موقع مصر الإخباري
مقالات الرأي

حسام الدين الامير يكتب : 16 مارس .. أيقونة نضال المرأة المصرية

ساعات قليلة تفصلنا عن احتفال الدولة المصرية وعظيمات مصر بيوم المرأة المصرية الذي يوافق 16 مارس من كل عام وهو اليوم الذي يحمل ذكرى طيبة في نفوس كل المصريين وهي ثورة المرأة المصرية ونضالها ضد قوى الاستعمار من أجل الاستقلال في 16 مارس 1919 وتظاهر أكثر من 300 سيدة بقيادة هدى شعراوي ضد الاحتلال البريطاني والاستعمار، وسقوط أول شهيدة مصرية من أجل الدفاع عن تراب الوطن، لتتوالى بعدها سقوط مجموعة من الشهيدات المصريات هن : نعيمة عبد الحميد، حميدة خليل، فاطمة محمود، نعمات محمد، حميدة سليمان، يمنى صبيح .
ودوما وعلى مدار أيام التاريخ المصري تثبت المرأة المصرية أنها صاحبة الكلمة العليا في كل مشاهد البناء داخل الدولة المصرية ولا أدل على ذلك من المواقف التي كانت فيها المرأة المصرية “عمود الخيمة” في الدفاع عن مقدرات هذا الوطن ولنا في مشاهد ثورة 30 يونيو 2013 والخروج العظيم للنساء بعد إدراكهم للخطر الذي يحيط بالدولة المصرية، وخروجهم المتميز في كافة الاستحقاقات الانتخابية والنيابية ومشاركتهم الفاعلة في كل ما يخص بناء الجمهورية الجديدة.
وعلى مدى التاريخ القديم والحديث تعرفنا على نماذج ورموز نسوية كانت رائدة في كافة الأعمال وعلى كل المستويات بداية من حتشبسوت مرورا بكل النساء الرائدات في العمل الاهلي والاجتماعي والقانوني والحقوقي والتموي، لكننا بصدد أن يكون لدينا أجندة نسوية جديدة لنساء رائدات في العصر الحديث وتحديدا في الألفية الثالثة كانت لهم بصمات مهمة في مجال أعمالهم الحياتية والوظيفية حتى نستطيع ان نقدم لأبنائنا رموز نسائية جديدة قادت مسيرة التنمية والبناء في مصر الحديثة.
فعلى مستوى وضع المرأة المصرية في الخارج نجد عزة محمود السروجي الملقبة بـ”آن علي” هي من مواليد محافظة الإسكندرية وتقلدت عام 2022 منصب وزيرة الشباب وتعليم الطفولة المبكرة في الحكومة الأسترالية، في مفاجأة غير مسبوقة، أعلنها وقتها أنتوني ألبانيزي، رئيس الوزراء الأسترالي الجديد، وهي تعيين أول وزيرة مسلمة في تاريخ أستراليا، في حكومته العمالية بعد فوز حزبه بالأكثرية في الانتخابات، لتصبح أول سيدة من أصل عربي وإسلامي تشغل هذا المنصب في تاريخ أستراليا.
والمتابع لتاريخها السياسي يجد أنها أول امرأة مسلمة تدخل مجلس النواب الأسترالي بالانتخاب عام 2016 عن مقعد كوان في غرب أستراليا، وعلى المستوى الأكاديمي فهي أستاذة و محاضرة وأكاديمية متخصصة في مكافحة الإرهاب، وأسست منظمة “الناس ضد التطرف العنيف” بهدف مواجهة التطرف في أستراليا.
وقد تخرجت عزة السروجي من الجامعة الأميركية بالقاهرة عام 1990 بدرجة بكالوريوس في الآداب مع مرتبة الشرف في الأدب الإنجليزي، وأكملت مسيرتها الأكاديمية في أستراليا حيث حصلت عام 1994 على دبلوم الدراسات العليا في الآداب من جامعة إديث كوان، ثم درجة الماجستير في التربية عام 1996 والدكتوراه في عام 2008 من نفس الجامعة، وفي عام 2001، أصبحت مسؤولة السياسات في حكومة غرب أستراليا، حيث عملت في سياسة شؤون التعليم والتعددية الثقافية بين عامي 2000 و2007، كما تولت منصب كبيرة مسؤولي السياسات في مكتب المصالح المتعددة الثقافات اعتبارًا من عام 2003، وقد حصلت خلال مسيرتها على عدد كبير من الجوائز وتقلدت عدد كبير من المناصب كما انها تعتبر واحدة من أكثر 100 شخصية مؤثرة في أستراليا، وقادت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد العنف والتطرف.
وفي العام الماضي 2023 لمع أسم ماري ألكسندر، باعتبارها أول مصرية تتولى منصب عمدة في أمريكا، لتصيح عمدة مدينة بولينج بروك الأمريكية، و أول مصرية فى تاريخ المهاجرين للولايات المتحدة تشغل منصب عمدة مدينة أمريكية، حيث خاضت الانتخابات وسط 9 مرشحين، وفي مارس 2021 تم اختيارها ضمن قائمة أكثر 20 امرأة متميزة حول العالم لعام 2021 جنبًا إلى جنب مع كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكى جو بايدن، ورئيسة وزراء فنلندا، ‏ورئيسة وزراء نيوزيلندا

