كتب / محمد طلعت
شهد ضوء الشمس على اللقاء الأول الذي جمعهما معًا، وهما جالسين تحت مظلة الحب، ووعدا أنفسهما بأن يقضيان على نيران الغيرة، ورفعا شعار العشق طوال العمر، كانت الإبنتسامة تملئ وجه الفتاة التي كانت مثل الطفلة بين يداه، لم تكن تعلم أن زواجها منه سيكون سجنًا لها طوال العمر.
وعندما عزمَ على خطبتها، وذهب إلى منزلها انطلقت أصوات الزغاريد لتغطي كافة أرجاء المنزل، وزفتهما الموسيقى، لكن لمتستمر السعادة طويلًا واصطدم الحب بالواقع وتحول الملاك الذي كانت تنظه المنقذ لها، إلى إبليس بأفعاله الشيطانية، وحملت الهموم على عاتقيها مبكرًا، وعندما وطأت قدميها محكمة أسرة استئناف القاهرة الجديدة، كانت تحمل على كتفها طفلتها الرضيعة، وفي يدها الآخرى الأوراق التي تشفع لها عند القاضي.
وتحكي (سلمى ن)، وتنزف عيناها بالحسرة والآلم على ما حدث معها وسجن الزوجية التي مكثت فيه قرابة الـ 3 أعوام، أنها مُنذ قرابة الـ سنة ونصف وهي في حلقة دائرية بين المحاكم لتحصل على معاشها وللحصول على نفقة لطفلتها التي لم تبلغ الـ سنة ونصف من والدها المُدمن.
وتقول (سلمى) وتضع رأسها في الأرض لم تستطيع رفعها من كثرة الهموم، إنها كانت من أسرة بسيطة وزوجها كان يعمل عاملًا في إحدى الشركات الخاصة، وتتنهد وتغلق عيناها لتسترجع الذكريات التي جمعتهما معًا، وتستكمل بأنه رأها أكثر من مرة وهي كانت ذاهبة “للسوق”، لشراء الخضروات ومتطلبات المنزل لوالدتها، أوقفها وتحدث معها، وظلت عادة يومية يراها وهو خارج من عمله وهي تراه أثناء تواجدها في السوق.
وتضيف، بأنها أحبته وهو أظهر لها حبه، بالهدايا البسيطة التي كان يجلبها لها، متابعة أنه في يومًا ما طلب أن يُقابلها في “كافيه” وافقت على الفور وكانت تنتظر عقارب الساعة تأتي على السادسة مساءً لترى حبيبها الذي أوهمها بأن يجعل الأرض بين يديها، وكان يوعدها دائمًا بأنه يقف بجانبها حتى ظنت ان هذه الزيجة ستعوضها عن الفشل والمصاعب التي كانت تقع فيها، وتستكمل حديثها بكل حزن وألم كأنه حلم قصير جدًا استغرق دقائق وبعدها استيقظت على كابوس من الإهانة والضرب المبرح.
وتستكمل بدأ يُدمن المخدرات بعد أن أنجبت طفلتي الأولى، مشيرة إلى أنه كان يأتي في أوقات متأخرة من الليل ومعه مجموعة من أصدقاءه وهي نائمة، ويجلسون في صالة الشقة يشربون المخدرات “الحشيش”، حتى الصباح، وعندما أعترضت على ما يفعله أعتدى عليها بالضرب والسب والقذف.
وتتجه للقاضي لتقدم إليه أوراق الدعوى ويداها ترتعشان من شدة الهموم التي تحملها على عاتقيها، وتنقل قدميها كأنها تحمل فوقهم صخورًا، من كثرة الاعتداء عليها من زوجها، وعادت إلى مكانها بتلك الخطوات الثقيلة التي كانت ذاهبة بها، وهي حاملة رضيعتها.
وجاء حكم القاضي في صالحها، عندما تأكد من الأوراق التي قدمتها، بالإضافة إلى تأكده جميع الكلمات التي أدلت بها أمام المحكمة.