موقع مصر الإخباري
- أخبار هامةأخبار

افتتاح أعمال تجديد وتطوير مسجد فاطمة النبوية بالدرب الأحمر

شهد د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة افتتاح أعمال تجديد وتطوير مسجد السيدة فاطمة النبوية بالدرب الأحمر
حضر الافتتاح اللواء إبراهيم عبد الهادى نائب المحافظ للمنطقة الغربية، ومحمود الشريف نقيب السادة الأشراف ، ود.محمد أبوهاشم أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب ، كما أدى الحضور صلاة الجمعة بالمسجد عقب الإفتتاح .
وتناولت خطبة صلاة الجمعة التى ألقاها وزير الأوقاف “دروس من الهجرة النبوية”.
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة، خطبة الجمعة بمسجد «فاطمة النبوية» بالقاهرة، بعنوان: «دروس من الهجرة النبوية»

وفي خطبته أكد وزير الأوقاف أننا عندما نقف عند دروس الهجرة النبوية المشرفة فإننا نجد دروسًا عظيمة لا يمكن أن يستوعبها حديث واحد، ولكننا نتوقف عند جانب من بعض الدروس المستفادة من هجرة الحبيب (صلى الله عليه وسلم).

وأوضح أن الدرس الأول في بناء الدولة، فعندما استقر النبي (صلى الله عليه وسلم) شرع في بناء دولته في المدينة المنورة، وكان ابتداء بنائها ببناء المسجد النبوي الشريف لما لبناء المسجد من أثر في حياة الناس جميعًا، حيث يقول سبحانه: «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ»، وما نحن فيه اليوم بفضل الله ومنه وعونه هو إذن من الله لعمارة هذا المسجد الذي نفتتحه اليوم، في إطار خطة متكاملة تقوم عليها الدولة المصرية لعمارة بيوت الله (عز وجل) بصفة عامة، ومساجد أهل البيت بصفة خاصة، وهذا كله من عمارة الكون، نسأل الله أن يجزي من قام عليها ووجه بها ودعمها وشارك فيها خير الجزاء.

وبين أن العمارة قد تكون حسية بالبناء والتشييد، أو الصيانة والتطوير، وقد تكون معنوية بالذكر وقراءة القرآن ومقارئ القرآن، التي نعمل على نشرها وإقامتها في ربوع مصر وجميع مساجدها، وكذلك بتحصين أطفالنا من خلال البرنامج الصيفي للأطفال، فكل ذلك في الدولة المصرية هو عمارة لبيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): «ما اجتمَعَ قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللَّهِ يتلونَ كتابَ اللَّهِ، ويتدارسونَهُ فيما بينَهم إلَّا نزلَت عليهِم السَّكينةُ، وغشِيَتهُمُ الرَّحمةُ، وحفَّتهُمُ الملائكَةُ، وذكرَهُمُ اللَّهُ فيمَن عندَهُ».

كما أكد أن الإسلام معنيٌّ بالجانب الحياتي والروحي معًا، فإلى جانب مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) أقام (صلى الله عليه وسلم) سوق المدينة، لتتكامل حركة العمران بين عمارة بيوت الله (عز وجل) وعمارة الكون، وكما أسس النبي (صلى الله عليه وسلم) مسجده على التقوى أسس سوق المدينة على التقوى، فشخصية المسلم المؤمن لا تنفصم، فلا يصح أن تكون مؤمنًا تراقب الله في مسجدك ولا تراقب الله في سوقك، فمن لم تكن مراقبته لله في سوقه كمراقبته لله في مسجده فهو أحد أمرين إما أن يكون تدينه تدينًا زائفًا يتكسب به، وإما أن يكون فهمه للدين فهمًا خاطئًا.

وعلينا أن نأخذ أخلاق المسجد لنطبقها في السوق بيعًا وشراءً وتعاملًا، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): «رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى»، فلا غش ولا احتكار ولا استغلال ولا متاجرة بأقوات الناس ولا بأحوالهم، ومن قلل هامش ربحه وقت الأزمات فهو له صدقة، فشخصية المسلم داخل المسجد هي شخصيته داخل السوق، ولذا كانت إقامة المسجد وإقامة السوق على أخلاق المسجد، فمن لم تنهه الصلاة عن الغش والاختلاس والاحتكار والاستغلال فلا صلاة له.

كما أكد أن من أهم الدروس المستفادة من الهجرة النبوية المشرفة هو التكافل المجتمعي، فالدولة لجميع أبنائها وهي بهم جميعًا، فكما آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بين أفراد المجتمع من خلال وثيقة المدينة المنورة التي رسخت أسس التعايش السلمي بين أبناء المجتمع، فقد آخى بين المهاجرين والأنصار بكل ما تحمله كلمة الأخوة من معانٍ، فالإسلام قائم على التكافل والتراحم والأخذ بيد الفقير، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ» ويقول (صلى الله عليه وسلم): «ما آمن بي من بات شبعانَ وجارُه جائعٌ إلى جنبِه وهو يعلم به»، فالدين قائم على التكافل والتراحم وأن يأخذ القوي بيد الضعيف والغني بيد الفقير، والمؤاخاة أعلى درجات التكافل، فديننا دين التكافل والتراحم ومن فرج عن إنسان كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، فإذا كان الصديق وقت الضيق فالأخ مع أخيه في الضراء قبل السراء وفي العسر قبل اليسر والشدة قبل السعة .