وماري ألكسندر، من مواليد القاهرة في حي مصر الجديدة، كانت تعمل أساسا في مجال الضيافة الفندقية وتلقت ‏دراستها في ولاية تينيسي، بعدما درست الإعلام في الجامعة الأميركية في القاهرة.
وفي الداخل ومع الاحتفال بيوم المرأة المصرية لابد أن نقدم بنت الإسكندرية ” ندى الجزار ” التي فارت العام الماضي 2023 بجائزة «Golden Bridge 2023» وهي جائزة أفضل محترفة أعمال وذلك عن تميزها في مجال التدريب والتمكين طوال سنوات خبرة استمرت 16 عامًا، في تنفيذ وتقديم برامج التميز الحكومي والجودة ورفع مستوى الوعي بخدمة تميز العملاء بالإضافة إلى تأهيل المؤسسات والأفراد للفوز بالجوائز الفردية والمؤسسية، فهي مدرب معتمد، ومؤسس ورئيس تنفيذي لواحدة من الشركات التي تقدم خدمات استشارية وتدريبية في مجالات: تمكين وتدريب المؤسسات، والمرأة، والشباب، وبناء المجتمع في الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط، وقامت بتنفيذ أكثر من 50 ورشة عمل ودورات تدريبية لتطوير قدرات المؤسسات والأفراد، في مجال الجودة والتميز المؤسسي والكوتشنج، وكانت قد كتبت قصة نجاحها في 2022 ضمن كتاب أفريقيا هويتي بالتعاون مع 17 امرأة أفريقية.
وفي مجال عالم المال والأعمال نجد لبني هلال أول سيدة تتولى منصب نائب محافظ البنك المركزي المصري، عام 2011 ،وبعدها بعامين كانت أيضاً أول امرأة تستقيل من هذا المنصب لكنها لم تبتعد طويلاً، ففي عام 2015، عينت من جديد في المنصب ذاته، حيث تولت منصبها في وقت حرج من عمر البلاد حيث كانت مصر تعاني من معدلات ارتفاع التضخم وضعف قيمة الجنيه المصري، واستطاعت أن تصمد وتساعد مصر وسياستها النقدية على الصمود في وجه التقلبات الاقتصادية والأحداث الجارية وقتها، كما انها تعد ثاني أقوى شخصية نسائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن قائمة مجلة فوربس لأقوى 100 شخصية نسائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2016.
وفي مجال العمل العام نجد الإعلامية والروائية بسنت عثمان، الأمين العام لمؤسسة عدالة مساندة امرة المصرية، والتي تقلدت منصب المدير التنفيذي لمشروع أطلس المرأة المصرية الذي خرج عن المؤسسة عام 2017 وقت إعلان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي 2017 عاما للمرأة المصرية، حيث قادت فريق عمل المؤسسة لدراسة أوضاع المرأة في جميع محافظات مصر لتضع أمام صناع القرار دراسة احتياجات متعلقة بدور المرأة في كل المحافظات وآليات توجيه خطط التنمية الممكنة لها ، ومن بعد هذا التاريخ قادت بسنت عثمان حركة أدبية تحررية في أدب النساء حيث صدر لها اول رواية تتحدث عن المرأة وتمكينها في المجتمع بعنوان ” معالي الوزيرة .. مريم” بعدها حصلت على عضوية إتحاد كتاب مصر لتنطلق من بعد العضوية والرواية الأولى لتتخصص في الأدب النسوي وإبراز قيمة المرأة الحقيقية في المجتمع، حيث صدر لها بعد ذلك مجموعة قصصية “حواديت مستورة” ورواية “أنا أنثى” والتي تناولت فيها قصة كفاح بطلة من الأشخاص ذي الإعاقة، ثم رواية “عانس بمزاجي” والتي أصبحت سيناريو فيلم حصل على إجازة الرقابة، ومؤخرا صدر لها مجموعة قصصية بعنوان “ضحايا” كما انها لها باب ثابت في جريدة القاهرة لنشر أعمالها وقصصها الرامية إلى دعم دور المرأة في المجتمع.
