أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن جهود الدولة في ملف عدم التمييز، والتمييز على أساس دينى أو أي أساس آخر، لم تكن بسبب أي ضغوط، مشددا على أن حقوق الإنسان لا تقتصر على جانب واحد فقط فى مناحي الحياة.
جاء ذلك خلال مشاركته فى جلسة نموذج محاكاة جلسة حقوق الإنسان الدولى ضمن فعاليات منتدى شباب العالم 2022.
تداعيات جائحة كورونا على التمتع بحقوق الإنسان
وأجريت اليوم فعاليات نموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة “UNHRC” بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضمن الفعاليات الرئيسية لليوم الثاني من منتدى شباب العالم، في مدينة السلام “شرم الشيخ”.
وشارك مجموعة شباب من مختلف الجنسيات في نموذج المحاكاة، من خلال جلسة خاصة بعنوان “تداعيات جائحة كورونا على التمتع بحقوق الإنسان”، حيث تستهدف المحاكاة هذا العام الوصول إلى مجموعة من التوصيات المُقدمة من المشاركين في منتدى شباب العالم على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وذلك إيمانًا بأهمية التعبير عن أصوات الشباب وإيصالها إلى المجتمع الدولي.
كما شارك في المحاكاة هذا العام 115 شاب من مختلف الجنسيات لتمثيل 47 دولة أعضاء مجلس حقوق الإنسان الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، بالإضافة إلى ثماني دول من الدول المُراقبة بالمجلس، فضلًا عن تمثيل 15 من المشاركين للمنظمات غير الحكومية، وخمسة مشاركين لتمثيل المجالس القومية، بالإضافة إلى رئيس المجلس والمفوض السامي لحقوق الإنسان والسكرتارية.
وافتتح رئيس المجلس الفعاليات، موضحًا عنوان الجلسة والغرض منها والدول التي تقدمت بها، ثم أعطى الكلمة للمفوضة السامية لحقوق الإنسان، التي أشارت إلى الدور الذي تقوم به مفوضية حقوق الإنسان في سبيل الحفاظ على حقوق الإنسان الأساسية أثناء جائحة كورونا.
ثم أعطى رئيس الجلسة الكلمة للسادة رؤساء المجموعات داخل المجلس، ثم الدول الأعضاء والمراقبين، وأخيراً المنظمات غير الحكومية والمجالس القومية.
الاختلاف سنة كونية
وفي ملف عدم التمييز، قال الرئيس السيسي: “الكلام ده مش عملناه من ضغط من حد، احنا عملناه في ضوء معتقدات وأفكار.. التنوع والاختلاف سنة من السنن الكونية والاختلاف والتنوع بين الناس في اللغة واللون والثقافة وكل شيء مش هنقدر نخلى العالم كله واحد أو يتكلم لغة واحدة”.
وأضاف: أتصور لو فكرنا عايزين نعمل ده.. أنه الكل له لون سياسى واحد.. أو فهم أو ممارسة واحدة.. أخشى أن يكون شكل من أشكال الاستعلاء بالقدرة والإمكانيات، والاستعلاء بالممارسة، لابد من التنوع والاختلاف بين الدول وبعضها البعض، ده الواقع، ومش أنا اللى بقول كده للترويج لحاجة أو الدفاع عن حاجة ده واقع الدنيا كلها موجودة فيه”.
وتابع: “أهنئكم من كل قلبي على نموذج المحاكاة، لأهم الموضوعات التي يتم استخدامها والتعامل معها والترويج والمرتبطة بحقوق الإنسان وخاصة في قضية كورونا، والإجراءات التي صاحبتها”.
وأضاف أن أزمة كورونا كانت عالمية، ولم يكن هناك فرصة للدول أن تتعامل معها إلا في إطار إجراءات.
الدول الغربية فرضت قيودًا
وقال الرئيس السيسي: “الدول الغربية فرضت قيود بسبب كورونا، وهذه القيود كانت ضد مبادئ ومفاهيم يتصورونها مثل حرية التنقل والتطعيم.. ولكن المصلحة العليا للعالم اقتضت اتخاذ إجراءات وقيود هدفها حماية العالم والدولة الوطنية فى هذه الدول، كما ألقت الأزمة الضوء حيث إن حقوق الإنسان لا تقتصر على حرية التعبير فقط والممارسة السياسية، وتمتد للأمور الاقتصادية والاجتماعية، وإحنا في مصر حريصين على حقوق الإنسان من منظور فكرى ومعتقدات نمارسها”.
كما أكد على أهمية ما طرحته السفيرة مشيرة خطاب، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، بشأن وضع بند مجابهة الأوبئة والأمراض الخطيرة والزيادة السكانية والسيطرة عليها، من العوامل التي تهدد السلم والأمن الدولى وتتطلب تدابير لمعاونة الدول النامية المتأثرة.
