الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم.
وذكر السفير أحمد أبو زيد، الُمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة، بأن الوزير عبد العاطي أشاد في بداية اللقاء مع سكرتير عام رابطة الصداقة البرلمانية اليابانية/المصرية بقوة ومتانة العلاقات الثنائية بين مصر واليابان، وتعدد مجالاتها الاقتصادية والتنموية والثقافية، مما كان له بالغ الأثر في ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية” العام الماضي.
واعتبر الوزير أن تعدد مجالات التعاون بين الجانبين يعكس أهمية وخصوصية تلك العلاقات، مستشهداً بدعم الحكومة اليابانية لمشروع المتحف المصري الكبير، والذي يمثل قيمة حضارية وأثرية عالمية، متطلعاً لمشاركة يابانية رفيعة المستوي في مراسم افتتاحه عند تحديد موعدها.
وأضاف وزير الخارجية بأن ترفيع العلاقات بين مصر واليابان لمستوي الشراكة الاستراتيجية العام الماضي يتطلب تعزيز آليات التعاون والتنسيق في شتي المجالات، بما فى ذلك بين السلطات التشريعية في الدولتين. ونوه فى هذا الصدد بحرص مصر علي تكثيف الزيارات البرلمانية المتبادلة، مشيرا إلي الكلمة التاريخية التي ألقاها رئيس الجمهورية أمام البرلمان الياباني “الدايت” في عام ٢٠١٦، وزيارة الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب السابق، إلى اليابان في عام ٢٠١٧، مؤكداً اعتزامنا الحفاظ علي وتيرة تبادل الزيارات علي النحو المشار اليه وتطلعنا لاستقبال وفد برلماني من اليابان في المستقبل القريب.
واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالإشارة إلي أن “يامادا” حرص علي تقديم التهنئة لوزير الخارجية بمناسبة توليه مهام منصبه، معرباً عن تقديرهم لزيارة سيادته لطوكيو للمشاركة في الاجتماع الوزاري للتيكاد، ولإتاحة الفرصة لتبادل الرؤي ووجهات النظر حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. كما أعرب عن تقدير بلاده لدور مصر الهام في محيطها الإقليمي باعتبارها ركيزة استقرار أساسية في المنطقة. وفي هذا الصدد، أبرز الدكتور عبد العاطي التهديدات الإقليمية المتلاحقة التي تواجه مصر والمنطقة،
واشار إلي حالة انعدام الاستقرار التي تشهدها كل من ليبيا والسودان وقطاع غزة، بالإضافة إلي الاضطرابات في منطقتي الساحل والقرن الإفريقي، وبما يضع أعباءً إضافية علي مصر التي باتت تستضيف ما يقرب من ٩ ملايين أجنبي علي أراضيها.
كما التقي وزير الخارجية د. عبد العاطي يلتقي واتانابي كويشي” وزير الدولة للشئون الداخلية والاتصالات باليابان…
وشهد اللقاء حديث مثمر حول آفاق تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجال الاتصالات وحوكمة الذكاء الاصطناعي
وكان وزير الخارجية قد سلم “فوميو كيشيدا” رئيس وزراء اليابان، رساله من الرئيس عبد الفتاح السيسي
وفي تصريح للسفير أحمد أبو زيد، المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة، أشار إلى أن الدكتور عبد العاطى نقل لرئيس الوزراء تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي وتقديره للدور الذي اضطلع به “كيشيدا” لترفيع العلاقات بين البلدين لمستوي الشراكة الاستراتيجية، مسلماً سيادته رسالة موجهة من فخامه الرئيس عبد الفتاح السيسي تتعلق بسبل تعزيز العلاقات الثنائية ومتابعة مجالات التعاون القائمة والعمل على تطلعات الشعبين المصرى واليابانى الصديقين.
وثمن د. عبد العاطي العلاقات الثنائية المُتميزة بين مصر واليابان، معرباً عن تقدير مصر للزيارة الناجحة التي قام بها رئيس وزراء اليابان في إبريل عام ٢٠٢٣، والتي تم خلالها ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية”، مشيدا بالدعم الياباني المُستمر للمشروعات التنموية الهامة في مصر، وعلى رأسها المتحف المصري الكبير والشراكة بين البلدين في مجال التعليم، ومؤكداً في هـذا الصدد حرص مصر على توسيع مجالات التعاون من خلال إضافة مجالات جديدة ذات، كالذكاء الاصطناعي، والحوكمة، والتعاون بين المؤسسات ومراكز البحث لتبادل ونقل الخبرات، فضلا عن تعزيز السياحة اليابانية الوافدة إلي مصر.