و في المجال الأكاديمي والجامعي نجد الدكتورة هند حنفي، أول امرأة تتولى رئاسة جامعة مصرية، وهي جامعة الإسكندرية وكان ذلك عام 2009 وقبل أن تصبح رئيسة لجامعة الإسكندرية، شغلت منصب نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وسبق ذلك توليها منصب وكيل كلية الطب لشئون الدراسات العليا والبحوث، وهي خريجة كلية الطب في جامعة الإسكندرية، وحصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه في تخصص طب الأطفال من الجامعة نفسها، واستمرت في منصبها كرئيس لجامعة الإسكندرية حتى أكتوبر من العام 2011، وكرمها مجلس الجامعة في ديسمبر 2015 على خلفية الفترة التي قضتها في رئاسة الجامعة
وعلى المستوى التنفيذي يبرز أسم المهندسة نادية عبده أول سيدة في تاريخ مصر تتولى منصب المحافظ، حيث تم تعيينها محافظاً للبحيرة في 2016 في حكومة المهندس شريف إسماعيل، وكانت أول سيدة في العالم العربي تترأس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالإسكندرية، وظلت بالمنصب لمدة 12 عامًا، وذلك بعد ترشيح صندوق المرأة المسلمة والإفريقية للحصول على جائزة أفضل إنجاز علمي إنساني لمجهوداتها في مجال المياه والعمل الإنساني بالإسكندرية. وهي من المؤسسين لجمعية مرافق الدول العربية “أكوا”، وأول رئيس للمؤسسة بالانتخاب من 12 دولة عربية، وقبل توليها منصب المحافظ كانت تشغل منصب نائب محافظ البحيرة ونجحت مع المحافظ وقتها في خفض معدلات الإصابة بفيروس سي، وزيادة محطات الشرب النقية، وزيادة مشروعات الشباب ومواجهة السيول بكفاءة واقتدار.
وبعرض صفحات تاريخ المراة المصرية نجد سهير إسماعيل أول سيدة فى مصر والوطن العربى تشغل منصب “شيخ البلد” بقرية البرادعة -مركز ومدينة القناطر الخيرية بالقليوبية وكان ذلك عام 1998 وكان عمرها وقتها لم يتجاوز الثامنة والثلاثين، وقد تقدمت لهذا المنصب بعد صدور قرار من رئيس الجمهورية وقتها ، بفتح باب الترشح أمام السيدات لمنصب العمدة وشيخ البلد، ورئيس مدينة، فتقدمت بطلب لشغل هذا المنصب في قريتها بعد وفاة من كان يشغله عام 1998، كما أن خبراتها في هذا الامر تشكلت من قربها من عمها الذي كان يشغل هذا المنصب لفترات طويلة، وانتهت فترة توليها المنصب عام 2005.
وقد تخرجت سهير إسماعيل من معهد الإدارة والسكرتارية، ثم عملت في مجال محو الأمية من عام 1993 حتى 1999 بشكل تطوعي.
وبشكل عام فإن يوم 16 مارس من كل عام يعد أيقونة لنضال المرأة المصرية ففي هذا اليوم أيضاً عام 1923 أسست هدى شعراوي أول اتحاد نسائي في مصر وكان على رأس مطالبه تحقيق المساواة السياسية والاجتماعية وضرورة حصول المصريات على حق التعليم العام الثانوي والجامعي، وإصلاح القوانين فيما يتعلق بالزواج، وفي 16 مارس عام 1928، دخلت أول مجموعة من الفتيات إلى جامعة القاهرة، وفي 16 مارس ايضا ولكن عام 1956، حصلت المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشيح وهو أحد المطالب التي ناضلت المرأة المصرية من أجلها وهي التي تحققت بفعل دستور 1956

المزيد من الأخبار

اترك تعليقا

* باستخدام هذا النموذج ، فإنك توافق على تخزين ومعالجة بياناتك بواسطة هذا الموقع.

موقع مصر
بوابة موقع مصر - أخبار مصر

يستخدم موقع مصر ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد