شهدت زياره الرئيس عبد الفتاح السيسيإلى مقر أكاديمية الشرطة، اليوم حوارا صريحا مع الطلاب تناول فيه الأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية.قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن المعدل المناسب للجامعات هو وجود جامعة لكل مليون نسمة.
وأضاف أن عدد سكان الدولة مع بلوغه 100 مليون نسمة فإن الدولة تكون في حاجة لـ100 جامعة، موضحًا أن الدولة اقتربت من هذه النسبة.
وأشار إلى أنه تمت مضاعفة العدد، خلال مسارين أحدهما إنشاء الجامعات، والآخر أن تكون نفقات تشغيل بعض الجامعات من قبل الطلبة المسافرين للخارج.
ونوه بأن عدد الطلبة الذين يتعلمون بالخارج يصل إلى 30 ألف طالب، يبلغ متوسط إنفاقهم ما بين 400 مليون دولار ومليار دولار.
ولفت إلى أنه بحث الأمر مع الدكتور خالد عبدالغفار وقت أن كان وزيرًا للتعليم العالي، ووجه بأن يكون هناك تعليم جامعي متقدم يوفر كمًا كبيرًا من النفقات التي كانت تتحملها الأسر، على أن تحصل الجامعة على رقم بسيط من الطالب بما يُحقق لها تكلفة التشغيل، مع إتاحة الأمر أيضًا للطلبة في الداخل.
ونوه بأن هذه الفكرة تمثلت في الجامعات الأهلية حيث تقرَّر أن تكون جميعها لديها توأمة مع جامعات ذات تصنيف عالمي، لافتًا إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه الجامعات بات لديها توأمة وإشراف وشراكة مع جامعات دولية متقدمة.
وأوضح أنه تم إلزام الجامعات الخاصة لتقديم تعليم قوي، معقبا: «المهم إن ولادي وبناتي قاعدين في مصر».
وأشار إلى أنه يتم العمل على زيادة الجامعات الحكومية بعدما كانت الضغوط عليها كبيرة في ظل تحملها كثافات كبيرة، موضحًا أن الفكرة تحل المسألة في ظل قلة الموارد.
ونوه بأن الجامعات الأهلية مثل الجلالة أو العلمين أو جامعة الملك سلمان لم تعد تكلف الدولة أموالًا، داعيًّا الأهالي للاهتمام بعلوم الحاسب والاتصالات والرياضيات والفيزياء والعلوم.
دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأهالي لأن يهتوا بتعليم أبنائهم علوم الحاسب والاتصالات والرياضيات والفيزياء والعلوم.
وقال الرئيس السيسي: «ركزوا يا مصريين في علوم الحاسب والنظم والرياضيات والعلوم.. هو ده المستقبل كله».
وأضاف أن الدولة بصدد إنشاء منشأة تعليمية تبدأ هذا العام، تستوعب ما بين 1000 و2000 طالب تخرَّجوا من كليات الحاسبات، للحصول على تعليم يمكنهم من الحصول على ماجستير في الحاسبات.
وأوضح أن نظام التعليم سيكون عبارة عن إقامة داخلية لاقتصار المدة وتنظيم الوقت للطالب، حيث سيتم اختيار الشباب والشابات ثم يتم اختبارهم وتقييمهم ومن سينجح سيتم التحاقه بها.
ونوه بأن الطالب سيتعلم لمدة عامين، وسيكون بعد ذلك في مستوى مختلف تمامًا، موضحًا أن فكرة مشابهة نُفِّذت في جامعات مثل القاهرة وعين شمس، حيث تم إنشاء مراكز للعلوم التكنولوجية.
ولفت إلى أنه تم التوجيه بأن يحصل الشباب على فرصة للحصول على هذا التعليم، باعتبار أن فرص العمل متوفرة فيه.
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الطالب وهو يختار كليته عليه أن يعي أنه يتعلم من أجل الحصول على فرصة عمل وليس التعلم لأجل التعلم فقط.
وأضاف أن الطالب عليه أن يفكر في الكلية التي يلتحق بها، وما إذا هذا التعليم سيوفر له فرص عمل من عدمه، معقبا: «لو لقيت له شغل كمل، لو ملقتش غيَّر أو وإنت في الكلية دي فكَّر في حاجة بجانبها».
وأشار إلى أن كل فرص العمل المستقبلية مرتبطة بالرقمنة والاتصالات ونظم المعلومات، وهو ما يمثل المستقبل.
ولفت إلى أنه لو أصبح التعليم في مصر بمستوى جيد جدًا سيحقق نقلة نوعية للدولة عندما يتخرج 10 أجيال على مدى 10 أو 15 سنة، لكنه تساءل عن بقية الأشخاص وكيف يعيشون خلال تلك الفترة.
وتابع: «هل هقولهم متأكلوش.. ما هو كده.. معنى إنك تقولي اصرف على التعليم بس يبقى معالجش الناس؟».
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن موازنة الحكومة لا يمكن أن تتحمل تنفيذ 10% مما نفِّذ في المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة.
وأضاف أن هذه النسبة تخص إتباع المسار التقليدي حال الإنفاق من موازنة الحكومة، لافتًا إلى أن هذا الأمر كان غير ممكن.
وأشار إلى أن الدولة حوَّلت الأرض التي لم تكن تساوي شيئًا، إلى أموال، لتغيير حال المصريين وتحقيق نمو الدولة وتوفير فرص عمل.
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن جميع المنشآت الحكومية الجديدة التى يتم إنشاؤها فى العاصمة الإدارية الجديدة، على نفقة شركة العاصمة.
