حذر مجلس الأمن الدولي من مخاطر الاستمرار في تطوير الصواريخ الباليستية التي تجريها جمهورية كوريا الشمالية حيث تعد مثل هذه الأعمال انتهاكات واضحة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وتسهم في زيادة التوترات في المنطقة وخارجها.
وأوضح الأمين العام المساعد للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ محمد خالد الخياري في كلمته أمام المجلس أن عدد الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية في الأشهر الخمسة الماضية أكثر من العامين السابقين مجتمعين، بحسب بيان مركز إعلام الأمم المتحدة، والذي نشرته وسائل إعلام عالمية اليوم الخميس .
ونبه إلى أن هذه التطورات تتعلق كلها بمتابعة كوريا الشمالية المستمرة لبرنامجها النووي، ومضيفا أنه «بينما تواصل بعض الدول الاعتماد على الأسلحة النووية في سياساتها الأمنية، فإن الأسلحة النووية تشكل تهديدا وجوديا للبشرية.
وقال «إن الأمين العام يؤكد من جديد التزامه بالعمل مع جميع الأطراف من أجل سلام دائم وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، بصورة كاملة وبشكل يمكن التحقق منه، ويحث كوريا الشمالية على الامتثال لقرارات المجلس، وإعادة ضبط مسار الحوار والبناء على الجهود الدبلوماسية السابقة».
قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير تشانج جون إنه «مشروع القرار الجديد الذي اقترحته الولايات المتحدة يركز على تعزيز العقوبات، وهي ليست طريقة مناسبة لمعالجة الوضع الحالي في شبه الجزيرة».
من جانبها قالت السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد، التي تتولى بلادها رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر، «نحن بحاجة إلى التحدث الآن بصوت قوي وموحد لإدانة سلوك كوريا الشمالية».. داعية إلى دعم قرار بلادها وإظهار أن مجلس الأمن سيرد على التهديدات التي تواجه السلم والأمن الدوليين والانتهاكات الصارخة لقراراته.
في حين قال الممثل الدائم لجمهورية كوريا لدى الأمم المتحدة «تشو هيون»، إن بلاده «تدين بأشد العبارات إطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستية مؤخرا، الأمر الذي يشكل انتهاكا صارخا للعديد من قرارات مجلس الأمن. إنه يشكل تهديدا كبيرا لشبه الجزيرة الكورية والمنطقة والمجتمع الدولي كما أنه يمثل تحديا خطيرا لنظام عدم الانتشار العالمي».
وقال السفير الياباني لدي الأمم المتحدة «شيكاني كيميهيرو»: «نحن بحاجة إلى إجراءات سريعة من المجلس على شكل قرار عقوبات جديد، وتؤيد اليابان المبادرة الأمريكية لاتخاذ قرار جديد في هذا الصدد».
في سياق آخر، استبعدت روسيا نزع كوريا الشمالية أسلحتها في ظل تغليظ العقوبات عليها، واعتبرت أن مثل هذه الإجراءات بأنها «غير مجدية».
وقالت نائبة المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة آنا إيفستينييفا، إن روسيا تعارض أي نشاط عسكري في شبه الجزيرة الكورية، واستبعدت نزع كوريا الشمالية أسلحتها في ظل تغليظ العقوبات عليها .وأكدت أن «روسيا تعارض أي نشاط عسكري يهدد أمن شبه الجزيرة الكورية ودول شمال شرق آسيا»، وفقا لتصريحاتها التي نشرتها وكالة تاس الروسية اليوم.
وأضافت: «نود تذكير نظرائنا الأمريكيين بأن المفاوضات هي طريق ذو اتجاهين ومن غير الواقعي على الإطلاق توقع نزع السلاح غير المشروط لبيونج يانج».
وتابعت: «ظهور تكتلات عسكرية جديدة في المنطقة، مثل تحالف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، يثير شكوكا جدية بشأن النوايا الحسنة لتلك البلدان ولا يمكن أن يساعد في تعزيز الحوار».