يقول احمد امين الخبير في العلاقات الاسريه انه في زمن تتسارع فيه العلاقات وتتداخل فيه المفاهيم، كثيرًا ما نقف حائرين أمام سؤال بسيط في ظاهره، عميق في جوهره:
هل ما أشعر به هو حبٌ حقيقي، أم مجرّد إعجاب عابر؟
لفهم هذا السؤال، يقول : علينا أن نغوص قليلًا في طبيعة المشاعر البشرية، ونميّز بين ما هو لحظة، وما هو امتداد.
أولًا: الإعجاب… الشرارة الأولى
الإعجاب هو ذلك الانجذاب الأوليّ الذي قد يحدث من نظرة، من تصرّف، من أسلوب حديث، أو حتى من فكرة.
هو شعور سريع، خفيف، يحمل قدرًا من الانبهار، لكنه لا يتجاوز سطح الشخص.
غالبًا ما يُبنى الإعجاب على أمور ظاهرة، كالجمال الخارجي، الذكاء، الحضور اللافت، أو النجاح الشخصي.
الإعجاب، في حقيقته، شعور لحظيّ أو قصير الأمد، وقد يتلاشى سريعًا بمجرد أن تخفت “الهالة” التي أبهرتنا.
كما أنه يرتكز على ما يقدّمه لنا الطرف الآخر من مشاعر أو صورة مثالية، لا على معرفتنا الحقيقية به.
ثانيًا: الحب… العمق الذي لا يُرى
الحب ليس شرارة، بل نار هادئة تنمو ببطء.
إنه الشعور الذي يظهر بعد أن تتعرف على الشخص عن قرب، فتراه في ضعفه قبل قوّته، وتقبله رغم عيوبه، لا بسبب مزاياه فقط.
الحب لا يحتاج إلى لحظة انبهار، بل إلى وقتٍ يُختبر فيه القلب والعقل معًا.
الحب هو أن تشعر بالارتباط العميق، أن تشتاق له حتى في حضوره، أن تشاركه تفاصيلك اليومية،
وأن تمتلك استعدادًا دائمًا للعطاء والتسامح والنمو معه.
هو شعور طويل الأمد، يتعمق بمرور الوقت، ويتغذى على الصدق والاحترام والتفاهم.
الفرق بينهما… في العمق والمعنى
يمكننا القول إن الإعجاب سطحيّ بطبعه، يركّز على الصفات الظاهرة ويخبو مع الزمن أو بعد أول خيبة.
أما الحب فهو شعور داخلي عميق، لا يتأثر بسهولة، بل يقوى رغم التحديات.
في حين يمنحك الإعجاب إحساسًا لحظيًّا جيدًا، يمنحك الحب دفئًا حقيقيًا وارتباطًا دائمًا.
الإعجاب لا يتطلّب التزامًا، بل يرضى بالتواصل العابر.
أما الحب، فيحتاج إلى تفاعل دائم، إلى نية للبقاء، ورغبة صادقة في بناء علاقة حقيقية، مبنية على الاحترام والقبول.
الإعجاب جميل، لكنه لا يكفي.
والحب لا يأتي فجأة، بل يُبنى بالتدريج.
فإذا وجدت نفسك منبهرًا بشخص ما، اسأل نفسك:
هل أراه كما هو، أم كما أتمنى أن يكون؟
هل أتقبّله، أم أُعجب فقط بسطح الصورة؟
لأن الحب لا يكون في البدايات السريعة، بل في الاستمرارية الهادئة التي تعرفك على قلب الآخر كما هو
