أسدلت الدائرة الثالثة، بمحكمة جنايات كفر الشيخ، بعد “10 أشهر” حوالى “300 يوما” الستار فى القضية التي هزت الرأى العام وخاصة مدينة الحامول، حيث عاقبت المتهم بقتل الطفلة “سجدة” بالإعدام شنقا، بعد ورود رأى المفتى، كما قضت بحبس المتهمة الثانية لمدة سنة.
كلمة القاضى
وقال رئيس المحكمة: “بسم الله العدل .. علائم الستين على وجهك واشتعل الرأس شيبا، لقد جئت شيئا إدا، امتطيت جواد سفالاتك وسلكت درب الهاوية وسلمت في بحر قاذوراتك استدرجت الطفلة ساجدة وسنها دون الخامسة لمكان قصى بعيداً عن أعين الرقباء .. استعطفت واسترحمت حتى فاضت روحها إلى بارئها تركتها مزقا واسمالا بالية حملتها باثام إلى زوجة إبنك طالبا لها الحياة وحفنة دواء فأبت الصغيرة العود بعد أن ذاقت حلو الفناء”، “اصحبك الشيطان ام انت الذي اصطحبت.. ألم يطلب منك أن تكف فقد اعتراه الخزى ، ان لم يكن لك دين فعلى الإنسانية اجب ،كيف لك أن تحيا بعد أن جعلت عمر الصغيرة كلحظات التعبد في المحراب واو على جبهة القتال جمعها بلحظة فراق”.
نص الحكم
وحيث إنه وبالاطلاع على المواد 304 فقرة 2 و309 و 313 و381 من قانون الإجراءات الجنائية وبالمواد رقم 32و145 واحد فقرة اولى 290 عقوبات حكمت المحكمة حضوريا بمعاقبة المتهمة نورهان محمد نعيم عبد النعيم بالسجن لمدة عام واحد وعلى المتهم جمال السيد أحمد أبو العطا يوسف بالاعدام شنقا حتى الموت .
هيئة المحكمة
عقدت الجلسة، برئاسة المستشار مدحت أبو غنيم، ، وعضوية المستشارين محمد عبدالله عبدالكريم، عمرو الششتاوى.
والد الطفلة سجدة
وفور النطق بالحكم تعالت صيحات الفرح والزغاريد قائلين ” يحيا العدل والحمد لله”… فيما قال والد الطفلة سجدة، يحيا القضاء المصري العادل، حيث أحال المتهم في أول جلسة لفضيلة المفتي، موجها الشكر للنيابة والقضاء والشرطة التي تمكنت من كشف الجريمة، وإلقاء القبض على القاتل، مؤكداً “بعد اكتشاف الجريمة اهتزت كفر الشيخ لهول ما فعل المتهم بالطفلة البريئة فالمحافظة لم تعتد على هذه الجرائم البشعة”، مشيرا إلى أن والدتها وجدتها منذ يومها يعيشان في حالة حزن كبير، وجاء اليوم لسماع النطق بالحكم، ربما يخفف عنهما ألا مهما.
وقال والد سجدة الحمد لله النيابة والقضاء أعادا لنا حقها، ولكن مهما كان الإعدام بحق المتهم، لن يتسنا منظر النمل الذي كان حول جسد سجدة، بعد قتلها ووضعها في جوال ووضعه أسفل سقف المنزل، ولولا المصادفة بنزول زوجة نجل المتهم ورأت يد الطفلة تخرج من الجوال ما توصلنا بسرعة.
بداية الواقعة
تلقى اللواء خالد العزب، مدير أمن كفر الشيخ، إخطاراً من اللواء إيهاب عطية مدير إدارة البحث الجنائى، يفيد باختفاء الطفلة سجدة السيد أشرف، 4 سنوات، من قرية الثمانين التابعة لمركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ.
عمليات البحث
وبعد عمليات البحث والتحري تم العثور على الطفلة مقتولة وملقاة أسفل بير سلم منزل جيران جدها، وانتقلت قوات الشرطة إلى هناك، وتم استدعاء سيارة إسعاف لنقل الجثة إلى مشرحة مستشفى كفر الشيخ العام، كما تم استدعاء الجيران والأهل لسؤالهم بعدما عُثر على جثمان الطفلة موضوعا في “شوال تحت بير سلم المنزل المقابل لمنزل جدها”.
