اعلنت اليوم الافلام المرشحه لجوائز الاوسكار من بينها الفيلم التونسي الرجل الذي باع ظهره
وتصدر فيلم “مانك”، الذي أنتجته منصة “نتفليكس” وتولى إخراجه ديفيد فينشر، السباق إلى جوائز الأوسكار التي تمنحها الأكاديمية الأمريكية لفنون السينما وعلومها والتي تأجل حفل توزيعها إلى 25 نيسان/أبريل بسبب جائحة كورونا.
فقد تقدم هذا الشريط الذي يتناول العصر الذهبي لهوليوود، وهو بالأبيض والأسود، على الأعمال الأخرى، إذ حصل على عشرة ترشيحات للجوائز المرموقة شملت فئات أفضل فيلم وأفضل ممثل (غاري أولدمان) وأفضل مخرج وأفضل ممثلة في دور مساعد (أماندا سيفريد) وعددا من الفئات الفنية.
وتلته مجموعة من الأفلام التي حصلت على ستة ترشيحات، أبرزها “نومادلاند” الذي يعتبره خبراء كثر الأوفر حظا، وهو من إخراج كلويه جاو ومن بطولة فرانسيس ماكدورماند. كذلك نال فيلم “ذي ترايل أوف ذي شيكاغو سفن” لآرون سوركين، من بطولة ساشا بارون كوهين، ستة ترشيحات. ويتمحور على قمع الشرطة احتجاجات على حرب فيتنام شهدتها مدينة شيكاغو الأمريكية عام 1968.
عدد الترشيحات التي حصلت عليها نساء بلغ 76 لأول مرة
واختارت أكاديمية الأوسكار، التي غالبا ما توجه إليها الانتقادات بسبب ضعف تمثيل النساء والأقليات في ترشيحاتها، امرأتين من بين المرشحين الخمسة لجائزة أفضل مخرج، هما كلويه جاو عن “نومادلاند” وإيميرالد فينيل عن “بروميسينغ يونغ وومان”، وهو ما يشكل سابقة.
وباتت جاو كذلك أول امرأة تنافس في أربع فئات مختلفة ضمن جوائز الأوسكار، هي أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل سيناريو وأفضل توليف. ومن الأرقام القياسية الأخرى هذه السنة أن عدد الترشيحات التي حصلت عليها نساء بلغ 76.
ورشحت أكاديمية الأوسكار “جوداس أند ذي بلاك ميسايا”، في ست فئات، وهو فيلم يلقي الضوء على المعركة في سبيل الحقوق المدنية في ستينات القرن العشرين، وجهود “الـ”بلاك بانترز” في هذا المجال.
الاحتفال الثالث والتسعين لتوزيع جوائز الأوسكار سيقام في أماكن مختلفة
ومن الأعمال الأخرى التي رشحت في ست فئات وتنافس بجدية في هذا الاحتفال الثالث والتسعين لتوزيع جوائز الأوسكار فيلم “ميناري” الذي يتناول قصة عائلة أمريكية من أصل كوري جنوبي تنتقل إلى الريف سعيا إلى حياة جديدة، و”ذي فاذر” الذي يتناول قصة عجوز يعاني الخرف، وهو من إخراج الفرنسي فلوريان زيلر ومن بطولة أنتوني هوبكنز. وحصل على ستة ترشيحات أيضا “ساوند أوف ميتل”، من بطولة مغني الراب ريز أحمد.
ويشار كذلك إلى ترشيح نجم “بلاك بانتر” الراحل تشادويك بوزمان الذي توفي في آب/أغسطس الفائت جراء إصابته بالسرطان، عن أدائه في فيلم “ما رينيز بلاك باتم”، وهو من إنتاج “نتفليكس” أيضا.
منصات الفيديو تواجه “نومادلاند”
وفيما لم يسبق لأي فيلم من إنتاج منصة الفيديو بث تدفقي أن فاز بعد جائزة أفضل فيلم ، فإن اثنين من إنتاجات “نتفليكس” الثمانية سينافسان في 25 نيسان/أبريل المقبل ضمن هذه الفئة .
أما “أمازون برايم” فحاضرة في هذه الفئة الرئيسية مع “ساوند أوف ميتل”، فيما حصل فيلمها “وان نايت إن ميامي” على ثلاثة ترشيحات في فئات أخرى، و”بورات سابسيكوينت موفي فيلم” على ترشيحين.