وقال: فقد آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بين المهاجرين والأنصار، يقول الحق سبحانه: «وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»، فهذا هو الإيثار ولا سيما في أوقات الشدة.

واضاف: وإذا كانت الدولة المصرية معنية بالتكافل بين أبنائها فقد أعلن السيد الرئيس عن برنامج متكامل لتوفير الحماية الاجتماعية للفئات الأولى بالرعاية، وإن ما يقوم به الرئيس من توفير حزم برامج الحماية الاجتماعية عبر مؤسسات الدولة المختلفة الخاصة والعامة هو عين التكافل، فهذا أوان التكافل وهذا أوان التراحم، وإذا أردنا أن نأخذ عنوانًا كبيرًا من أهم الدروس المستفادة من الهجرة النبوية المشرفة فلنأخذ عنوان: (التراحم والتكافل بين أبناء المجتمع جميعًا)، يقول الحق سبحانه وتعالى: «هَا أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم»، ويقول سبحانه: «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» فالشكر يكون بقضاء حوائج الناس، مؤكدًا أن سد حوائج الفقراء أعلى ثوابًا وأعظم أجرًا في هذا التوقيت من تكرار العمرة.
وفي ختام خطبته أكد وزير الأوقاف على ما حث عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) من صيام يوم عاشوراء، مع استحباب صيام يوم قبله أو يوم بعده أو يوم قبله ويوم بعده، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) في بيان فضل صوم هذا اليوم: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ.
يذكر أن تكلفة أعمال صيانة مسجد السيدة فاطمة النبوية بلغت قرابة ٦ ملايين جنيه ، وتأتي أعمال الصيانة والترميم ضمن بروتوكول تعاون بين وزارة الأوقاف ونقابة الأشراف ومؤسسة مساجد لتطوير مساجد آل البيت والتى إنتهت في رمضان الماضي من أعمال صيانة وتطوير مسجد الإمام الحسين رضى الله عنه.
كل شيء عن مسجد فاطمة النبوية
يقع في منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، عاشت السيده فاطمو النبويه فيه واحدة من سيدات بيت النبوة، عشقها المصريون وأطلقوا عليها “أم اليتامى وأم المساكين”، هي السيدة فاطمة بنت الحسين بن علي سبط (السبط في اللغة هو أحد أولاد الابن أو الابنة )رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجة أبن الحسن السبط الثاني، وأم الحسن الثالث، وبعد وفاتها تحول منزلها إلى مسجد حمل اسمها “مسجد فاطمة النبوية”.
ولدت وعاشت السيدة فاطمة بنت الحسين في العقد الثالث من الهجرة وتقريبًا في العام 40، وقال عنها والدها الحسين بن على أنها أشبه نساء آل البيت بالسيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل أنها عاشت حتى بلغت الخامسة والتسعون من عمرها، وقد جاءت إلى مصر بين من جاء من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت الأقرب لعمتها السيدة زينب شقيقة الحسن والحسين، بعدما ساقهم جنود يزيد بن معاوية إلى الشام عقب معركة كربلاء واستشهاد أبيها الحسين.
وكانت السيدة فاطمة النبوية من رواة الأحاديث لجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أيضًا تروي الأحاديث عن جدتها السيدة فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وحينما عاشت في مصر كان منزلها مفتوح طيلة الوقت لليتامى والمساكين والفقراء، ومن أشهر القصص التى رويت عن السيدة فاطمة النبوية، هو رعايتها لسبع بنات يتيمات أقمن معها في المنزل منذ صغرهم وكانت مسئولة عنهم وترعاهم رعاية كاملة، حتى وفاتها في العام 110 من الهجرة، وتحول منزلها بعد ذلك إلى ضريحها، وقد دفن أيضًا بجوار مدفنها السبع فتيات اليتيمات التي كانت ترعاهم، في مدرسة أحمد أمين وتم نقلهن بعد ذلك إلى جوار ضريحها.
ظل الضريح بحالتها حتى جاء الأمير عبدالرحمن كتخدا، والذي كان من أمراء المماليك في عهد علي بك الكبير، وقد بنى مسجد السيدة فاطمة النبوية خلال فترة توليه منصب “كتخدا” أي محافظ القاهرة، وذلك في القرن الثامن عشر من الميلاد، وقد بلغت مساحة المسجد في ذلك الوقت 80 مترًا فقط، بداخله ضريح وضع عليه قبة مرتفعة و مقصورة من النحاس الأصفر، ثم تطور المسجد للمرة الأولى في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني خلال فترة حكمة “1892-1914″، فقد كان من المعروف عن الخديوي عباس حلمي حبه لآل البيت واهتمامه بأضرحتهم في مصر.
تعرض المسجد للتصدع الشديد في عام 1992، وتم تجديد المسجد مرة أخرى وتوسعته بداية من العام 1999، وحتى افتتاحه في العام 2003، بعدما ضم إليه مساحة أكبر من الأراضي لتصبح مساحته 2200 متر.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقا

* باستخدام هذا النموذج ، فإنك توافق على تخزين ومعالجة بياناتك بواسطة هذا الموقع.

موقع مصر
بوابة موقع مصر - أخبار مصر

يستخدم موقع مصر ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد