موقع مصر الإخباري
منوعات

احمد امين :جيل لا يسمع واخر لا يفهم..وأزمة التواصل بين الآباء والأبناء

يقول احمد امين الخبير في العلاقات الاسريه انه في كل بيت، وفي كل زمان، ظلّت العلاقة بين الآباء والأبناء ساحة دائمة للتفاهم حينًا، وساحة للصدام كثيرًا. لكن في زماننا المعاصر،
وتبدو هذه الهوّة وكأنها تتّسع بشكل غير مسبوق، حتى باتت العلاقة بين الجيلين أشبه بحوار طرشان: أحدهما لا يسمع، والآخر لا يفهم.

اختلاف الزمن لا يعني بالضرورة اختلاف القيم

غالبًا ما يردد الآباء جملة: “إحنا كنا غيركم، زمنّا كان مختلف”، وهو قول يحمل قدرًا كبيرًا من الصحة. لكن المبالغة في التمسك به قد تجعلهم يرفضون التغيّرات الحياتية والتقنية والنفسية التي يعيشها أبناؤهم.
وفي المقابل، ينظر كثير من الأبناء لآبائهم على أنهم لا يواكبون العصر، ولا يحق لهم فرض قواعد أو توجيهات “عفى عليها الزمن”، كما يعتقدون.

النتيجة؟ كل طرف ينغلق على نفسه، ولا يرى في الطرف الآخر سوى “الخطأ”.

الصمت لا يعني الراحة

كثير من الأبناء يلتزمون الصمت خوفًا من ردة الفعل أو من تكرار جمل مثل: “إنت مش فاهم، إنت لسه صغير، إنت ما تعرفش حاجة عن الحياة”.
وبالمقابل، كثير من الآباء يصمتون لاعتقادهم أن أبناءهم متمردون لا يسمعون النصيحة.
وهكذا يتحول البيت إلى مكان تسكنه الأجساد فقط، بينما تغيب فيه الحوارات الصادقة والإنصات الفعّال.

أين تكمن المشكلة الحقيقية؟

المشكلة ليست في الاختلاف، بل في سوء إدارة هذا الاختلاف.
فالآباء لم يتربّوا على ثقافة الحوار، بل على الطاعة والانضباط، وهم بدورهم يكررون النمط نفسه مع أبنائهم، دون أن يدركوا أن الزمن تغيّر وأن الأبناء الآن يحتاجون لفهم قبل أن يُطلب منهم الطاعة.

أما الأبناء، ففي كثير من الأحيان، يفتقدون الصبر والمرونة، وينتظرون من والديهم أن يتحولوا إلى أصدقاء بين ليلة وضحاها، دون إدراك لحجم التراكمات التربوية والنفسية لدى آبائهم.

ما الحل إذن؟

الحل لا يأتي من طرف واحد، بل من تفاهم مشترك يقوم على:
1. الاستماع دون إصدار حكم فوري: أن يستمع الآباء بإنصات حقيقي، دون أن يقاطعوا أو يهاجموا.
2. الاعتراف بأن لكل زمن تحدياته: أن يفهم الأبناء أن والديهم واجهوا ظروفًا مختلفة، وأنهم يحتاجون للتوجيه بلغة زمنهم.
3. فتح قنوات للحوار الصريح: بوقت ثابت، وبدون صراخ أو نقد لاذع.
4. الاستعانة بوسيط محايد عند الحاجة: أحيانًا يكون وجود مرشد أسري أو معالج نفسي مفيدًا لفك الاشتباك العاطفي.

التواصل ليس رفاهية، بل ضرورة لبناء أسر متماسكة.
ولا يوجد طرف مخطئ تمامًا أو مصيب تمامًا، بل يوجد جرح غير مُعترف به، وحاجة للحب والقبول لم تجد طريقها للتعبير

المزيد من الأخبار

جار التحميل....
موقع مصر
بوابة موقع مصر - أخبار مصر

يستخدم موقع مصر ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد