تفقد رئيس مجلس الوزراء مصطفي مدبولي المتحف المصري الكبير وعقب وصوله إلى المتحف المصري الكبير، وأمام البهو الخارجي بالمتحف توقف رئيس الوزراء عند المسلة المعلقة، والتي تعود فكرتها إلى إنشاء ميدان لمسلة معلقة أمام المُتحف يتيح للزائر لأول مرة رؤية الخرطوش (أي ختم الملك رمسيس الثاني)، الذي يقع أسفل المسلة ويحمل اسم الملك رمسيس الثاني، وفي أثناء تفقده لقاعدة المسلة، استمع رئيس الوزراء لشرح من اللواء عاطف مفتاح حول هذه المسلة، مؤكدا أنها ستكون أول شيء يقع نظر الزوار عليه بالمتحف بعد قدومهم من مبنى التذاكر، ومشيرًا في الوقت نفسه إلى أن المسلة المعلقة تظهر براعة المصري القديم في تصميم ونحت الآثار القديمة.
وقال الدكتور مصطفى وزيري إن المسلة ترجع إلى الملك رمسيس الثاني، وتم نقلها من منطقة آثار صان الحجر بالشرقية مع مسلتين أُخريين تم تركيبهما في العاصمة الإدارية الجديدة.
وخلال زيارته للمتحف، تابع الدكتور مصطفى مدبولي موقف سير الأعمال بمحطة مترو أنفاق المتحف المصري الكبير، والتي من المقرر أن تخدم زوار المتحف والمنطقة الأثرية المحيطة، ويأتي تنفيذها في إطار خطة وزارة النقل لتقديم خدمة نقل سريعة حديثة وعصرية من خلال تنفيذ شبكة لخطوط النقل الجماعي بالجر الكهربائي.
تجدر الإشارة إلى أنه يتم حالياً تنفيذ المحطة، التي تقع ضمن مسار المرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو الأنفاق الممتد بطول 19 كم؛ بدءاً من غرب الطريق الدائري على حدود مدينة 6 أكتوبر، مروراً بمحطة المتحف المصري الكبير، ثم ميدان الرماية، فشارع الهرم حتى محطة الجيزة، ليتقاطع مع الخط الثاني للمترو، وتعتبر محطة المتحف المصري الكبير هي محطة نفقية تقع في الجانب المقابل للمدخل الرئيسي للمتحف، وجار العمل لإنهاء الأعمال السطحية بها، وفي هذا الصدد، وجه رئيس الوزراء بسرعة الانتهاء من هذه الأعمال.
كما شدد رئيس الوزراء على ضرورة الانتهاء من تطوير ورفع كفاءة واجهات العمارات السكنية المقامة على الطريق الدائري، والتي تقع في مسار الطريق المؤدي إلى المتحف ويقع نظر الزائرين عليها، كما وجه الدكتور مصطفى مدبولي بتطوير واجهات العمارات المحيطة بالمتحف، وذلك في إطار الاستعدادات الجارية لافتتاحه، مع الانتهاء من إعداد تصور نهائي لربط المتحف المصري الكبير بمنطقة هضبة الأهرامات، من خلال إقامة كباري للسيارات الكهربائية والمشاة، تمهيدا لبدء التنفيذ.
وعقب ذلك، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا، بحضور الوزراء والمسئولين المرافقين، استهله بمشاهدة فيلم تسجيلي تحت عنوان (المتحف المصري الكبير .. رمز الخلود)، والذي يوثق مراحل إنشاء المتحف المصري الكبير وحتى الآن، من خلال مئات المصريين الذين يعملون على مدار الساعة من أجل صنع التاريخ؛ حيث يؤصل هذا المتحف، الذي يعد أكبر متحف في العالم، لحضارة واحدة وهي الحضارة المصرية بعراقتها.
واستعرض الفيلم التسجيلي ما يتم تنفيذه من مختلف الأعمال سواء بداخل المتحف، أو خارجه فيما يتعلق بتطوير المنطقة المحيطة به، إضافة إلى موقف عرض عدد من التماثيل الأثرية، بجانب أعمال الزراعة والتشجير والإضاءة في مختلف جوانب المنطقة المحيطة، وإجراء اختبارات نظم الإضاءة.
وفي هذا الإطار، شدد رئيس الوزراء على ضرورة تكثيف الجهود والأعمال التي يتم تنفيذها، وقال: “عاوز تكثيف الشغل كأن الافتتاح بكرة”، مؤكدا أن الدولة مهتمة بسرعة الانتهاء من هذا الصرح العملاق، الذي يضم كنوز الحضارة المصرية، ويترقب العالم والمصريون افتتاحه ليصبح مزاراً جاذباً على خريطة السياحة العالمية، يتيح فرصة كبيرة للتعرف على أسرار الحضارة المصرية العريقة في إطار عرض متحفي شيق يتبع أحدث الأساليب والتقنيات المتطورة.
