وجد الباحثون في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد الأمريكية، أن الاستجابة المناعية في جسم الأشخاص الذين يتم تطعيمهم تختلف باختلاف الوقت من اليوم الذي يتلقون فيه لقاح كورونا.
وقالوا إن الوقت الذي نتلقى فيه اللقاح المضاد لكورونا يؤثر على مستوى الأجسام المضادة بشكل كبير، بحسب healthy.walla.
وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن أفضل وقت في اليوم لتلقي لقاح كورونا هو فترة ما بعد الظهر.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن النهار مهم في سياق جميع أنواع الأدوية واللقاحات، وهناك أمراض معينة (مثل أمراض الرئة) تسبب أعراضا أكثر حدة في ساعات معينة من اليوم.
وجدت إحدى الدراسات السابقة أن الرجال الأكبر سنا الذين تلقوا لقاحا سنويا للإنفلونزا طوروا استجابة أعلى للأجسام المضادة عندما تم تلقي اللقاح في الصباح (مقارنةً بتلقي اللقاح في فترة ما بعد الظهر).
وأظهرت دراسات أخرى أن تلقي العلاج الكيميائي في ساعات معينة يمكن أن يحسن فعالية العلاج في موازنة تدمير الخلايا السرطانية والحماية من تلف الخلايا السليمة.
على الرغم من أن النتائج في حالة لقاحات كورونا تشير إلى عكس النتائج حول لقاحات الإنفلونزا – إلا أن الباحثين يدّعون أنه حتى في حالة التطعيم ضد كورونا يمكن أن يكون لوقت اللقاح تأثير على فعاليته.
وقالت الدكتورة إليزابيث كيليرمان، المؤلفة المشاركة للدراسة والطبيبة في قسم النوم وعلم النفس العصبي في مستشفى ماساتشوستس العام في بيان صحفي: “توفر دراستنا القائمة على الملاحظة دليلا أوليا يشير إلى أن وقت التطعيم يؤثر على الاستجابة المناعية لفيروس SARS-CoV-2. قد تكون هذه المعلومات ذات صلة لتحسين فعالية لقاح كورونا”.
فحص فريق البحث مستويات الأجسام المضادة في أجسام ما يقرب من 2200 ملقح بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، بعد أن تم تطعيمهم ضد لقاح كورونا. وقاموا بجمع عينات دم من الأشخاص وقت التطعيم. تم تطعيم بعض الأشخاص بلقاح شركة “فايزر” القائم على تقنية mRNA، وبعضهم بلقاح أسترازينيكا الذي يعتمد على الفيروس الغدي.
عند تحليل العينات والبيانات، وجد الباحثون أن مستويات الأجسام المضادة كانت أعلى لدى أولئك الذين تم تطعيمهم في النصف الثاني من اليوم.
ومن النتائج الأخرى للدراسة أن النساء لديهن مستويات أجسام مضادة أعلى من الرجال وأن لقاحات فايزر طورت أجساما مضادة أكثر من لقاحات أسترازينيكا، وأن اللقاحات التي تلقاها الأشخاص الأصغر سنا طورت أجساما مضادة أكثر من تلك التي تلقاها أشخاص في سن أكبر.
لكن، لماذا يكون لقاح كورونا أكثر فعالية عند إعطائه في أوقات مختلفة تماما عن الساعات التي تزيد فيها فعالية لقاح الإنفلونزا؟
تقول الدكتورة كيليرمان: “لقاح كورونا ولقاح الأنفلونزا يعتمدان على آليات عمل مختلفة. ويمكن أن تكون استجابة الأجسام المضادة مختلفة تماما عندما يتعلق الأمر بمسببات الأمراض التي يتعرف عليها الجسم من المواجهات السابقة (مثل الإنفلونزا) عنها عندما يأتي إليه فيروس جديد (مثل كورونا)”.