تمر اليوم ثلاث سنوات على الانطلاقة الأولى لتجربتنا السياسية، تلك التجربة التى تشاركها مجموعة من الشباب المصري المهتم بالعمل العام، من مختلف الانتماءات الحزبية والسياسية.. كان الحلم بسيطاً في غايته، مليئا بالعمل والأمل في الطريق إلى تحقيقه.
حلمنا بأنه يمكن لشباب هذا الوطن أن يطرح نموذجاً سياسياً فريداً، قوامه احترام التعددية الحزبية والسياسية، ويسعى إلى تقوية التجربة الحزبية.
إننا نؤمن أن الحوار البنّاء هو الطريق الصحيح لبناء نظام ديمقراطي حقيقي، وهو الطريق الصحيح لبناء مصر المستقبل، الجمهورية الجديدة على أساس مبادئ ثورة الشعب المصري العظيم في 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013.
ثلاث سنوات استطاعت فيها التنسيقية تأسيس منصة للحوار الوطني تجمع شبابا من 25 حزباً، وعدداً كبيراً من الشباب السياسي، في مختلف التخصصات، ومن مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية، ولجاناً نوعية فنية تدرس كل ما يهم المواطن وتقترح حلولاً حقيقية، وذلك إيماناً منا بأن أي حوار سياسي يجب أن يؤسس على منظومة علمية تحترم التخصص العلمي والتقني، وذلك هو جوهر شعارنا “سياسة بمفهوم جديد”.
لم تتوقف تجربتنا عند مرحلة الحوار ، وإنما تبعها مرحلة الاعتماد على جيل الشباب وجيل الوسط في تولي مسؤولياتهم الوطنية، فأصبح للتنسيقية 6 نواب للمحافظين، ثم 32 نائبا بمجلس النواب، و16 نائبا بمجلس الشيوخ، مع تمكين حقيقي للمرأة لتصل نسبة السيدات من نواب التنسيقية بمجلسي النواب والشيوخ إلى نسبة تقترب من نصف مقاعد التنسيقية في المجلسين.
إن طموحنا الوطني جاء في توقيت تتجه فيه الدولة المصرية بخطى واثقة نحو تحقيق نموذج إصلاح شامل في كل المجالات، وتكمن أهمية اللحظة التاريخية التى نخوضها في صدق تجربة جيلنا الذي نبذ الخلاف، وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على إنجاح تجارب الشباب، وهو حرص لمسناه في حالة الحوار الوطني التى أطلقتها مؤتمرات الشباب الوطنية.
إننا اليوم في الذكرى الثالثة لتأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، نؤكد الاستمرار في إعلاء قيمة الحوار، والإيمان بأن التنسيقية ستظل نقطة التقاء وطني، وأن أبوابنا مفتوحة لكل الشباب المهتم بالعمل العام والسياسي، ولكل صاحب فكر قادر على البناء.