كتب: محمد إسماعيل
قالت الفنانة سهر الصايغ إن “الطاووس” بالنسبة لي تجربة خاصة جدا، فهو عمل مكتمل الأركان، من نص قوي ومخرج كبير ومتميز مثل المخرج رؤوف عبد العزيز، وفريق العمل ككل وعلى رأسهم الفنان الكبير جمال سليمان، ويقدم العمل قضية مهمة وشائكة ولألسف أصبحت موجودة في المجتمعات العربية بشكل كبير وهي التحرش والإغتصاب، وقدم العمل رسالة تحذيرية لمرتكبي هذه الجرائم، كل هذا دفعني وشجعني على خوض التجربة، وأشعر بالسعادة بكوني كنت جزءا من هذا العمل، وأننا نجحنا في أن تصل رسالتنا للجميع.
وأكدت في حوارها مع موقع فوشيا الإماراتي أن هذا العمل بالرغم من كونه يقدم قضية جريئة عن التحرش إلا أنه لم يتطرق إليها بشكل مبتذل، وتم تناولها بشكل راق، ودون أن تخدش حياء المشاهد، وهذا ما كان يحرص عليه صناع العمل ككل ولست أنا وحدي، ويعد مشهد االغتصاب هو محور األحداث، وقدم بشكل لا يثير اشمئزاز أحد ودون ابتذال، وهذا العمل رغم جرأة القضية إلا أنه يمكن لكل الفئات العمرية أن تشاهده، وهذا كان التحدي األكبر من جميع القائمين على العمل.
وتابعت: كان يمتلكني يقين بأن هذا العمل سوف يلمس المشاهد، ولكن لم أتوقع رد الفعل الكبير الذي حققه، وتصدره ومنافسته، كنا حريصين فقط منذ البداية على التركيز على القضية والموضوع بشكل فني بحت، وهو ما كان حريصا عليه أيضا المخرج رؤوف عبد العزيز، ولم تكن أعيننا على السباق والذي كان قويا بكم األعمال المهمة المعروضة.
وأردفت: دون مبالغة، كل المشاهد كانت بالنسبة لي صعبة، فشخصية “أمينة” الفتاة التي تعرضت للاغتصاب، كانت حتى في المشاهد الصامته تمثل بالعين وتنطق بمشكلتها وتجربتها القاسية دون أن تتحدث بلسانها، وأتذكر أن المخرج رؤوف عبد العزيز كان يطلب مني دائما هذا وأن استدعي كل ما مررت به من قسوة التجربة وما تعرضت له من مشاكل ليكون ظاهرا على مالمحي دون كالم، فهى شخصية صعبة وتعتمد على المشاعر.
وكنت حريصة على أن أعيش داخل الشخصية طوال الوقت، وأن تكون الحالة دائما في ذهني، حتى أكون محملة بكل مشاعرها دائما، إضافة لتوجيهات
المخرج رؤوف عبد العزيز الذي قال لي في البداية ال أريد أن يقول لك الناس “برافو”، ولكن أريد أن يصدقوا الشخصية وتلمس مشاعرهم ويبكوا معاها.
وشددت: في الحقيقة نحن لم نحاِك قضية بعينها، ولم نرصد واقعة معينة، والدليل أن البعض ربط أيضا العمل بوقائع مختلفة وليست هذه هي القضية فقط، وردد البعض ذلك في بداية الحلقات، ولكن بعد ذلك توقف الحديث في هذا األمر لعدم صحته وعدم وجود أي صلة.
وقالت: أنا رتدي ما يناسبني وما يليق بي وأميل للبساطة في اختياراتي دائما، ولست من هواة الركض وراء الصيحات الجديدة وال الهوس بالموضة وتقاليعها على، فهذا الأمر خارج اهتمامتي.
واختتمت أنها تحب كثيرا مهنة الطب ولم تصل إليها بسهولة، فهي أخذت منها وقتا طويلا في الدراسة والتعب في المذاكرة، وصعب أن أتنازل عنها في النهاية، كما أنها تعتبر الفن الهواية التي تحبها، أما عملها كطبيبة أسنان فهو مهنتها، تعرف جيدا كيف أتوفق بينهما، ولن تتنازل عن أي منهما.