يقول احمد امين الخبير في العلاقات الاسريه كثير منا يتساءل: لماذا ننجذب مرارًا وتكرارًا لأشخاص غير مناسبين لنا؟ لماذا نُعيد نفس الأخطاء في العلاقات العاطفية، رغم أننا نعرف أنها قد تؤذينا؟
ويصيف : الحقيقة أن الانجذاب للأشخاص الخطأ ليس مجرد صدفة، بل هو نتيجة لعوامل نفسية وعاطفية عميقة. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب الرئيسية التي تجعلنا نقع في حب الأشخاص الخطأ، وكيفية كسر هذه الدائرة.
البرمجة العاطفية من الطفولة
يُقال إننا ننجذب لما هو مألوف لدينا، حتى لو كان مؤذيًا. تربيتنا والعلاقات التي شهدناها في طفولتنا تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل مفهومنا عن الحب. فإذا نشأنا في بيئة غير مستقرة أو عشنا تجارب أسرية مليئة بالإهمال العاطفي أو التجاهل، فقد نبحث عن هذا النمط في علاقاتنا لاحقًا، حتى لو كان غير صحي.
التعلق العاطفي غير الصحي
بعض الأشخاص يعانون من “التعلق القلق”، حيث يشعرون بحاجة دائمة إلى الحب والاهتمام، ما يجعلهم يقبلون بعلاقات غير متوازنة خوفًا من الوحدة. أحيانًا، نجد أنفسنا نحاول “إصلاح” الشريك، خاصة إذا كان يعاني من مشاكل نفسية أو عاطفية، معتقدين أن حبنا سيغيره.
التأثيرات الكيميائية للدماغ
الحب لا يعتمد فقط على المشاعر، بل أيضًا على التفاعلات الكيميائية في الدماغ. بعض العلاقات السامة تخلق نوعًا من الإدمان العاطفي، حيث ترتبط المشاعر القوية بإفراز هرمونات مثل الدوبامين والأوكسيتوسين، مما يجعلنا نعود مرارًا رغم معرفتنا بأن العلاقة مؤذية.
الجاذبية القائمة على التحدي
هناك من يعتقد أن الحب يجب أن يكون صعبًا، وأن العلاقات المستقرة والمريحة مملة. هذا الاعتقاد يجعلنا ننجذب إلى الأشخاص الذين يصعب الحصول عليهم، مما يخلق وهمًا بأن المشاعر القوية هي دليل على الحب الحقيقي.
انخفاض تقدير الذات
إذا كان لدينا شعور داخلي بأننا غير مستحقين للحب الصحي، فقد ننجذب للأشخاص الذين يعاملوننا بطريقة غير جيدة، وكأننا نحاول تأكيد هذا الشعور السلبي عن أنفسنا. أحيانًا، نقبل بعلاقات غير متوازنة لأننا نشعر أننا لا نستحق الأفضل.
التأثيرات المجتمعية والثقافية
الأفلام والروايات الرومانسية تروج أحيانًا لصورة مشوهة عن الحب، حيث يُنظر إلى العلاقات المعقدة والمؤذية على أنها أكثر إثارة، بينما يُنظر إلى الاستقرار العاطفي على أنه ممل. هذا قد يؤثر على قراراتنا العاطفية بشكل غير واعٍ.
الخوف من الوحدة
أحيانًا نقبل بالأشخاص الخطأ لأننا نخشى أن نبقى وحدنا. هذا الخوف يجعلنا نتجاهل الإشارات التحذيرية في العلاقة ونستمر فيها رغم شعورنا بعدم السعادة.
كيف نكسر هذه الدائرة؟
إذا كنت تجد نفسك دائمًا في علاقات غير صحية، فهذه بعض الخطوات التي قد تساعدك على تغيير نمط اختياراتك العاطفية:
رفع مستوى الوعي الذاتي: اسأل نفسك لماذا تنجذب لهذا النوع من الأشخاص. هل هناك نمط معين يتكرر في علاقاتك؟
تعزيز تقدير الذات: عندما تؤمن أنك تستحق علاقة صحية، ستصبح أقل عرضة للبقاء في علاقات مؤذية.
إعادة تعريف الحب: الحب لا يعني الألم أو الصراعات المستمرة. العلاقة الصحية تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل.
التأني في الاختيار: لا تتسرع في الدخول في علاقة بدافع الحاجة العاطفية، بل خذ وقتك في التعرف على الشخص الآخر.
وضع الحدود: لا تخف من الابتعاد عن علاقة لا تشعرك بالأمان أو الراحة العاطفية.
ويقول في النهاية، الوعي هو المفتاح لكسر هذه الدائرة. بمجرد أن تدرك الأسباب التي تجعلك تنجذب للأشخاص الخطأ، يمكنك اتخاذ خطوات فعلية لبناء علاقات صحية ومستقرة