وأضاف أن الزيادة السكانية تمثل تحديا لكثير من الدول، خاصة الغربية، ونموها السكاني توقف أو ثابت على مدى 40 سنة يعني بنيته الصحية ليست في احتياج إلى دعم وتعزيز وتطوير.. تصوروا دولة زى مصر 2.5 مليون زيادة سنوية لما اجى أعزز البنية الأساسية كل سنة والتعليمية مدارس وجامعات ده أمر لازم يوضع في الاعتبار أنه تحد من التحديات، ولو انا مقدمتش تعزيز للعملية الصحية في مصر تتناسب مع الإنسان اللى عندي يبقا أنا قصرت في توفير العلاج والتعليم الجيد”.
ضيوف وليسو لاجئين
وقال الرئيس السيسي، إن مصر لا يوجد بها أي معسكرات أو مخيمات للاجئين على الإطلاق، موضحا “مش بنقول عليهم لاجئين بالمناسبة، دول ضيوفنا الموجودين معانا في مصر، والهجرة حق من حقوق الإنسان، ومصر بها 6 ملايين إنسان أتوا إليها نتيجة الصراعات الموجودة أو محدودية القدرات وحجم الفقر الموجود في دول قريبة مننا، وأصدقائنا في أوروبا بيرفضوا يستقبلوهم”.
وأضاف أن مصر لم تمنع إنسان طلب القدوم إليها، ولم تجلسه في مخيمات، متابعا: “الرقم كبير جدا عندنا، والناس موجودين في مجتمعنا وبيشتغلوا وبياكلوا ويشربوا ويتعلموا ويتعالجوا، ويمكن قدراتنا مش زي الدول الغنية، ولكن على الأقل تم إتاحة ما لدينا إليهم بدون كلام كتير”.
وتابع الرئيس: ” لم نسمح لأنفسنا أن نكون معبرا لهم يعبرون منه إلى المجهول، ويلقوا مصيرا قاسيا جدا في البحر المتوسط أثناء هجرتهم لأوروبا، ورغم ظروفنا الصعبة، استقبلنا بتواضع كل من لجأ إلى مصر خلال السنوات الأخيرة”.
تخريب الدول من خلال التآمر
وتطرق الرئيس السيسي إلى أحوال المنطقة، وقال: “فيه كلمة مهم ننتبه لها مش عارف النقطة دى يتم ذكرها ولا لا.. يا جماعة اللى بيعمل صراعات في الدول تؤدى إلى خرابها، ده أمر لا بد من وضعه في الاعتبار، الدول التي تسعى إلى تخريب الدول الأخرى من خلال التآمر وأمور أخرى، النهاردة اللى حصل في الدول الموجودة حوالينا، حد نجى من الدول المجاورة غير مصر، فيه دولة نجت من الخراب غير مصر؟”.
وأضاف: “مش عاوز أقول أسماء الدول، ومش عاوز اعمل إيلام للدول دى، أكيد الكل عارف خريطة المنطقة بتاعتنا، وحالة الخراب والدمار الموجودة فيها، معسكرات اللاجئين فيها ملايين البشر بقالهم 10 سنين، يا ترى حقوق المواطنين ومش بس حقوق المواطنين، ايه نتاج الاستمرار في معسكر اللاجئين 10 سنوات، تأثيره ايه، بتكلم على ملايين”.
ورش تحضيرية على مدار يومين
والجدير بالذكر، أن إدارة منتدى شباب العالم اتخذت كافة السبل والإجراءات التي من شأنها مُحاكاة القاعة الأصلية لمجلس حقوق الإنسان الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة في “جنيف”، كما تم عقد ورش تحضيرية لتدريب المشاركين في المحاكاة على مدار يومين كاملين على كل ما يخص مجلس حقوق الإنسان والقواعد الإجرائية داخل المجلس، وكيفية كتابة الكلمة الخاصة بكل ممثل دولة، والتقيد بالمدة الزمنية المخصصة له من رئيس الجلسة، فضلًا عن كيفية كتابة مسودة القرار والتصويت عليه.
مجلس حقوق الإنسان الدولي UNHRC
يمثل مجلس حقوق الإنسان هيئة حكوميَّة دوليَّة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، ويهدف الى تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في كافة أنحاء العالم، ويُحقق في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، كما يمتلك المجلس صلاحية مناقشة كافة الموضوعات الخاصة بحقوق الإنسان على مدار العام، ويعقد اجتماعاته في مكتب الأمم المتحدة بجنيف. وجدير بالذكر بأن مجلس حقوق الإنسان الدولي في دورته الحادية والأربعين، أصدر أول قرار أممىي تتم فيه الإشارة إلى المساهمات التي قدمها منتدى شباب العالم بنسختيه الأولى والثانية باعتباره محفلاً دولياً لمناقشة القضايا العالمية من منظور الشباب.
عن منتدى شباب العالم
منتدى شباب العالم هو حدث سنوي عالمي يقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، تحت رعاية رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقد انطلق المنتدى عبر ثلاثة نسخ في الأعوام الماضية 2017 و2018 و2019. ويهدف المنتدى إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم. وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.