واستعرض اللواء عاطف مفتاح، خلال عرض تقديمي، آخر مستجدات الأعمال بمشروع المتحف والمنطقة المحيطة به، ونسب الإنجاز وتطورات مراحل الأعمال الإنشائية به، وكذا مجمل تطورات الأعمال بمتحف مراكب خوفو، ومدى تقدم العمل بها، بالإضافة إلى آخر المستجدات الخاصة بأعمال تقديم وتشغيل خدمات الزائرين بالمتحف، والموقف التنفيذي للمنطقة الخدمية.
وفي هذا الإطار، أوضح اللواء عاطف مفتاح أن إجمالي نسبة إنجاز الأعمال بالمبنى الرئيسي والموقع العام وصلت إلى 99.8%، كما تم الانتهاء من الأنظمة الأمنية والمعلوماتية بنسبة 97%، بالإضافة إلى ذلك تم الانتهاء من تنفيذ مبنى التحكم الأمني، وميدان المسلة المعلقة، والهيكل الإنشائي لمتحف مراكب الملك خوفو، وكذا الواجهات الخارجية لمتحف مراكب الملك خوفو، وقاعة الملك توت عنخ آمون.
كما تم الانتهاء من الأعمال الهندسية لقاعات العرض الدائم بنسبة 100%، فضلا عن الانتهاء من أعمال تجهيزات العرض المتحفي، والتي تتضمن عددا من الفتارين، وقواعد للقطع الأثرية، وكذا وحدات التثبيت، بنسبة متقدمة، وتم أيضًا تنفيذ أعمال إنشاء الأسوار والبوابات الأمنية بنسبة 90%.
كما تمت الاشارة إلى أنه جارِ العمل على زيادة الطاقة الاستيعابية لانتظار السيارات، وتم تنفيذ أعمال انتظار السيارات خلف متحف مراكب خوفو بنسبة 80%، وأرض إيجوث1، التي تشمل المباني الخدمية والبنية التحتية لمنطقة انتظار السيارات بنسبة 95%، كما تم رفع كفاءة مركز الترميم بنسبة متقدمة.
وخلال جولته، حرص رئيس الوزراء على الوقوف على معدلات إنجاز أنظمة تأمين المتحف والمتمثلة في أنظمة التأمين بكاميرات المراقبة التليفزيونية، وأنظمة الانذار المبكر والكاميرات الحرارية، وأنظمة التفتيش بالمداخل والبوابات.
وخلال تفقده للبهو والدرج العظيم وقاعات العرض الرئيسية وتلك الخاصة بالملك الذهبي توت عنخ آمون، استمع رئيس الوزراء ومرافقوه لشرح من الدكتور الطيب عباس، مساعد الوزير للشئون الأثرية بالمتحف، حول آخر مستجدات تنفيذ أعمال العرض المتحفي لمختلف القطع الأثرية، فضلاً عما يتعلق بتجهيزات نقل وعرض تلك القطع الأثرية في أماكن عرضها الدائم بالمتحف.
كما تفقد مدبولي المرحلة الثانية من مشروع استخراج وترميم وتجميع مركب الملك خوفو الثانية، حيث أوضح اللواء عاطف مفتاح أن هذه المرحلة تتضمن أعمال الترميم النهائي وإعادة تجميع وتركيب المركب، بعد أن تم الانتهاء من استخراج جميع القطع المكونة لها من موقع اكتشافها بالقرب من هرم خوفو الأكبر، وترميمها بمعامل الترميم بالمتحف.
وفي غضون ذلك، أوضح المشرف العام على المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، عبقرية موقع المتحف وفلسفة تصميمه وتطوير المنطقة المحيطة به، كما استعرض الخدمات المقدمة للزائرين من توفير مناطق الانتظار، وتحقيق الإتاحة الكاملة لذوي الهمم وما يتضمنه المتحف من ابتكار وتميز وحرص على استخدام التهوية الطبيعية والإضاءة الطبيعية، وهو ما يتوافر في بهو المتحف حيث يستقبل الملك رمسيس زائريه.
وعقب ذلك، تابع رئيس الوزراء ومرافقوه موقف تنفيذ وتطوير شبكة الطرق المحيطة بموقع المتحف المصري الكبير، ووجه بسرعة الانتهاء من كافة الأعمال المتعلقة بالطرق المحيطة، كما تفقد الأسوار الخارجية المحيطة بالمتحف.