التحريات
وأفادت التحريات الأولية بأن والدة الطفلة متزوجة فى مكان غير قرية الثمانين، وأنها كانت فى زيارة لأهلها منذ أيام ومعها طفلتها، حيث اختفت الطفلة، وحرر ذويها محضرا بمركز شرطة الحامول، إلى أن عثر عليها الأهالى مقتولة وموضعه فى جوال تحت بير سلم أحد الجيران.
سرقة قرطها الذهبى
وكانت الطفلة سجدة السيد أشرف، المقيمة بالمنصورة، توجهت مع والدتها لزيارة جدها من أمها، وكانت تلهو، لكنها اختفت قبل 24 ساعة، من العثور على جثتها فى اليوم الثانى من اختفائها، وتبين سرقة قرطها الذهبي، وتم استدعاء أهل الطفلة والجيران والمشتبه فيهم للإدلاء بأقوالهم.
القبض على المتهمين
و تمكنت الأجهزة الأمنية، من كشف الجريمة، حيث تبين أن جار أسرة جد الطفلة، ويدعي ” جمال سيد أحمد أبو العطا – 58 سنة، سبق اتهامه في عدة قضايا منها مخدرات ” اتجار” ،قام بقتلها ، واشتركت زوجة نجله وتدعي ” نورهان محمد – 18 سنة ” في إخفاء الجثمان لإبعاد التهمة عن المتهم الاول، وتم التحفظ علي ملابسه الداخلية السفلية وقت ارتكاب الجريمة والتي أرشد عنها ، وعن شبشب المجني عليها ، كما أرشدت زوجة ابنه عن القرط الذهبي الخاص به.
اعترافات المتهم
اعترفا بارتكابهما الواقعة ، حيث أقر المتهم ، أنه شاهد “المجني عليها” حال سيرها بمفردها أمام منزله ، فقام باستدراجها لشراء حلوي لها ، مستغلاً عدم وجود أحد في الشارع ، بقصد هتك عرضها والتعدي عليها جنسياً من الخلف ، وذلك ما بين المغرب والعشاء ، وصعد بها أعلي سطح المنزل ، وقام بنزع ملابسها الخارجية والداخلية ، ومواقعتها جنسياً من الخلف ، وعند محاولة الطفلة الصراخ ، قام بوضع يده علي فمها ، حتي خارت قواها وأغشي عليها ، حيث قام بمواقعتها مرتين متتاليتين ، ثم أسرع يستعين بزوجة نجله والذي لم يكن زوجها موجوداً بالمنزل ، لتسعف الطفلة، حيث توجهت لإحدى الصيدليات القريبة وأحضرت قطن وشاش وسرنجة وحقنة فيتامينات ، وقاما بحقن الطفلة في ذراعيها الأيمن والأيسر ، ولكن دون جدوي.
التخلص من الجريمة و”الشبشب” كشف الجريمة
وحينما تيقن المتهم وزوجة نجله ، أن الطفلة فارقت الحياة ، قاما وبدون علم زوجته ، بنقلها لشقة نجله في ذات المسكن والذي لم يكن موجوداً ، لحين تدبر الأمر محاولين التخلص من الجثة بعيداً عن المنزل ، ولكن نظراً لتمركز الأمن والأهالي في الشارع ، حول مكان منزل الأسرة المواجه لمنزل الجاني ، لم يستطيعا نقل الجثة ، حاولا المتهم وزوجة نجله ، تضليل المباحث والأهالي ، بأن قام بالاتصال من خط محمول ، يخبر أسرة الطفلة ، أنه تم العثور عليها بمدينة كفر الشيخ ، محاول أبعادهم عن مكان الجريمة والشارع ، خاصة ان الجثة بدأت تتيبس و رائحتها تظهر وقاما بوضعها بثلاجة ديب فريز حتي لا يفتضح أمرهما ، خاصة أيضاً، أنهما كانا ينتويان دفنها في كومة رمال أعلي المنزل لحين التخلص منها ، ولكن لم تفلح خطتهما ، فاتفقا علي أن يقوما بوضعها في جوال وربطه وإلقائه في مدخل منزله أسفل بئر السلم ، وقاما بسرقة القرط الذهبي من أذن ” الضحية ” لتضليل المباحث ، أن الحادث كان بغرض السرقة ، وإخفاء ” الشبشب الخاص بها أعلي دولاب شقة الجاني ، وصاح المتهم فيه شوال مرمي في المدخل ، وباين لسه صاحية ، ثم سرعان هو وشريكته في الجريمة ، دخلا في نوبة بكاء بدموع التماسيح ليبدي تضامنهما مع أسرة الجار الطيب الي لم يشك في جاره ” الذئب ” ولكن نظرات المباحث لهما كانت نظرات شك وريبة ،حتي تكشف أمرهما .
