أعلن مهرجان كان السينمائي السبت فوز المخرج السويدي روبن أوستلوند بجائزة السعفة الذهبية فيلم “مثلث الحزن” للمخرج السويدي.
بالنسبة لجائزة أحسن سيناريو فاز بها المخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح عن فيلمه “صبي في الجنة”، الذي تسلل إلى جامعة الأزهر سينمائيا، ليكشف حضور الشرطة السياسية في دهاليز هذه المؤسسة الدينية الإسلامية العريقة، والتي ينظر لها كأحد أهم مراكز الإسلام السني في العالم.
ومن جهة أخرى، أعلن المهرجان فوز فيلمي (كلوز) “قريب” للمخرج لوكاس دونت و(ستارز آت نون) “نجوم في الظهيرة” للمخرجة كلير دوني بجائزة لجنة التحكيم.
وفاز بجائزة الكاميرا الذهبية فيلم “حرب المهر” “وور بوني” من إخراج كل من رايلي كيوغ وغينا غميل. كما نالت جائزة أفضل ممثلة الإيرانية زار أمير إبراهيمي. وفاز بجائزة أفضل ممثل سونغ كانغ هو وهو من كوريا الجنوبية.
وعادت جائزة لجنة التحكيم للفيلم البولوني “إيو” للمخرج جورزي سكوليموسكي و(الجبال الثمانية) من إخراج شارلوت فانديرميرش وفيليكس فان غرونينغن.
السعفه الذهبييه الثانيه
مرت خمس سنوات على نيله السعفة الذهبية في مهرجان كان، ليعاود المخرج السويدي روبن أوستلوند الكرة في الدورة 75 من هذه التظاهرة السينمائية الدولية، ويتوج من جديد بسعفة ثانية عن فيلمه “مثلت الحزن” “تريونغل أوف سادنيس”” (مثلث الحزن).
وهو عمل ساخر يتطرق إلى مجتمع الأغنياء فاحشي الثراء والعلاقات بين الطبقات في المجتمعات الغربية. وتعد الجائزة ثاني “سعفة ذهبية” للمخرج خلال مسيرته بعد تتويجه الأول عن فيلمه “تراينغل أوف سادنس”.
وقال المخرج السويدي لدى تسلمه الجائزة “عندما بدأنا العمل على هذا الفيلم، كان لدينا هدف واحد يتمثل في محاولة صنع عمل يثير اهتمام الجمهور ويدفعه إلى التفكير مع منحى استفزازي”.
وكعادته، انتقد المخرج السويدي الطبقة البورجوازية التي تعيش في عالم آخر من الترف على طريقته. ووقف عند شكل من أشكاله على يخت، لكن في الوقت نفسه بالكثير من السخرية، وحال لسانه يقول رغم الثراء الذي يبلغه أشخاص، لا يمكن أن يخرجهم من لحظات صعبة في الحياة، يتساوى فيها الفقير مع الغني.
وهذا العمل الذي يبدو أشبه بنسخة معاكسة لـ”تيتانيك” لا يكون فيها الأكثر ضعفا بالضرورة هم الخاسرون، يصور بشكل ساخر التباينات الاجتماعية، بين الأغنياء والفقراء وأيضا بين الرجال والنساء أو بين البيض والسود. ويقدّم المخرج نقداً لاذعا للرأسمالية وتجاوزاتها.
وقال المخرج السويدي الذي تربى على يد والدته الشيوعية والذي يصنف نفسه على أنه “اشتراكي”، إنه لم يسقط في فخ “تصوير الأغنياء على أنهم أشرار”، مفضلا “فهم سلوكياتهم”.
وبعد “بلاي” (2011) و”سنو ثيرابي” (2014) و”ذي سكوير” (2017)، يواصل روبن أوستلوند تشريح القواعد الاجتماعية مع مكامن الضعف والإشكاليات الأخلاقية.
قصة الفيلم
وقسم عمله لثلاثة أجزاء، الأول أظهر فيه منذ بداية الفيلم مجموعة من الشباب في اختبار لاختيار عارضي الأزياء بنوع من الفكاهة دائما، ثم الجزء الثاني انتقل فيه إلى يخت يوجد على متنه شابين من المجموعة المذكورة، تجمعهما علاقة غرامية لكن الحسابات المادية والغيرة حاضرة فيها بقوة، وكلاهما يعتبران من المؤثرين على مواقع التواصل، إضافة إلى أثرياء أمريكيين وروس.
وتسود على اليخت أجواء من الترفيه البادخ. ولا يتردد هؤلاء الأغنياء الموجودون على متنه في استعراض ثرواتهم ومصادرها فيما بينهم وأمام العاملات والعمال البسطاء الذين يخدمونهم طلية عطلتهم في عرض البحر.
لكن أجواء المرح على اليخت سرعان ما ستنقلب رأسا على عقب أثناء حفل عشاء على شرف قائد السفينة السكير، وهو الأمريكي الذي يحب الأفكار الماركسية، حيث سيبدأ الجميع في التقيء بسبب اضطرابات بحرية أدت إلى اهتزازات خطيرة للسفينة.
هذا الوضع سينتهي بغرق اليخت، وسينجو البعض من ركابه بعد أن حطوا أقدامهم في جزيرة. وفي هذه المرحلة من الفيلم يستخدم المخرج أيضا أسلوبه في تتفيه المال والغنى، ويقوم بإنزال شخصياته الثرية من برجها العاجي إلى مستوى يتحولون فيه إلى أناس يتصرفون بأوامر العاملة البسيطة التي كانت تستجيب لكل طلباتهم في اليخت.
جوائز أخرى