تعد مهنة الخاطبة إحدى الموروثات، التى انتشرت منتصف القرن الماضى، حيث تقوم هذه المكاتب، التي تؤدي دور ” الخاطبة “، باستغلال وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأعمالها، من خلال إنشاء صفحات لها على موقع “فيسبوك”، وقنوات على موقع “يوتيوب” ، وكانت تعتمد على حسن السمعة ومعرفة كل المعلومات عن الأسر، قبل أن تختفيفشهدت مصر مؤخرا انتشار مكاتب الزواج، التي تستهدف مساعدة الراغبين في الزواج على اختيار شركائهم وبدء حياتهم الزوجية.
فكرة الخاطبة
وقالت بسنت خالد التي تدير أحد هذه المكاتب، ” لقد جاءت فكرة الخاطبة بحكم عملي كمديرة للعلاقات العامة في إحدى شركات الاتصالات، حيث بدأت بمساعدة الأصدقاء والجيران على الزواج ” .
وأضافت الخمسينية المصرية، لوكالة أنباء ” شينخوا ” الصينية، أنه “عندما نجحت في تزويج الأصدقاء فكرت في تأسيس مشروع الخاطبة، الذي يقوم على العلاقات العامة، وبالفعل خرجت من عملي معاش مبكر للتفرغ لمهنة الخاطبة “.
وتقوم منصور، بتسهيل تعرف الراغبين في الزواج على بعضهم، من خلال تبادل الصور والمعلومات ثم ترتيب اللقاءات بينهم.
المصداقية
وتابعت أنه “بسبب المصداقية في توصيل المعلومات بين المتقدمين للزواج، نجحت في تزويج عرائس في مصر وخارجها، في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والسعودية ولبنان”.
وأوضحت أنها قامت بتزويج 500 حالة حتى الآن، مشيرة إلى أن انتشار مكاتب الزواج يشجع الشباب والفتيات على الزواج، لأن هناك عائلات كثيرة لا تملك علاقات اجتماعية، وتريد مواصفات معينة، لذلك تستعين بالخاطبة.
وأكدت “عودة مهنة الخاطبة بقوة في المجتمع المصري”، وأرجعت الإقبال على مكاتب الزواج من قبل الشباب إلى “الانفتاح الذي يشهده العالم، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن أن مكاتب الزواج وسيلة ملموسة ومعروفة وتعطي ثقة أكبر”.
الشروط
وعلقت الخاطبة الخمسينية، على شروط المتقدمين للزواج بأنها “فادحة”، ونوهت بأن شروط أغلب العرائس “تركز على الجانب المادي فقط، وهو ما سوف يؤدى إلى ارتفاع نسبة العنوسة”.
وأشارت إلى أن الفئات العمرية التي تتقدم لطلب الزواج تبدأ من 20 عاما، خوفا من العنوسة، حيث يوجد بنات لم يسبق لهن الزواج بلغت أعمارهن 50 و60 عاما.
وتستعين منصور، بشخصين لمساعدتها في الاستعلام عن بيانات المتقدمين للزواج، وتحصل على مقابل مادي من المتقدم للزواج حتى قبل أن يدلي بمواصفات العروس التي يريدها لتأكيد الجدية.
ومع ذلك، أشارت إلى أن أزمة فيروس كورونا الجديد (كوفيد19) أثرت سلبا على طلبات الزواج، التي انخفضت بنسبة 50%.
ومن بين الأشخاص الذين نجحت الخاطبة سهير منصور في تزويجهم مهاب زكريا (35 عاما).
وقال زكريا، وهو موظف بأحد البنوك الخاصة، لـ “شينخوا”، “لقد شاهدت (الخاطبة) سهير في أحد البرامج التليفزيونية، وتواصلت معها، وأجريت مقابلة في مكتبها لكي تتعرف على شخصيتي، وقلت لها مواصفات العروس التي أريدها”.
وأضاف “عرضت علي صور لأكثر من عروس، وبعد ثلاث أسابيع قابلت إحداهن، وتزوجنا ونحن الآن سعداء”.
طريق الخاطبة أسهل
وأردف أنه “في الحقيقة، لم يكن في بالى أن اتزوج عن طريق الخاطبة، لكن الاختيار صعب، وما نشاهده عبر وسائل التوصل الاجتماعي جعل الشباب خائفين، لذلك الزواج عن طريق الخاطبة كان أسهل وموفقا جدا بالنسبة لي”.
أما مصطفى جمال (29 عاما)، فقد قدم طلبا في مكتب سهير منصور للزواج.
وقال جمال، الذي يعمل مديرا لأحد فروع بيع الأدوات الصحية، لـ”شينخوا”، إنه “عندما رأيت مدام سهير أعطتني ثقة كبيرة وطلبت منها البحث عن عروس”.
وأضاف “لقد رأيت الكثير من البنات لكن لم ارتح لهن، لذلك تحدثت مع الخاطبة عن المواصفات التي أريدها في شريكة حياتي، وأخذت مني صورة بطاقة الهوية للتأكد من صحة المعلومات التي أدليت بها، واتمنى أن أن اتمكن من الزواج عن طريقها”.