وأضاف الرئيس السيسي عندما انطلقت شركة العاصمة كان رصيدها صفرا، وبعد إنشائها المبانى الحكومية، تقوم بتأجيرها للحكومة بمقابل من 7 لـ 10 مليار جنيه سنويا.
وأكد الرئيس السيسي، أن حساب شركة العاصمة الان فى البنوك 80 مليار جنيه، بخلاف مالها من رصيد عند شركات التمويل العقاري بحوالي 160 مليار جنيه، معقبا:” تم تحويل الأرض اللي ما تسويش إلى فلوس”.
وقال الرئيس السيسي، إن معدلات الزيادة السكانية غير المنضبطة تؤثر على قدرة الدولة على تقديم الخدمات.
وأضاف السيسي،: “الدولة المصرية عايزه على الأقل علشان تصرف من تريليون إلى 2 تريليون دولار في السنة صرف يعني 50 تريليون جنيه علشان تصرف.. علشان تدي تعليم وصحة ودفاع وداخلية واستثمار”، متسائلا: “أنت موازنتك كام؟”.
وتابع الرئيس: “الناتج المحلي بتاع الدولة كله 18 تريليون جنيه.. وأنت بتقول عايز لدولة مثل مصر فيها 120 مليون 50 تريليون دولار”.
واسترسل: “الموازنة كلها لا تتعدى 3 تريليون جنيه، ونصف المبلغ يتم دفعه للبنوك فوائد الدين الداخلي”، مؤكدا أن الدولة المصرية تحتاج لإنفاق ما بين تريليون و2 تريليون دولار سنويًا، في حين أن موازنة الدولة سنويا 3 تريليونات جنيه.
وأكد أنه تم إنشاء موانئ على البحر الأحمر والمتوسط بالإضافة إلى بتحسين الموانئ المتواجدة .
وقال : “دخلنا على ميناء شرق بورسعيد وعملنا 5 كيلو موانئ ودولقتي بنعمل 5 كيلو في ميناء شرق بورسعيد كي يكون لدينا بنية أساسية في الموانئ”.
وتابع الرئيس السيسي: “نعمل على توفير بنية تحتية في الموانئ قادرة على خدمة تجارة الترانزيت”، مضيفا: “أنا مستعد إننا نعمل منطقة لوجستية لزيت النخيل الذي ينتج في إندونيسيا في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ونجيب الزيت الخام ونعمل مصانع لتكريره وتعبئته وتصديره “.
وأردف الرئيس السيسي: “إحنا بنعمل مجال شراء موحد في سلعة مثل القمح للحصول على أحسن سعر للقمح وإحنا في مصر محتاجين كل دولار وهنا يظهر دور هيئة الشراء الموحد”.
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن الخطة التي نفذت مع مصر كانت خطة جديدة، موضحًا: «كانت أول مرة نشوف مواقع التواصل الاجتماعي تستخدم في تحريك الدنيا، ولغاية دلوقتي في حجم من الشائعات والكذب كتير أوي».
وأضاف السيسي،: «كفاءة الكذبة إنه يكون فيها جزء حقيقي، ثم يتحط الأجزاء الأخرى، اللي الهدف منها تعظيم الضرر، دي خطط، وده شغل، وده مش هينتهي».
وتابع: «زي شائعة موضوع اختطاف الأطفال والنساء، وكإن مفيش أمن، أنا هفترض إن ده موجود بالفعل، هو الصح إنك تقوم تهدها، عشان تزود أكتر بدل ما يبقى الخطف نسبة قليلة يكتر، بدل من الخراب يبقى أد كده يكون أكتر».
وأوضح: «اوعى تفتكر إن ده حاجة داخلية، لأ، الشغل بيتعمل من أجهزة مخابرات، وأنا مش بتكلم على دول خالص، من حق الناس إنها تفكر تخربنا، لما تلعب مباراة الخصم اللي قدامك بيكون عايز يهزمك، مهارتك إنك تكون مدرب ومستعد تفشل خطته».
وأكمل السيسي: «لازم تكونوا عارفين إحنا لينا خصوم، والخصوم مش مصلحتهم إن مصر تبقى كويسة، بلد فيها 120 مليونا، معدلات الحركة والنمو بتاعتها لو استمرت كده لمدة 10 أو 15 سنة هنكون في حتة تانية، بفضل الله، مع غيري، مع اللي بعدي، متقعدوش كل شوية تهدوا في بلدكم».
واستطرد: «خلّوا بالكم، هما يومين واللي بعدي جاي، واللي بعد منه جاي، لكن البلد اللي قاعدة بناسها، يبقى نهد في بلدنا ولا نحافظ عليها؟! الخصم لن يتوقف وهيفضل شغال دلوقتى وبكره والسنة الجاية والسنين اللي بعدها، ودي حكمة ربنا في الوجود اللي إحنا فيه، هو التدافع بين الدول والأمم، والأمة اللي تصمد وشعبها بيركز في الأرض ويصبر ويشتغل، ربنا يديله أسباب النجاح، إحنا نحافظ على كل حتة طوب في مصر على كل شجرة على كل زرعة».
وتابع الرئيس: «اوعى تفتكر إن ربنا يعز أبدًا اللي بيهد، بس هيتحاسب امتى؟! الدولة اللي بتهد دولة هتتحاسب امتى، انت فاكر إنه دلوقتي، ممكن بعد 10 سنوات أو 20 سنة، اوعى تخرب انت تعمر وتبني وتصلح بس، والباقي على الله سبحانه وتعالى».
وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة تفقدية إلى مقر أكاديمية الشرطة، حيث كان في استقباله وزير الداخلية محمود توفيق وعدد من قيادات الأكاديمية ووزارة الداخلية.
شاهد :