اكد الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والري أن مصر تعتبر من أكثر دول العالم جفافا ،
واضاف في كلمته فى جلسة عامة بالمنتدى العربى الخامس للمياه المنعقد بالامارات انه من المنتظر أن تقل كمية المياه المتاحة للزراعة فى المستقبل نتيجة زيادة السكان مع ثبات الموارد ، مما سيؤثر سلباً علي الفجوة الغذائية والعائد من الزراعة في الناتج القومي ونقص معدلات العمالة في مجال الزراعة.
وقال :تُمثل التغيرات المناخية تحدياً آخر لما تسببه من إرتفاع منسوب سطح البحر وزيادة موجات الحرارة العالية وتزايد موجات الأمطار والجفاف ، وما ينتج عن إرتفاع منسوب سطح البحر بالسواحل الشمالية لمصر من زيادة فى ملوحة المياه الجوفية
كما اشار الي أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدى إلى زيادة الاحتياجات المائية لكافة القطاعات المستهلكة للمياه وبالتالي سيؤدى لزيادة اتساع الفجوة بين الموارد والاحتياجات المائية مما سيكون له تداعيات عديدة على الأراضى الزراعية وفرص العمل وزيادة معدلات الهجرة ،
واوضح ان وضع مصر الجغرافي كدولة مصب فى حوض نهر النيل يجعلها أكثر تأثراً بالتغيرات المناخية ،
وقال :تتوقع بعض السيناريوهات أن تؤدي التغيرات المناخية إلى انخفاض الجريان السطحي لنهر النيل بنسبة ١٥% بحلول عام ٢٠٩٠ ، كما أنه من المتوقع انخفاض معدل الأمطار في دول شمال أفريقيا والوطن العربي بنسبة ٢٠%.
وأكد الدكتور عبد العاطى أن التعاون يعد أهم ركائز استدامة مصادر المياه ، وأن تعزيز التعاون المائى يعد أحد أولويات الدولة المصرية فى إدارة مواردها المائية من خلال التعاون الثنائي والاقليمي مع دول حوض نهر النيل والذى يحظى بأولوية متقدمة لدي القيادة السياسية ،
واضاف فعلى المستوى الثنائي ، تحرص مصر على توفير الدعم الفني لدول حوض النيل من خلال تنفيذ مشروعات تنموية تعود بالنفع المباشر على مواطني دول الحوض كحفر آبار المياه الجوفية ، وإزالة الحشائش من المجاري المائية ، و إعداد مراكز للتنبؤ بالأمطار ، و تأهيل الموانئ النهرية ، وإنشاء سدود حصاد مياه الأمطار ، وتدريب العديد من الكوادر الفنية بهذه الدول.
وأضاف الدكتور عبد العاطى أن أبرز التحديات التى يواجهها قطاع المياه في مصر هو سد النهضة الإثيوبي على النيل الازرق حيث شرعت إثيوبيا في تنفيذ عملية الملء بصوره أحادية دون التوصل لاتفاق مع دول المصب ، وعلى الرغم من طول أمد المفاوضات على مدار ما يقرب من عقد كامل ، إلا أن مصر انخرطت في جولات التفاوض بحسن نية سعياً منها لاستكشاف كافة السبل المتاحة للتوصل لاتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل السد ، بعيداً عن أي منهج أحادي يسعى لفرض الأمر الواقع وتجاهل الحقوق الأساسية للشعوب في دولتي المصب ، وبما يؤمن لأثيوبيا تحقيق أهدافها التنموية من هذا المشروع من خلال توليد الكهرباء ، مع الحد في الوقت ذاته من الآثار السلبية والأضرار التي قد يلحقها هذا السد على دولتي المصب.
وأضاف الدكتور عبد العاطى أن مصر تدعم ريادة مشروع تعاون وتكامل اقليمي تحت مظلة المبادرة الرئاسية لتنمية البنية التحتية بأفريقيا لإنشاء خط ملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط ، والذى يحظى باهتمام الرئيس/ عبد الفتاح السيسي ، حيث يهدف المشروع لدعم التكامل الاقتصادي في حوض النيل من خلال رفع مستوى التبادل التجاري والسياحي ونقل البضائع والأفراد بوسيلة نقل رخيصة نسبياً وآمنة.
المزيد من الأخبار
اضغط للتعليق