أمر الإحالة
أحال المستشار سعود محمد نجيب، المحامى العام لنيابة كفر الشيخ الكلية، القضية رقم 26603 جنايات مركز الحامول، والمقيدة برقم 3759 لسنة 2021، المتهم “جمال.ا.أ.أ، 59 عاما، عامل زراعى، مقيم بالحامول، و”نورهان.ع.م.ع، ربة منزل، مقيمة بالحامول لمحكمة جنايات كفر الشيخ لإجراء محاكمتهما عما أسند إليهما، للمتهم الأول بقتل المجنى عليها سجدة السيد أشرف، عمدا من غير سبق إصرار أو ترصد، والمتهمة الثانية لإعانتها المتهم على إخفاء أدلة الجريمة وهى جثة المجنى عليها على النحو المذكور بالتحقيقات.
قتل مع سبق الإصرار والترصد
وتبين من أوراق القضية أن المتهم الأول قتل المجني عليها عمدا من غير سبق إصرارا أو ترصد، بأنه وحال إبصاره إياها بالطريق العام اختمرت برأسه فكرة استدرجها بالحيلة إلى مسكنه متخذا صغر سنها وبراءة طفولتها موطنا لذلك وما أن جنح بها حاول التعدي عليها، وما أن أطلقت صياحها مستغيثة حتى كمَ فاها راطماً رأسها أرضا قاصدا من وراء ذلك إزهاق روحها محدثا إصابتها الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية الخاص بها والتى أودت بحياتها على النحو المثبت بالتحقيقات.
خدعها بقطعة الحلوى
وكشفت أوراق القضية أن تلك الجناية اقترنت بها جنايتين أخرتين وهما أنه فى ذات الزمان والمكان قام المتهم الأول بخطف المجنى عليها بالتحايل إذ ما أن أبصرها تسير بالطريق العام حتى دنا منها عارضا عليها اصطحابها إلى مسكنه لإعطائها بعض الحلوى مستغلا براءة طفولتها فانخدعت بذلك وتوجهت رفقته، وتمكن بتلك الوسيلة من استدراجها لمسكنه مباعدا بينها وبين أعين الرقباء وذويها قاصدا من وراء ذلك التعدي عليها على النحو المبين بالتحقيقات.
الشروع فى التعدى عليها
كما اقترنت بتلك الجناية جناية أخرى وهي شروع المتهم الأول فى التعدي عليها بغير رضاها حال كونها لم تبلغ من العمر 18 عاما، إذ أنه ما أن أتم جريمته ودلف بالمجنى عليها لمسكنه، للتعدي عليها، وما أن أطلقت صياحها مستغيثة كم أنفاسها ورطم رأسها أرضا، وخرت على إثر ذلك صريعة على النحو المبين فى التحقيقات.
انسحاب الدفاع
وفى جلسة المحاكمة انسحب دفاع المتهم، وبرر أسباب انسحابه من الدفاع عن موكله لبشاعة الجريمة الواقعة التي تخالف الشرع والدين، ووفق ذلك قرر إعلان انسحابه رسميًا أمام المحكمة تضامنًا مع باقي زملائه دفاع أسرة المجني عليها.
