نجح مانشستر يونايتد في ايقاف سلسلة الانتصارات القياسية لغريمه ومضيفه مانشستر سيتي الذي كان حقق 21 فوزاً متتالياً في مختلف المسابقات، بإسقاطه 2-صفر وترك الباب شبه مفتوح في الصراع على اللقب في المرحلة 27 من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم،
وشهدت الجوله ايضا سقوطاً مدوياً جديداً لليفربول على ملعب أنفيلد صفر-1 أمام فولهام المهدد بالهبوط الاحد.
وحسم يونايتد ديربي مانشستر أمام سيتي بهدفين نظيفين، سجلهما البرتغالي برونو فيرنانديش (2) ولوك شاو (50)، رافعاً رصيده إلى 54 نقطة في المركز الثاني، بينما تجمد رصيد سيتي عند 65 في صدارة الترتيب.
وفيما يقف سيتي على مسافة قصيرة من إحراز لقبه الثالث في أربع سنوات مع مدربه الفذ الإسباني جوزيب غوارديولا، قلص يونايتد الفارق إلى 11 نقطة قبل عشر مراحل على ختام الدوري.
وعرف يونايتد نزيفاً كبيراً في النقاط، إذ اكتفى لاعبو المدرب النروجي أولي غونار سولسكاير بفوزين في آخر ثماني مباريات (قبل مباراة اليوم) في الدوري وتعادلوا أربع مرات في آخر 5 مباريات، ليكون فريق “الشياطين الحمر” الأكثر تعادلا بين رباعي المقدمة (9).
وسبق لسيتي أن فاز 15 مرة متتالية في الدوري ولم يخسر في آخر 28 مباراة في مختلف المسابقات ويتابع مشواره في دوري أبطال أوروبا.
وتعود آخر خسارة لفريق غوارديولا في الدوري إلى 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عندما سقط أمام توتنهام صفر-2 ليتراجع حينها إلى المركز الحادي عشر قبل أن يستعيد توازنه تدريجياً ويهيمن على البريميرليغ.
وقال غوارديولا “سنكون عناوين الأخبار لأننا خسرنا. لكن الخبر هو 21 فوزاً على التوالي. لعبنا بشكل أفضل بكثير من مباراة وست هام التي فزنا بها. سنحاول الفوز بأكبر عدد ممكن من المباريات لنكون أبطالاً”.
ماراثون
وقال فرنانديش بعد المباراة “اليوم فعلنا كل شيء تقريباً بشكل مثالي. الدوري ليس ركضاً سريعاً، إنه ماراثون. علينا أن نبذل قصارى جهدنا وألا نفكر في الآخرين”.
وبدأ يونايتد المباراة بقوة بعدما تحصل على ركلة جزاء في الدقيقة الأولى، إثر تعرض الفرنسي أنتوني مارسيال للإعاقة، فانبرى لها فيرنانديش وسددها بنجاح إلى يمين الحارس البرازيلي إديرسون (2).
وكاد يونايتد أن يضاعف النتيجة في الدقيقة الثالثة، بعدما خطف شو كرة من دفاع السيتي داخل منطقة الجزاء، وسدد كرة أرضية تصدى لها إديرسون.
وبدأ سيتي يستوعب صدمة الهدف الأول في الدقيقة التاسعة بتسديدة من الألماني إيلكاي غوندوغان من مشارف منطقة الجزاء وصلت بين يدي الحارس دين هندرسون.
وعاد ماركوس راشفورد ورد لـ”الشياطين الحمر” بتسديدة قوية من خارج المنطقة تصدى لها إديرسون بنجاح (17).
وواصل السيتي الاعتماد على التسديدات من خارج منطقة الجزاء، وكانت محاولة الأوكراني أولكساندر زينشينكو (24)، تألق هندرسون في التصدي لها.
وتحصل سيتي على مخالفة في الدقيقة 42، نفذها البلجيكي كيفن دي بروين وأبعدها هندرسون إلى ركنية، لينتهي الشوط الأول بتقدم يونايتد.
وكاد سيتي أن يعادل النتيجة مبكراً في الشوط الثاني، بعدما مهد البرازيلي غابريال جيزوس الكرة للإسباني رودريغو داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 48، ليسدد كرة قوية ارتطمت بالقائم.
لكن يونايتد فاجأ مضيفه بهدف ثان في الدقيقة 50، بعد هجمة سريعة بدأها شو بانطلاقة من الجانب الأيسر، ممرراً الكرة إلى راشفورد داخل منطقة الجزاء، فأعادها الأخير له ليسدد كرة أرضية سكنت شباك إديرسون.
وحاول سيتي العودة في النتيجة بتسديدة من رحيم سترلينغ من داخل المنطقة (52)، أمسك بها هندرسون.
رد مارسيال بعد عرضية من فيرنانديش في الدقيقة 58، برأسية ضعيفة وسهلة، قبل أن يرسل دي بروين عرضية من ركلة ركنية في الدقيقة 60 تابعها الجزائري رياض محرز بتسديدة مباشرة بعيدة عن المرمى.
وأهدر مارسيال فرصة محققة للتسجيل في الدقيقة 68 بانفراد تام بإديرسون، لكن الحارس البرازيلي تألق في إبعادها.
وحاول سيتي مراراً تقليص الفارق لإدراك التعال، لكن فرصه في الدقائق 79، 83، و87 لم تسفر عمّا تمناه غوارديولا.
ليفربول المأزوم
واصل ليفربول سلسلة هزائمه عندما مني بخسارة سادسة في آخر سبع مباريات له في الدوري الإنكليزي لكرة القدم أمام فولهام 1-صفر بعد خطأ من المصري محمّد صلاح، وهي الخسارة السادسة له توالياً على ملعبه أنفيلد أيضاً.
وكان حامل اللقب يأمل في وقف انهيار شهد خسارته ست مرات في آخر سبع مباريات في الدوري، بعدما مني فريق المدرب الألماني يورغن كلوب بخسارة الخميس على أرضه أمام تشلسي.
لكن هدف الغابوني ماريو ليمينا (45)، كان كفيلاً بحرمان ليفربول من نقاط المباراة، ليبقى في المركز السابع برصيد 43 نقطة، بفارق أربع نقاط عن المركز الرابع، آخر المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
من جهته، رفع فولهام رصيده إلى 26 نقطة، لكنه لا يزال في المركز الثامن عشر، آخر مراتب الهبوط إلى الدرجة الثانية.
ودفع ليفربول، المتوج العام الماضي للمرة الأولى في الدوري منذ ثلاثة عقود، ثمن إصاباته هذا الموسم خصوصاً قلب الدفاع الهولندي فيرجيل فان دايك.
وتراجع بطل أوروبا في الموسم قبل الماضي إلى مراكز لا تليق بسمعة فريق شارك مع مانشستر سيتي بالهيمنة على الدوري في آخر موسمين.
وإذ صنع من ملعبه أنفيلد قلعة منيعة، وحتى كانون الثاني/يناير الماضي، موعد خسارته الصادمة أمام بيرنلي، لم يكن قد خسر على أرضه منذ نيسان/ابريل 2017.
ليفربول الذي حسم اللقب الموسم الماضي، بفارق أكثر من 18 نقطة من أقرب منافسيه، اكتفى بتحقيق 10 نقاط من 12 مباراة في 2021، لينافس فرق القاع على غرار وست بروميتش، نيوكاسل وساوثمبتون.
وأهدر فولهام فرصة أولى لافتتاح التسجيل في الدقيقة 11 عندما سدد أديمولا لوكمان من داخل منطقة الجزاء، لكنها كرته مرت إلى جانب المرمى.
ورد ليفربول في الدقيقة 14، عندما مرر السويسري شيردان شاكيري كرة بينية نحو صلاح الذي تخطى الدفاع قبل أن يتصدى الحارس الفرنسي ألفونس أريولا لمحاولته.
وتوالت الهجمات المتبادلة بين الطرفين من دون أن تثمر تقدماً لأي منهما، حتى الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، عندما أبعد دفاع ليفربول ركلة حرة لفولهام، لتصل الكرة إلى صلاح الذي تأخر في تشتيتها من على مشارف منطقة الجزاء، ليخطفها منه ليمينا ويسددها في الزاوية اليمنى البعيدة للحارس البرازيلي أليسون.
وفي الشوط الثاني، واصل ليفربول هجومه الضاغط، وكانت له فرص عدة للتسجيل أبرزها في الدقيقتين 47 و58، قبل أن يدخل كلوب السنغالي ساديو ماني بدلاً من الهولندي جورجينيو فينالدوم لتعزيز هجومه.
لكن رغم ذلك، فشل ماني في تحويل عرضية إلى المرمى عندما وصلته في الدقيقة 70، قبل أن يتلقى شاكيري تمريرة على مشارف منطقة الجزاء ليسددها أعلى المرمى 72.
ودفع كلوب بكافة أوراقه من خلال إشراك ترينت ألكسندر أرنولد، والبرازيلي فابينيو، لكن ذلك لم يغير من النتيجة، لتنتهي بخسارة جديدة لليفربول.