أعلنت إسرائيل فجر الجمعة تنفيذ “ضربة وقائية” داخل الأراضي الإيرانية استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية، في تطور يُعد من أخطر حلقات التصعيد بين الطرفين.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إن العملية جاءت ردا على ما وصفه بـ”تهديد مباشر وخطر وشيك” على أمن الدولة العبرية،
واشار إلى أن إسرائيل رفعت حالة التأهب وفعلت أنظمة الدفاع الجوي تحسبا لهجمات صاروخية أو بمسيرات، مع إرسال تحذيرات عاجلة إلى السكان للبقاء قرب الملاجئ.
وبحسب التلفزيون الإيراني الرسمي، أسفرت الضربات عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إلى جانب العالمين النوويين فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي. كما أظهرت مشاهد بثّتها القناة اندلاع حريق في مقر قيادة الحرس الثوري في طهران.
أكد التلفزيون الإيراني مقتل رئيس الأركان محمد باقري في الضربة الإسرائيلية.
كما أعلن أن الغارات الإسرائيلية استهدفت منشأة نطنز، وهي المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في وسط البلاد. وعرض مشاهد لدخان كثيف يتصاعد من الموقع، مؤكدا أنه لا توجد مؤشرات على “تلوث نووي” بعد الهجوم.
وفي منشور على منصة إكس قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إن “الوكالة تتابع من كثب الوضع المقلق للغاية في إيران وتؤكد أن موقع نطنز من بين الأهداف المستهدفة”، مضيفا أن “الوكالة على تواصل مع السلطات الإيرانية بشأن مستويات الإشعاع، كما نتواصل مع مفتشينا في البلاد”.
وفي بيان بثه التلفزيون الإيراني، توعد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، إسرائيل بتداعيات قاسية، بعدما شنت هجمات واسعة شملت مواقع نووية والعاصمة طهران.
وقال خامنئي: “مع هذه الجريمة خطّ الكيان الصهيوني لنفسه مصيرا مريرا ومؤلما وسيناله بالتأكيد”.
من جهته، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، إن إسرائيل والولايات المتحدة “ستدفعان الثمن غاليا”، واصفا الضربة بأنها عدوان مباشر ضد إيران.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني إيراني أن طهران تخطط “لرد موجع” على الهجوم الإسرائيلي، مؤكدا أن الرد سيكون “موجعا وحاسما”.
وحول توقيت التحرك، قال المصدر إن “تفاصيل الرد تُناقش على أعلى المستويات”، من دون تحديد الموعد أو طبيعة الإجراء.
وفي أول رد رسمي من واشنطن، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأن الضربة كانت “ضرورية للدفاع عن نفسها”، محذرا إيران من “استهداف المصالح الأمريكية”. وشدد على أن “الولايات المتحدة غير ضالعة في الضربات ضد إيران”،
واضاف : “أولويتنا المطلقة تتمثل في حماية القوات الأمريكية في المنطقة”. وقال روبيو: “أريد أن أكون واضحا: يجب ألا تستهدف إيران مصالح الولايات أو مواطنيها”.
من جهته، انتقد رئيس الكتلة الديمقراطية في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، جاك ريد، قرار الضربة، واصفا إياه بأنه “تصعيد متهور قد يشعل العنف في المنطقة”، وقال إن إسرائيل “تعرض بذلك القوات الأمريكية للخطر”.
وفي تل أبيب، وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الليفتاننت جنرال إيال زامير الغارات الجوية بأنها “حملة تاريخية لا مثيل لها”، لكنه حذر من أن نتيجتها قد لا تكون “نجاحا مطلقا”. وقال في بيان: “لا أستطيع أن أعد بنجاح مطلق، فالنظام الإيراني سيحاول الرد بمهاجمتنا، وستكون الخسائر المتوقعة مختلفة عما اعتدنا عليه”، مناشدا الإسرائيليين الاستعداد لرد إيراني محتمل.
ونقلت شبكة “سي.إن.إن” عن مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة قوله إن الضربة كانت “قرارا إسرائيليا مستقلا”، وإن “الحوار مع الولايات المتحدة مستمر، لكن الضربة لم تكن ضمنه”.
وفي السياق ذاته، أفاد موقع “أكسيوس” بأن جهاز الموساد الإسرائيلي “قاد سلسلة من عمليات التخريب السرية في عمق إيران”، بالتزامن مع الضربات الجوية، في وقت لم تُعلّق فيه طهران رسميا على هذه المعلومات.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب سيترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي صباح الجمعة، ووفق جدول الأعمال الرسمي، سيُعقد الاجتماع عند الساعة 11:00 صباحا (15:00 ت غ) داخل غرفة العمليات في البيت الأبيض، بحضور كبار المسؤولين الأمنيين في مختلف قطاعات الحكومة.
وفي تطورات متزامنة، أبقت طهران أجواء عدد من المحافظات مغلقة وسط انعقاد اجتماع أمني رفيع. كما أغلقت السلطات العراقية مجالها الجوي وعلقت جميع الرحلات في كل المطارات، بينما حذرت السفارة الصينية في طهران رعاياها من أن “الوضع الأمني الحالي خطير ومعقّد”.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قفزت أسعار النفط بأكثر من 6٪ فجر الجمعة، في أعقاب الضربة، وسط مخاوف من انقطاعات كبيرة في الإمدادات وارتفاع مستوى التوتر في المنطقة..
وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين، اليوم الجمعة، بأن إيران أطلقت أكثر من مائة طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل في الساعات الماضية، قائلا: “أمامنا ساعات صعبة”.
وأوضح الناطق باسم الجيش إيفي ديفرين لصحافيين “أطلقت إيران حوالي مائة مسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية ونعمل على اعتراضها”.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه “خطط للهجوم على إيران منذ فترة طويلة”، وإن العملية “تمت باختراقات في صفوف إيران”، مضيفا أن قادة المنظومة الأمنية في إيران قتلوا وما يزال الجيش يقصف أهدافا عسكرية.
واعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات ضد إيران لتدمير المنشآت الحيوية للبرنامج النووي الإيراني،
واكد أن الهجوم طال قلب برنامج الأسلحة النووية الإيرانية، ومنشأة التخصيب الرئيسية الإيرانية في نطنز، وعلماء فيزياء نووية.
وقال نتنياهو في خطاب تلفزيوني: “لقد أطلقت إسرائيل للتو عملية “الأسد الصاعد”، وهي عملية عسكرية محددة الأهداف تسعى إلى القضاء على التهديد الذي تشكله إيران على وجود إسرائيل. هذه العملية سوف تستمر عدة أيام طالما كان ذلك ضرورياً”. مضيفاً أن الغرض الرئيسي من الضربات هو “تعطيل البرنامج النووي الإيراني”
كشفت وسائل إعلام إيرانية أن إيران بدأت الرد على الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق، فجر اليوم الجمعة، في عملية أطلقت عليها اسم رمزي “الأسد الصاعد”.
وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن إيران إطلقت حوالي 800 مسيّرة وصاروخ كروز نحو إسرائيل، مشيرة إلى أن العملية الإيراني أطلق عليها مسمى “عملية الوعد الصادق 3”.