دفاع المتهمة الثانية: ضحية والد الزوج
وكشف عماد الرفاعي، محامي المتهمة الثانية زوجة ابن المتهم الأول عن تزويجها قاصرًا فأصبحت ضحية لأبيها، وللمجتمع ككل، ولوالد زوجها الذي تسبب في تواجدها في قفص الاتهام، متهمة في تلك الجناية بالاشتراك معه في جريمته بإخفائها معالم الجريمة تسترًا على المتهم من خلال اضطرارها إلى ذلك حتى لا تهدم بيتها.
طلبات النيابة
وطالب ممثل النيابة، فى مرافعته أمام المحكمة، بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين، قائلا، “نحن أمام جُرم مشهود بحق طفلة بريئة، أُزهقت نفسها واُنتهك عرضها من قبل المتهم والمتهمة الثانية التي أخفت الجريمة، بل امتدت أيديهما إلى سرقة قرطها، إننا اليوم أمام جريمة قتل وانتهاك حرمة طفلة اسمها سجدة تيمما بالسجود، ونشأت في كنف أسرتها بنفس عادية” .
شرح التفاصيل
وأضاف ممثل النيابة العامة، أن الطفلة انتقلت مع والدتها إلى مسكن أهلها انتظارا لاستقبال مولود جديد، وهو يوم تنتظره الطفلة المسكينة لتطيب نفسها، وجاء اليوم المشؤوم والذي شهد ارتكاب الجرم المشهود، حيث لم تكن تعلم أن هناك ذئبا سينهي حياتها، فهّم أهلها بالبحث عنها، لكن خاب مسعاهم وسبقهم هذا الذئب.
وذكرت النيابة “حين انتهت سجدة من لعبها همت لشراء حلواها وأبصرها المتهم منقلبا على فطرته الإنسانية، ويخطو خطوات دنية متوددا إليها ومتحايلا عليها وحرك غرائزه، واصفة إياه بجدها، متمسكة بيده ظنا منها أنه جدها، ولم تشك وتحرك شكها نحوه، ولم يفكر في سوى شيطانه واستدرجها لمنزله وتوارت عنه إنسانيته وجردها من ملابسها، وانقض عليها هتكا لعرض ملاك بشري، ولم ترجعه صيحاتها وصراخها، وكيف ترجعه وهو ذئب مات فؤاده وظهرت وحشيته، وكمم فهما وضربها ضربة وحشية من رأسها”.
شهوات الجاني
واستكمل ممثل النيابة العامة في قضية مقتل الطفلة سجدة أشرف، قائلا: “قتلها حتى خارت قواها، واستمر بوحشيته مندفعا وراء شهوته، وما إن انتهى من فعلته حتى استعان بالمتهمة الثانية لمساعدته في إخفاء معالم الجريمة، وخرج ليشارك ذويها البحث، ونقلها ليخفيها عن أعين الناس، ووارى جثمانها أسفل سلم بيته، ووجه زوجة رجل آخر للبحث عن الطفلة واهما الناس بأنه حزينا عليها، منددا بما فُعل بها، وماتت سجدة منتظزة اليوم الذي تقتص عدالتكم لها” .
كلمة قاسية للمتهم
ووجه ممثل النيابة حديثه للمتهم قائلا: “ألم تعلم أنها ستشكوك لربها، وتكون خصيمتك يوم ينادي رب العالمين، لحسابك عن هذا الجرم الكبير وستشهد عليك أعضاء جسدك فكيف ستجيب؟”.
المتهمة الثانية باكية: هددنى بصور عريانة
وقالت ” نورهان” المتهمة الثانية، زوجه ابن المتهم، إنها نادمة عما اقترفته، وأن والد زوجها ارتكب فعليًا الواقعة، و أن المتهم طلب منها مساعدته في إخفاء جريمته بعدما ارتكب الفعل الشاذ مع المجني عليها، ولكنها رفضت طلب المتهم، فلم تجد منه سوى التعدي عليها بالضرب، وخلع ملابسها بالإكراه، وتصويرها عارية، كما هددها بنشر صورها بين شباب القرية مالم تنفذ طلبه، فاضطرت لتنفيذ طلبه خوفًا من انتشار صورها العارية، وساعدته في إخفاء جثة الطفلة من خلال وضعها في جوال بلاستيك، وإلقائها في بئر السلم مكان العثور عليها.
