يقول احمد امين الخبير في العلاقات الاسريه ان العلاقات الإنسانية في جوهرها تقوم على الارتباط والمشاركة،
ويضيف : لكنّ خيطًا رفيعًا يفصل بين أحتاج إليك و لا أستطيع العيش دونك وهذا الخيط هو ما يحدد ما إذا كان التعلّق في العلاقة سليمًا يضيف إلى النفس توازنًا، أم مرضيًا يستهلكها حتى التلاشي.
واوضح انه في السطور التاليه سنستعرض الفرق بين التعلّق الصحي والتعلّق المرضي، لنساعدك على التعرّف على طبيعة علاقاتك، وتصحيح مسارها إن لزم الأمر.
أولًا: التعلّق الصحي – ارتباط قائم على الوعي والاستقلال
التعلّق الصحي هو قدرة الإنسان على بناء علاقة حميمة دون أن يفقد هويته الفردية أو استقلاله النفسي. هو تعلّق مبني على الوعي، والاحترام المتبادل، والقدرة على منح كل طرف مساحته الخاصة.
سماته:
• وجود الآخر مهم، لكنه ليس ضرورة للبقاء النفسي أو العاطفي.
• العلاقة قائمة على التكامل لا على الاندماج التام أو الذوبان.
• القدرة على قول “لا” وفرض الحدود الشخصية دون خوف من الهجر أو الرفض.
• الإحساس بالأمان العاطفي حتى في غياب الطرف الآخر لفترة مؤقتة.
• الخلافات لا تُفسَّر على أنها تهديد لوجود العلاقة، بل تُرى كفرص للنمو والتفاهم.
ثانيًا: التعلّق المرضي – ارتباط قائم على الخوف والفراغ الداخلي
أما التعلّق المرضي، فهو ارتباط غير متوازن، تنبع جذوره من مشاعر نقص داخلية، كقلة تقدير الذات أو الخوف العميق من الفقد. هو تعلق يشبه التعلق بالحياة نفسها: إذا ابتعد الطرف الآخر، تتداعى النفس ويضطرب الكيان.
سماته:
• اعتماد مفرط على الآخر في الشعور بالأمان والقيمة.
• الخوف الدائم من الهجر أو الاستبدال.
• الغيرة الزائدة والشكوك المستمرة حتى دون سبب منطقي.
• صعوبة وضع الحدود أو احترام خصوصية الآخر.
• تفسير أي بُعد أو صمت على أنه علامة على الفقد أو انتهاء الحب.
• الشعور بانهيار الذات في حال الفراق، وكأن الحياة فقدت معناها.
ليس كل ارتباط دليل حب، وليس كل احتياج عاطفي دليل على عمق العلاقة.
التعلّق الصحي يزهر في بيئة من الثقة، والاحترام، والاستقلال.
أما التعلّق المرضي فهو صوت داخلي خائف، يصرخ: “من دونك… لا أساوي شيئًا”.
فإذا شعرت أن علاقتك تُرهقك أكثر مما تُشعرك بالراحة، فربما حان وقت التوقّف، والتأمل، وإعادة ضبط معاييرك العاطفية