واضطر نحو عشرة آلاف من العاملين في مجال السينما إلى أن يشاهدوا الأفلام على منصة الإنترنت الخاصة بالأكاديمية لكي يتسنى لهم التصويت لاختيار المرشحين. إلا أن أفلام المنصات ستنافس “نومادلاند” الذي سبق أن توّج في مهرجاني البندقية وتورنتو وتألق في جوائز “غولدن غلوب” والنقاد الأمريكيين.
وتولت شركة “سيرتشلايت” التابعة لـ”ديزني” إنتاج هذا الفيلم الذي يشكل تحية إلى “الهيبيز” المعاصرين وهم “سكان المقطورات” الذين يجوبون الولايات المتحدة في مركباتهم القديمة. ويكتسب الفيلم زخما إذا شوهد على الشاشة الكبيرة، وأحسنت حملته الترويجية في تنظيم عروض له على طريقة الـ”درايف إن”، مع مكوث المشاهدين في السيارات، وهو ما يمكن أن يشكّل نقطة إيجابية لصالحه.
وسيقام احتفال توزيع جوائز الأوسكار في أماكن مختلفة منها صالة “دولبي ثياتر” في هوليوود الذي تقام فيها الأمسية عادة. وسيتولى المخرج ستيفن سودربيرغ تقديم الاحتفال.
“الرجل الذي باع ظهره”فيلم تونسي في الترشيحات
وصفت المخرجة التونسية كوثر بن هنية بالـ”الحدث التاريخي” اختيار فيلمها “الرجل الذي باع ظهره” الإثنين ضمن الأعمال المرشحة لجوائز الأوسكار، كما ورد في قائمة الترشيحات للدورة الثالثة والتسعين التي ستقام في 25 نيسان/أبريل المقبل في لوس أنجلس.
ويتنافس الفيلم التونسي ضمن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية مع “أناذر راوند” (الدانمارك) و”بيتر ديز” (هونغ كونغ) و”كولكتيف” (رومانيا) و”كو فاديس، عايدة” (البوسنة.
“إنه حلم يتحقق وإنجاز توصلنا إليه بمفردنا وبعرق جبيننا”
وقالت بن هنية من مقر إقامتها في العاصمة الفرنسية باريس إن ترشيح فيلمها “حدث تاريخي غير مسبوق في السينما التونسية”. وأضافت: “إنه حلم يتحقق وإنجاز توصلنا إليه بمفردنا وبعرق جبيننا”.
وفي هذا الفيلم، تصور كوثر بن هنية قصة الشاب السوري سام علي الذي اضطر بعد تعرضه للتوقيف اعتباطيا إلى الهرب من بلده سوريا الغارق في الحرب تاركاً هناك الفتاة التي يحبها ليلجأ إلى لبنان.
ولكي يتمكن سام من السفر إلى بلجيكا ليعيش مع حبيبته فيها، يعقد صفقة مع فنان واسع الشهرة تقضي بأن يقبل بوشم ظهره وأن يعرضه كلوحة أمام الجمهور ثم يباع في مزاد مما يفقده روحه وحريته.
ويؤدي أدوار البطولة في الفيلم الممثل السوري يحيى مهايني والفرنسية ديا ليان والبلجيكي كوين دي باو والإيطالية مونيكا بيلوتشي.
ودعت المخرجة وكاتبة السيناريو الأربعينية سلطات بلدها إلى تعزيز الاهتمام بالسينما، معربة عن أملها في أن يشكل هذا “التميز حافزا لمزيد من دعم السينما والإحاطة بالسينمائيين”.
بن هنية ساهت في ظهور “سينما جديدة” في تونس
تنتمي بن هنية المولودة في 27 آب/أغسطس 1977 في سيدي بوزيد (وسط تونس) إلى جيل السينمائيين التونسيين الشباب الذين نقلوا إلى الشاشة الكبيرة قضايا مجتمعية وسياسية كانت تخضع للرقابة المشددة قبل ثورة 2011 وتقديمها في طرح جريء، مساهمين في ظهور “سينما جديدة”.
وأخرجت عددا من الأفلام القصيرة والوثائقية وحصد فيلمها “على كف عفريت” إعجاب الجمهور خلال عرضه ضمن قسم “نظرة ما” في مهرجان كان الفرنسي العام 2017، وهو يتناول قصة فتاة اغتصبها رجال الشرطة وتكافح لقديم شكوى في حقهم.