يقول احمد امين خبير العلاقات الاسريه ان فترة الامتحانات من أكثر الفترات توتراً في حياة الطالب، وهي كذلك تحدٍّ كبير للآباء. فالضغوط النفسية، والخوف من الفشل، والرغبة في تحقيق النجاح، جميعها عوامل تؤثر على الأبناء، وقد تنعكس على سلوكهم ومزاجهم. ومن هنا تأتي أهمية دور الأسرة، وبالأخص الآباء، في دعم الأبناء خلال هذه المرحلة الدقيقة.
ولهذا لابد من الانتباه للخطوات التالية:
خلق بيئة هادئة ومريحة
الجو المنزلي له تأثير مباشر على قدرة الطالب على التركيز والاستيعاب. ينبغي على الآباء تقليل الضوضاء، وتوفير مكان مريح للمذاكرة، وضبط أوقات مشاهدة التلفاز أو استخدام الهواتف الذكية، بحيث لا تعيق عملية الاستذكار.
الدعم النفسي بدلاً من الضغط
بعض الآباء يعتقدون أن الضغط المستمر، أو المقارنة بالآخرين، يدفع الأبناء نحو التفوق. والحقيقة أن هذا الأسلوب غالباً ما يؤدي إلى نتائج عكسية، مثل القلق، وفقدان الثقة بالنفس، بل وأحياناً إلى كراهية المذاكرة نفسها. المطلوب هو تقديم الدعم النفسي، وتشجيع الأبناء بلغة إيجابية مثل:
“أنا أثق بك”، “أنت قادر على النجاح”، “بذلتَ مجهودًا رائعًا”.
تنظيم الوقت مع الأبناء لا لهم
التحكم الكامل في وقت الطالب قد يشعره بأنه مراقَب أو فاقد للحرية. الأفضل هو مساعدته على وضع جدول زمني مناسب، يوازن بين المذاكرة والراحة، ويُراعي قدراته الفردية. وعندما يشعر الطالب أنه صاحب القرار، يكون أكثر التزاماً وتحفيزاً.
التغذية والنوم من أولويات النجاح
الإهمال في الطعام أو النوم يقلل من التركيز ويؤثر سلبًا على الأداء الذهني. يجب أن يهتم الآباء بتقديم وجبات صحية متوازنة، وتشجيع الأبناء على النوم المبكر. فالعقل المرهق لا يمكنه العمل بكفاءة، مهما كانت كمية المذاكرة.
تجنب استخدام الامتحانات كسلاح تهديد
ربط الامتحانات بالعقاب، أو التهديد بحرمان من شيء محبوب، يجعل من النجاح مجرد وسيلة للهروب من العقوبة، لا هدفاً حقيقياً. من الأفضل تعزيز قيمة التعلم لأجل المعرفة والنمو الشخصي، لا فقط من أجل الدرجات.
الاستماع أكثر من التوجيه
في بعض الأحيان، يحتاج الابن فقط إلى من يسمعه. ربما يشعر بالتوتر، أو بالخوف من الامتحان، أو حتى من خيبة أمل أهله. الحوار الهادئ، والاستماع بتفهم، يمكن أن يكون له تأثير أقوى من مئة نصيحة مباشرة وبالتالي النجاح الأكاديمي لا يصنعه الحفظ فقط، بل يصنعه الاستقرار النفسي والدعم العاطفي. الآباء شركاء في رحلة التعلم، لا مراقبون من بعيد. وفترة الامتحانات فرصة حقيقية لبناء علاقة ثقة وصداقة مع الأبناء، تدوم لما بعد انتهاء الامتحان.
