يشهد ملعب ويمبلي في لندن مباريات اقوي دور نصف نهائي من بطولة كأس الأمم الأوروبية 2021 لكرة القدم،
يصطدم منتخبا إسبانيا وإيطاليا مساء غدا الثلاثاء ثم إنكلترا والدانمارك يوم الأربعاء. ويجري اللقاء النهائي على الملعب ذاته الأحد المقبل.
وفيما تبدو المباراة الحامية بين “الروخا” الإسبانية و”السكوادرا أزورا” الإيطالية نهائي قبل الأوان، تقف الترسانة الإنكليزية بقيادة هاري كاين كأحد المرشحين للفوز باللقب الأوروبي إذ أنها ستخوض باقي المنافسة على ملعبها وأمام جمهورها.
وفي ما يلي تقديم لمنتخبات المربع الذهبي:
إيطاليا “الجريحة” تفتح عهدا جديدا في تاريخها
تمكنت إيطاليا في خمس مباريات خاضتها في كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2021 من طي صفحة مؤلمة من تاريخها الحديث وهي فشلها الذريع في التأهل لنهائيات كأس العالم 2018. فقد دخلت البلاد في صدمة عميقة كانت متناقضة مع ماضيها العريق في سجل الكرة المستديرة بألقابها العالمية الأربعة (1934 و1938 و1982 و2006).
وعلى إثرها، أشرف اللاعب الدولي السابق روبرتو مانتشيني بتولي منصب المدرب ليفتح عهدا جديدا في تاريخ المنتخب. فتحسن أداء الفريق تدريجيا على مر المباريات وارتفعت معنويات لاعبيه على مر الانتصارات، لينتهي الأمر بتأهل سهل لكأس الأمم الأوروبية 2021.
ولم تكن “السكوادرا أزورا” عند انطلاق البطولة في 11 يونيو/حزيران ضمن قائمة المرشحين للفوز بالكأس، لكن دور المجموعات أعاد طرح الأوراق ليظهر المهاجم لورينزو إنسينيي وزملائه بوجه قوي وفازوا بكل مبارياتهم في المجموعة الأولى (3-صفر على تركيا، 3-صفر على سويسرا، 1-صفر أمام ويلز) ثم أكدوا موقعهم في ثمن النهائي بفوز على النمسا 2-1 ثم في ربع النهائي أمام المرشحة الكبيرة بلجيكا 2-1.
وبالتالي، نجحت إيطاليا في استعادة مكانها ضمن كبار المنتخبات الأوروبية وستسعى لمواصلة تألقها في نصف النهائي أمام إسبانيا للثأر من خسارتها في نهائي كأس الأمم الأوروبية 2012 عندما خسرت صفر-4 في كييف.
إسبانيا لاستعادة بريقها العالمي المفقود
سيطرت إسبانيا على كرة القدم العالمية من 2008 (فوزها بكأس الأمم الأوروبية) لغاية 2012 (لقبها القاري الثاني تواليا مرورا باللقب العالمي 2010). لكنها انهارت في مونديال 2014 عندما خرجت بإذلال من الدور الأول وفي كأس الأمم الأوروبية 2016 إثر خسارتها في ثمن النهائي.
فكانت مهمة المدرب الجديد لويس إنريكي إعادة بناء الفريق الذي أبهر العالم مدة 6 سنوات. وتبدو المهمة ناجحة قبل مباراة نصف النهائي أمام إيطاليا الثلاثاء في ومبلي إذ أن زملاء ألفارو موراتا خرجوا من “فخ” الدور الأول رغم الصعوبات.
وبعد أن سجلت نتيجة التعادل أمام السويد (صفر لصفر) وبولندا (1-1)، استفاقت “الروخا” لتكتسح سلوفينيا 4-صفر في المباراة الثالثة من المجموعات لتحرز تأهلها إلى الأدوار الإقصائية. وتخطت الصعوبات أيضا في ثمن النهائي عندما تعادلت مع كرواتيا 3-3 في نهاية الوقت الأصلي قبل أن تسجل هدفين في وقت التمديد لتنتهي المباراة 5-3. وكذلك في ربع النهائي إذ أنها استعانت بثقة النفس لتقصي سويسرا بركلات الترجيح بعد أن انتهت المواجهة بنتيجة 1-1.
ومقارنة بنهائي 2012، انقلبت الموازين في هذه المواجهة المرتقبة أمام إيطاليا إذ باتت “الروخا” في ثوب المنافس الذي يريد وقف زحف المرشح للفوز بالنهائي. وهل من مكان أفضل من ومبلي للتحكيم بين هذه الفريقين؟
قلب إريكسن يعطي نفسا قويا لمنتخب الدانمارك
بدأت كأس الأمم الأوروبية 2021 بطريقة مأساوية بالنسبة لفريق الدانمارك. فقد تعرض صانع ألعابه كريستيان إريكسن لنوبة قلبية خلال مباراة افتتاح المجموعة الثانية أمام فنلندا والتي انتهت بخسارة 1-صفر. لكن الأمور تحسنت فيما بعد إذ أن إريكسن استفاق من الغيبوبة لدى نقله للمستشفى وهو ما أعطى نفسا جديدا للاعبين الذين تمكنوا من انتزاع بطاقة المرور للدور ثمن النهائي بعد فوز كبير على روسيا 4-1 في ختام مباريات المجموعة.
وكانت بقية المشوار رائعة، فقد فازت الدانمارك على ويلز 4-صفر في دور الـ 16 ثم على جمهورية التشيك 2-1 في الدور الموالي، لتصعد إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 1992 عندما فازت بلقبها الأوروبي الوحيد.
المهمة أمام إنكلترا على ملعب ومبلي ستكون صعبة، لكنها غير مستحيلة والدليل أن الحارس كاسبر شمايكل وزملاؤه فازوا على فريق “الأسود الثلاثة” قبل ثمانية أشهر بالمكان ذاته في كأس الرابطة الأوروبية. وسجل هدف الفوز يومها كريستيان إريكسن.
“الأسود” الإنكليز على سطح أوروبا؟
فاز منتخب إنكلترا خلال تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2021 بأربع مباريات من أصل خمسة في الوقت الأصلي ومن دون تلقي أي هدف في خمس مواجهات (تعادل سلبا أمام اسكتلندا).
وبعد أن فاز في ثمن النهائي على ألمانيا (2-صفر) للمرة الأولى منذ 55 عاما، اكتسح أوكرانيا في روما بربع النهائي بنتيجة 4-صفر بينها ثنائية القائد هاري كاين.
وقال المدافع هاري ماغواير، صاحب الهدف الثاني أمام أوكرانيا، إنه وزملائه عازمون على المضي قدما لانتزاع أول لقب أوروبي في تاريخ المنتخب، مذكرا بأن الأخير سيخوض ثاني نصف نهائي له في بطولة كبرى بعد مونديال 2018 بروسيا عندم خرج على يد كرواتيا.
وعلق هاري كاين قائلا إن الفريق “في الطريق الصحيح، لكنه لم يفز بشيء لحد الآن”. لكن إنكلترا أقرب من أي وقت مضى من تذوق طعم الفوز الأوروبي. ولابد من تخطي عقبة الدانمارك الأربعاء في لندن قبل التفكير في المباراة النهائية، الأحد المقبل في ومبلي.