من جانبه، حرص رئيس الوزراء الياباني على نقل تحياته للرئيس عبد الفتاح السيسي ودوره الرائد في مختلف القضايا الإقليمية والمحافل الدولية،
واشار إلي أن مصر شريك هام للغاية بالنسبة لليابان باعتبارها دولة إقليمية كبري تلعب دوراً محوريا وهاماً في منطقة الشرق الأوسط.
وعلى صعيد التعاون الاقتصادي بين البلدين،
نوه وزير الخارجية إلى حرص مصر على الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية تماشيا مع ترفيع العلاقات السياسية، مشيرا الي أهمية تعزيز تدفق الاستثمارات اليابانية إلى السوق المصري، ونجاح مصر في جذب العديد من الاستثمارات بالرغم من التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية والأوضاع المتأزمة في محيطها الإقليمي، ومدللاً على ذلك بمخرجات مؤتمر الاستثمار المصري/الأوروبي.
وفي هذا الصدد، أكد د. عبد العاطي على حرص مصر علي فتح مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي المشترك، وخاصة تلك المتعلقة بالتغير المناخي، وأعرب عن تطلعه لقيام الشركات اليابانية بالاستفادة من استراتيجية الهيدروجين الأخضر المصرية التي تم إقراراها خلال شهر أغسطس الجاري، مستعرضاً المزايا التي توفرها مصر، والمتمثلة في موقعها الجغرافي الاستراتيجي، ومحفزات الاستثمار المتعددة، بالإضافة إلى الطفرة الهائلة وغير المسبوقة التي شهدتها مصر في بنيتها التحتية خلال السنوات الأخيرة، وشجع الشركات اليابانية علي التواجد في المنطقة الاقتصادية في قناة السويس.
وأردف المتحدث الرسمي، بأن رئيس الوزراء الياباني حرص خلال اللقاء علي الاستماع إلي تقييم الدكتور عبد العاطي لأهم القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك ، وفي مقدمتها الحرب الجارية في غزة،
استعرض وزير الخارجية الجهود المصرية على مختلف المسارات لاستئناف المفاوضات الخاصة بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق،
وشدد علي موقف مصر الراسخ برفض سياسات التصعيد والاغتيالات وانتهاك سيادة الدول التي تنتهجها اسرائيل .
من جانبه، أشار “كيشيدا” إلي أن بلاده تتابع بقلق عميق تطورات الأوضاع في المنطقة، وتري أن استمرار التصعيد لن يصب في مصلحة أحد، معرباً عن تأييد بلادة للجهود المصرية الرامية لخفض التصعيد، ومشيراً إلي أن بلاده تعمل بالتوازي علي استمرار إيصال المساعدات لغزة .
كما قام الجانبان بتبادل الرؤي والتقييمات حيال عدد من القضايا الإقليمية الأخرى، بما في ذلك الأوضاع في السودان ومنطقة القرن الإفريقي والتهديدات التي تواجه أمن البحر الأحمر وسلامة الملاحة الدولية،
نوه وزير الخارجية إلي أن استمرار تلك الأزمات دون قدرة المجتمع الدولي على إيجاد حلول لها يؤدي إلى تفاقمها، بما يؤثر علي مصالح عدد كبير من الدول، ومن بينها مصر واليابان، وهو الأمر الذي يستدعي تضافر الجهود الدبلوماسية للحيلولة دون تفاقم تلك الأزمات.
واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته مشيراً إلي أن الدكتور عبد العاطي أعرب عن تطلع الجانب المصري لأن تسفر الاجتماعات الوزارية الحالية لآلية “التيكاد” عن مناقشات عميقة للموضوعات ذات الاهتمام المُشترك بين اليابان وإفريقيا ، وفي مقدمتها الموضوعات الاقتصادية والتنموية التي تعتلي أولوية للدول الإفريقية،
وأكد علي حرص مصر علي المشاركة بفاعليه في كافة الفعاليات المتصلة بالـتيكاد علي مدار السنوات الماضية إيمانا منها بأهمية هذا المحفل الهام وبالدور الريادي الذي تضطلع به اليابان اتصالاً بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الافريقية ودعم جهودها التنموية لتحقيق الرخاء لشعوبها.
كما أعرب رئيس وزراء اليابان عن تطلع بلاده للافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، لما يمثله هذا الصرح الثقافي والحضاري الهام من نموذج متميز للتعاون بين مصر واليابان.