” بسنت خالد” فتاة فى عمر الزهور، لاتكاد تبلغ السادسة عشر، طالبة فى الصف الثانى الثانوي الأزهري، بقرية كفر يعقوب، مركز كفر الزيات، محافظة الغربية، فوجئت بين يوم وليلة، أنها أصبحت ” التريند الأول” داخل قريتها الصغيرة، وزاع صيتها وتكاثر الكلام عليها، وهى لاتدري لماذا، حتى تري فى أعين أصدقائها والجيران والمارة، نظرات الخبث والإحتقار، وهى لاتدري لماذا، و أصبحت متهمة بدون إرتكابها جرم واحد.
رسالة قبل الانتحار
الفتاة” بسنت” ظلت تبحث عن الجريمة التى أرتكبتها، حتى وجدت ضالتها، عندما فوجئت بصور لها مفبركة، تم وضعها على ” أجسام نساء عرايا”، التى نزلت الصدمة عليها كالصاعقة، فتاة صغيرة السن، متهمة بجريمة شرف، من قبل ذئاب بشرية، الشرف لهما ولا دين والضمير انعدم منهما، حتى جاءت لحظة المواجهة والأخيرة، بينها وبين والدها، والتى ظلت تدافع عن نفسها وشرفها، وأن هذة الصور مفبركة، من قبل شابين حتى تستجيب لهما، وإقامة علاقة، ولكن دون جدوى، فتركها والدها، لإقامة صلاة الجمعة، لتكتب ” بسنت” نهايتها بالانتحار عن طريق ” حبة الغلال السامة”، مدونة دفاعها فى رسالة .
بداية الواقعة
بدأت الواقعة، عندما تلقت النيابة العامة بلاغًا يوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر الماضي، من والد الفتاة المدعوة بسنت، تضمن تناولها قرصًا لحفظ الغلال متأثرةً بنشر شخصيْنِ صورًا مخلة منسوبة لها بموقع للتواصل الاجتماعي وانتشارها بالقرية محل إقامتها، فتولت النيابة العامة التحقيقات، وأُخطرت بوفاة الفتاة في اليوم التالي للبلاغ.
تهديدها لممارسة الرزيلة
وقد سألت النيابة العامة والد الفتاة وشقيقتها فتواترت أقوالهما حول أن اثنين اخترقا هاتف المجني عليها وحصلا منه على صورها الشخصية ووضعاها على جسدِ فتاةٍ عارية ونشراها بالقرية بعد أن حاولا إرغامها بتلك الصور وتهديدها بنشرها لممارسة الرذيلة معهما، فلم تنصع لهما، وقدَّم والدها في التحقيقات وحدة تخزين تضمنت الصور المنسوبة للمتوفاة، وقدمت شقيقتها هاتف بسنت المحمول ورسالةً تركتْها قُبيلَ وفاتها أكدت فيها أنَّ الصور لا تخصها، وسألت النيابة العامة خالةَ الفتاة فقررت عِلمَها منها قُبيلَ وفاتها بشرائها القرص المتسبب في وفاتها منذ أسبوع، برفقة إحدى صديقاتها.
طلبات النيابة
و أمرت النيابة العامة بطلب تحريات الشرطة حول الواقعة، وندب الطبيب الشرعي لتشريح جثمان المتوفاة بيانًا لسبب وفاتها، كما كلفت الجهة الفنية المختصة بفحص الصور المنسوبة للمتوفاة وهاتفها المحمول بيانًا للحقيقة.
تحريات المباحث
وورد للنيابة العامة محضر من الشرطة أفاد بورود معلومات عن استخدام الشخصين اللذين اتهمهما والد المتوفاة صورَها الشخصية وابتزازها بها، مما عرَّضها لضغطٍ نفسيٍّ دفعها للانتحار، فأمرت النيابة العامة بضبط المتهميْنِ، وأُخطرت اليومَ بتنفيذ قرارها بالضبط، وجارٍ عرض المتهميْنِ على النيابة العامة لاستجوابهما.
حبس الشابين
وقررت النيابة العامة بحبس متهميْنِ اثنيْنِ احتياطيًّا على ذمة التحقيقات في قضية وفاة بسنت بكفر الزيات؛ لاتهام أحدهما بهتك عرضها حال كونها طفلة -لم تبلغ ثماني عشرة سنة ميلادية- باستطالته لعموم جسدها، وتهديدها بإفشاء صورٍ فوتوغرافية ومقطع مصورٍ منسوبين لها حصل عليهما خلسة، بنشرها بمواقع التواصل الاجتماعي، واتهام الاثنين باعتدائهما على حرمة حياة المجني عليها الخاصة، وإذاعتهما علنًا تلك الصور والمقطع، واستعمالهما بغير رضائها، وتعديهما بذلك على المبادئ والقيم الأسرية بالمجتمع المصري.
تعرضت لضغوط نفسية
وتُوالي النيابة العامة إجراءات التحقيق في القضية استجلاءً للحقيقة وإقامةً الدليل قِبَل المتهمينِ، وتؤكد أن التحقيقات حتى تاريخه توصلت إلى أن وفاة الفتاة كان نتيجة ما تعرضت له من ضغوط نفسية مما لاقته من المتهميْنِ، وأنه قد غُرّر بها باستغلال صِغر عمرها حتى وصلت لمرحلة من اليأس والخوف الشديد دفعاها إلى التخلص من حياتها.