في محطة ما من حياتنا نجد أنفسنا نميل تلقائيا الى التقوقع على ذاتنا، ننبذ أي نوع من الضجيج ونبتعد عن اي نوع من المشاحنات وعن كل ما قد يسبب لنا إستنزافا روحيا وبدنيا وعقليا.
قد يرى غيرنا بأننا تغيرنا وأننا أصبحنا أكثر جفافا وجفاء ،قد يرى البعض الآخر أننا قد تكبرنا وإبتعدنا ،وبعنا، وضربنا بعلاقاتنا عرض الحائط ،و قد يفسر آخرون حالتنا بأنها قناع قد سقط وأننا لم نكن يوما محبين ولا مهتمين ولكن التفسير الحقيقي لحالتنا هذه لن يراها إلا من تعلقت روحه بروحنا وإنصهر فينا ليعرف جليا بأن حالتنا هذه تسمى “نكتفي بهذا القدر” إنها حالة نصل إليها بعد صراع قاس مع أنفسنا التي تتوق دائما لإرضاء غيرنا ولخدمة الجميع وتوزيع الحب والإهتمام على الكرة الأرضيه والكواكب المجاورة ، متناسية أن هناك جرم صغير مهمل في الأعماق متوحد على نفسه وعلى أوجاعه وآلامه وإحتياجاته التي لم تلبى، هذا الجرم هو “ذاتنا ”
..إنه ببساطة ذاتنا المنسية المهملة والتي لم تتذمر يوما هي فقط تقبع في ركن مهجور تنتظر ذلك اليوم الذي نصل فيه الى مرحله “نكتفي بهذا القدر” ، لتنعم بقليل من الراحة والأمن والسكينة بعيدا عن دوامة كانت تطحنها بلا هوادة ولا شفقة لتطعم أفواه الجائعين والعطشى للإهتمام والحب و لتبقى هي تصوم الدهر في إنتظار هذه المرحلة.
نحن لم نتغير ولم نهجر ولم نتكبر ولم يصبنا البرود والجفاء ،نحن فقط وصلنا الى تلك المحطة التي إنتظرناها طويلا لنرتاح وننعم بالسعادة التي طالما أعطيناها لغيرنا دون مقابل
كاتبة تونسيه