موقع مصر الإخباري
منوعات

احمد امين يجيب : لماذا لا تستطيع الخروج من العلاقة العاطفية المؤذية؟

يقول احمد امين الخبير في العلاقات الاسرلايه والعاطفيه انه في عالم العلاقات العاطفية، قد يجد الإنسان نفسه في دوامة من المشاعر المتضاربة، حيث يستمر في علاقة تؤذيه نفسيًا، ورغم الألم، يظل متمسكًا بها، غير قادر على مغادرتها. فما الذي يدفع الإنسان للبقاء في علاقة يعلم تمامًا أنها تستهلكه، تضعفه، وتستنزف روحه؟ ولماذا يصبح الفكاك منها وكأنه مهمة مستحيلة؟

ويقول في خلال هذه السطور نستعرض الأسباب النفسية والعاطفية العميقة التي تقف وراء استمرارنا في العلاقات المؤذية، وكيف يمكننا الوعي بها كبداية للتحرر.

التعلّق العاطفي سلاسل غير مرئية:
التعلّق ليس حبًا دائمًا، بل هو شعور داخلي عميق بالخوف من الفقد. أحيانًا، نتعلق بالشخص لا لأنه يمنحنا السعادة، بل لأنه أصبح يمثل لنا الأمان، أو الملجأ الوحيد الذي نعرفه، حتى وإن كان هذا “الملجأ” مليئًا بالأذى.
التعلّق يجعلنا نغضّ الطرف عن الإهانات، نتجاهل الإساءات، ونبرر كل ما لا يُبرر، لأن مجرد فكرة غياب هذا الشخص تُحدث هلعًا داخليًا.

الأمل الكاذب: لعنة البداية الجميلة:
العلاقات المؤذية غالبًا لا تبدأ مؤذية. تبدأ بكلمات جميلة، واهتمام، ووعود، وربما حب حقيقي في بداياته. وعندما تتدهور العلاقة، يتمسّك الطرف المتألم بصورة “البداية”، ويظل يأمل أن يعود كل شيء كما كان.
هذا الأمل يتحول إلى وهم، وكلما زاد الأذى، زاد التعلق بفكرة “الإصلاح”، فنُقنع أنفسنا أن التغيير قادم… فقط إذا صبرنا أكثر.

انخفاض تقدير الذات حين لا ترى قيمتك:
الشخص الذي لا يرى قيمته الحقيقية، غالبًا ما يقبل بالقليل، بل قد يشعر أنه لا يستحق الأفضل.
عندما يُعامل معاملة سيئة، لا يثور، بل يلوم نفسه: “ربما كنتُ السبب”، “لو كنتُ أفضل، لما حدث هذا”، وهكذا يدخل في دوامة من جلد الذات، تجعل من العلاقة المؤذية عقابًا يظن أنه يستحقه.

الخوف من الوحدة الوجع المألوف أهون من الفراغ:
الوحدة شعور ثقيل، ولذلك يفضل البعض البقاء في علاقة سيئة على أن يواجهوا الفراغ العاطفي.
الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يبحث عن الارتباط، ولكن عندما تتحول العلاقة إلى ملجأ هروبي من الشعور بالوحدة، فإنها تصبح عبئًا لا يُطاق، ومع ذلك لا يُترك.

الإنكار حماية مؤقتة من الانهيار:
الدماغ البشري لديه آلية دفاع تُدعى “الإنكار”، وتعمل على تعطيل رؤية الحقيقة عندما تكون مؤلمة بشدة. فبدلًا من الاعتراف بأن الشخص الذي نحبه يؤذينا، نُعيد صياغة الواقع:
“هو مشغول فقط”، “هو مضغوط”، “هو لا يقصد”، وهكذا… يصبح الإنكار طريقة لحماية القلب من الألم، لكنه في الحقيقة يؤجل المواجهة، ويزيد من التعلق.

الاعتياد والإدمان العاطفي:
العلاقات المؤذية تخلق نمطًا تكراريًا من الأذى والرضا المؤقت. فكل مرة يحدث فيها خلاف أو إساءة، يتبعها صلح أو لحظات حميمية تجعل الشخص يشعر بتحسن مؤقت.
هذا النمط يُشبه الإدمان؛ فالألم يصبح عادة، ومشاعر الارتياح المؤقت تُغذي الأمل، وتجعل الشخص يعود رغم كل شيء، باحثًا عن “جرعة” أخرى من الحب المشوّه.

الخوف من حكم الآخرين أو الشعور بالفشل:
بعض الأشخاص يبقون في العلاقات المؤذية لأنهم لا يريدون أن يظهروا بمظهر “الفاشل” في العلاقة.
“كيف أشرح للناس أنني تحمّلت هذا ولم أنجح؟”، “ماذا سيقول أهلي؟”، “أنا من اخترته، فكيف أتركه؟”
كلها أسئلة تدور في العقل وتمنع الإنسان من اتخاذ قرار هو بحاجة ماسّة إليه.

كيف نبدأ التحرر؟
ويقول احمد امين للخروج من علاقة مؤذية لا يبدأ بالابتعاد الجسدي فقط، بل بالتحرر النفسي أولاً. وهذا يتطلب:
الاعتراف بالحقيقة: لا يمكن علاج ما لا نعترف بوجوده. الصدق مع النفس هو أول خطوة.
بناء تقدير الذات: عبر جلسات دعم، علاج نفسي، أو تأمل داخلي، من المهم أن يرى الإنسان نفسه من جديد.
قطع مصادر التعلق تدريجيًا: مثل الرسائل القديمة، الهدايا، أو حتى متابعة الشخص على مواقع التواصل.
طلب الدعم المهني: أحيانًا، لا يمكننا الخروج وحدنا. وجود معالج نفسي محترف يساعد في إعادة التوازن، وفك التشابك العاطفي.
رسم حدود واضحة: تعلم تمنع “لا” وتنهي كل ما يُضعفك أو يعيدك إلى نقطة الصفر

المزيد من الأخبار

جار التحميل....
موقع مصر
بوابة موقع مصر - أخبار مصر

يستخدم موقع مصر ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد