أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، والمقرر إقامته خلال الفترة من 1 إلى 10 ديسمبر في جدة، عن الأفلام التي سيتم عرضها ضمن برنامج “اختيارات عالمية”.
ويضم البرنامج مختارات من أفضل الأفلام التي عرضتها المهرجانات السينمائية الدولية ونالت إعجاب الجمهور والنقاد، بالإضافة إلى أفلام تم اختيارها من قِبل فريق المهرجان بهدف تقديمها إلى الجمهور الشغوف بالسينما.
وقال كليم أفتاب مدير البرنامج الدولي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي: نحن ملتزمون بدعم المواهب الجديدة وتعزيز الاعتراف بالسينما العالمية، وتعزيز اختيار باقة استثنائية من أفضل الأفلام العالمية لعرضها في الدورة الثانية للمهرجان من مشهد السينما، وتسليط الضوء على تأثير صانعي الأفلام من الجنسيات الأفريقية والآسيوية في بلدانهم، وعبر أوروبا وأمريكا الشمالية أيضا.
وتحدث أنطوان خليفة مدير البرنامج العربي والأفلام الكلاسيكية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي قائلا إن المخرجون العرب يعرضون مجموعة مميزة من القصص الجريئة والأصلية التي استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة في المهرجانات والمحافل السينمائية حول العالم، وغطت قصصا جديدة شملت طيفاً من المواضيع والقضايا الصعبة والمثيرة، والتي تم سردها بدقة وأصالة، وتتطرق هذه المواضيع الى الهوية والوطنية، والترحال، وكلها معالجة ببراعة وبشغف.
ويضم برنامج “اختيارات عالمية” 19 فيلما من أفضل الأفلام العالمية المختارة وهى، فيلم “العمة” للمخرج السنغافوري و”هي شومينغ”، الحاصل على جائزة الفنان الشاب في عام 2019، من قبل المجلس الوطني للفنون بسنغافورة، تدور أحداث الفيلم حول قصة الأرملة “ليم” التي تمضي وقتها بين إرضاء ابنها البالغ من العمر 20 عاما، ومشاهدة الدراما الكورية المرعبة، يضطر ابنها إلى الاعتذار عن مصاحبتها في رحلة إلى كوريا الجنوبية حيث مواقع تصوير مسلسلها المفضل، ومع شعورها بالقلق والخوف من السفر وحيدة؛ ترى في الرحلة فرصة لتخطّي الكثير من التحديات، في إطار من الكوميديا والمغامرة.
فيلم “نهاية الأسبوع في غزة”، الذي تجري أحداثه في قالب كوميدي ملئ بالإثارة حول الصحفي البريطاني الذي يجد نفسه محاصرا في فلسطين المحتلة بعد انتشار فيروس قاتل حول العالم، حيث تفرض الأمم المتحدة حظرا بريا وجويّا وبحريّا على العالم أجمع، وتصبح غزة المسورة بالجدران الملاذ الأكثر أمانا على الأرض، يخاطر الصحفي في الدخول عبر نفقها المغلق بمساعدة مهربين، الفيلم من إخراج الفلسطيني باسل خليل الذي حظي فيلمه القصير الأول “السلام عليك يا مريم” بعرضه الأول في مهرجان كان عام 2015.
“سلام” الفيلم الوثائقي الذي يدور حول نجمة الراب الفرنسية ميلاني جورجيادس “ديام” إحدى أكثر الفنانات نجاحًا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بفرنسا، باعتبارها الفنانة التي حقّقت أرقاما وأرباحا قياسية، ومع قرارها المفاجئ بالانسحاب من المجال العام في ذروة نجاحها عام 2008، نكتشف أن قرارها جاء من خلفية اعتناقها للإسلام وتفرّغها لإدارة جمعية خيرية ترعى الأيتام، ويتطرّق الفيلم إلى جوانب متعددة من حياتها تُسائِل من خلالها الصحة العقلية والهوية الإسلامية وتبعات الشهرة، ضمن قصة شيقة للمخرجتين هدى بن يمينة وآن سيسي.
فيلم “علم” المدعوم من صندوق البحر الأحمر للمخرج فراس خوري الذي عمل على العديد من الأفلام القصيرة، وعُرضت أفلامه على شاشات التلفزيون بجانب عرضها في مهرجانات حول العالم، يروي الفيلم قصة تامر ورفاقه الذين يقضون أيامهم في جموح وتمرّد داخل مدرسة فلسطينية متاخمة لحدود دولة الاحتلال، يقاطعه انضمام الناشطة ميساء إلى فصله؛ ومعها تتحوّل همومه إلى السياسة على نحو مفاجئ. وفيما تبدأ استعدادات الاحتلال للاحتفال باليوم الوطني، تخطّط ميساء ومجموعتها لاستبدال علم الاحتلال بالعلم الفلسطيني، انعاشًا لذكرى القضيّة، ومع اقتراب تاريخ الاحتفال يحتار تامر بين قرار الانضمام للحشود أو التخلّف عنهم.
“غودار- وحدها السينما” فيلم وثائقي من تأليف سيريل لوثي عن المخرج الراحل جان لوك غودار حيث نتعرّف أكثر على جانبه العاطفي، وشغفه والتزامه اللامحدود إزاء الفنّ، بصفته العرّاب الأول للموجة الفرنسية السينمائية ضمن مطلع ستينيّات القرن المنصرم، والمخرج الذي ترك علامةً فارقة في تاريخ السينما؛ بإرث يزيد عن 100 فيلم. ومن خلال هذا الفيلم الوثائقي؛ نقترب أكثر من شخصية غودار الإنسان، التي وإن اكتنفها الغموض، إلا أنها تحتفظ بسحرٍ وأصالة تنفذ إلى كلّ القلوب.
فيلم “سان أومير”، الذي يستند على أحداث واقعية من إخراج “أليس ديوب”، تدور أحداثه عن الروائية راما التي تنطلق في تحضير بحثها عن أسطورة ميديا القديمة، تحضر محاكمة في قاعة سان أومير القضائية لأم شابة متهمة بقتل ابنتها البالغة من العمر 15 شهرًا بعد أن تخلت عنها في إحدى الشواطئ ونفت مسؤوليتها عن الجريمة، تواجه راما حقيقة شعورها بالتعاطف مع الأمّ المتّهمة، على الرغم مما فعلته على نحو غريب وغير متوقع.
“دنيا وأميرة حلب”، من إخراج ماريا ظريف وأندريه كادي، يروي الفيلم معاناة “دنيا”، برفقة والدها وجدّيها في النزوح من حلب، حيث يسلب هذا القرار دنيا من بقايا براءتها ويزلزل وجدانها الرقيق وفيما يتوسّل والدها بالروح الهادِية لأميرة حلب؛ الشخصية الخيالية التي تذكّرها بوالدتها الراحلة، تنبض دنيا بوهج طفولتها الضائعة، تستلهم القصّة التجلّيات الاجتماعية للحياة السورية وتتألق بموسيقى العود والناي التي تستنهض التفاؤل من ركام الألم؛ في تخليدٍ لذكرى مأساة اللجوء السوريّة.
ومن تونس تروي المخرجة أريج السحيري في فيلمها الروائي “تحت الشجرة”، قصّة مجموعة من جانيات الثمار ضمن رحلتهنّ اليوميّة إلى بساتين الشمال التونسي الزاهية التي تموج بالشذى وتتألق بالألوان؛ حيث تلاحقهنّ عدسة الكاميرا إلى الحكايات والأحاديث والهموم والآمال التي تختلج صدورهنّ، عبر صورة خلّابة توثّق بساطة الأيام والعادات، استوحت المخرجة الفيلم من قضاء يوم كامل مع الممثلة البطلة؛ لتقدم من خلاله تحيةً فنّية إلى النساء العاملات والطبيعة والجمال.
فيلم “أزرق القفطان”، للمخرجة مريم توزاني الذي أُختير رسميًا لتمثيل المغرب في سباق الأوسكار لهذا العام، تدور قصة الفيلم حول “حليم”، نسّاج القفطان المغربي التقليدي، الذي يتميز بالاحترافية والدقة والعمل لساعاتٍ طويلة خلال اليوم، مؤدّيًا حرفته التي تتّسم بالضغوطات والمتطلّبات العالية، تتكبّد زوجته مينا في المقابل همّ التعامل مع الزبائن والمشترين، ورغم اعتلالها وإحساسها بالاغتراب عن نفسها، يواسيها الدفئ الذي يجمعها بزوجها في معمل النسيج، ولكن وصول الشاب الحرفيّ المجتهد يوسف للتدرّب مع حليم، يرافقه منظورُ جديد لعلاقة مينا بزوجها.
“أشكال” أول فيلم روائي طويل للمخرج التونسي يوسف الشابي المدعوم من صندوق البحر الأحمر، وتدور أحداثه الفيلم في إحدى حدائق قرطاج بشمال تونس، ويتم العثور على جثة محترقة لحارس ليلي من بين الركام ضمن حديقةٍ مهجورة، تميل النيابة العامّة لتقييدها كحالة انتحار، ومع ضغطهم على ضابطيّ التحقيق «فاطمة» و«بطل» لإنهاء التحقيق في أسرع وقت، تظهر سلسلة متتابعة من الجثث المحترقة، يفترض الرأي العام معها أنّها ليست متّصلة وحسب؛ بل أنها تُنذر بعقابٍ سياسيّ للبلد، ضمن إطار من الغموض والجريمة النواريّة السياسيّة؛ ومعالجة جريئة وعميقة.
فيلم الخيال العلمي “الجاذبية”، للمخرج سيدريك إيدو، يمزج الفيلم بين الدراما الفرنسية وجمالية الرسوم المتحركة اليابانية، تدور القصة حول مشاعر الحنين والماضي والانشغال بالمستقبل في حياة الأخوين، وينضمّ إليهما صديقهما المُدان السابق في رحلة من التّيه والفوضى، ومع جهلهم لما ينتظرهم، تؤثر حركة الكواكب الثمانية على الجاذبية في كوكب الأرض، مما يخلق حالة من الزوبعة في إحدى الضواحي الباريسية المستقبلية.
يتناول فيلم “نوم الصبي”، قصة الأم سو يونغ وابنها دونغ هين في كندا إبّان حقبة التسعينات، وانطلاقًا من خلفيتها كطفلة متبنّاة، تسعى الأم لتعويض ابنها عن الحرمان الذي ذاقت مرارته وبينما يرهقها نموّ دونغ الذي تنمو معه أسئلة أكبر، عن الماضي والجذور والذكريات، تحاول والدته تأمين حياة كريمة له مع تجاوز الماضي، إلا أنّها تضطّر لمصاحبة ابنها في رحلته للبحث عن هويّته، الفيلم من إخراج أنتوني شيم الذي عُرض أول فيلم طويل له بعنوان “ابنة” الذي كتبه وأخرجه وأنتجه وحرره في مهرجان فانكوفر السينمائي الدولي.
فيلم الدراما “المعيش”، من إخراج أوليفر هيرمانوس، تدور أحداث الفيلم حول موظف حكومي مخضرم يستقبل خبر إصابته بالسرطان، ويقرر الاستقالة من عمله والانتقال إلى الساحل في محاولة لتعويض سنين عمره الضائعة بين أوراق العمل وجدران المكتب، وفيما يهبّ نسيم البحر الخاطف، يباغته شريط حياته كاملاً ويدفعه لاتخاذ قرارات جديدة يعمّها التفاؤل، ضمن فيلم مقتبس من تحفة أكيرا كيراساوا اليابانية إيكيرو (1952).
“إيقاع” للمخرج الكسندرو بيلك، تدور أحداثه في قالب درامي بينما تحلم آنا ذات الـ 17 عامًا بالحب والحريّة، تطفو مخاوفها على السطح مع تهجير عائلة صديقها إلى ألمانيا. وفيما تخطط في ليلة طيش في منزل أحد الأصدقاء لمناهضة الشيوعيّة، تداهمهم الشرطة السريّة التابعة لحاكم البلاد الحديدي؛ تشاوشيسكو، وتشرع في استجوابهم في إطار من التعذيب والإهانة، ضمن قصةٍ عن المقاومة والصداقة والحرية.
فيلم “الارتقاء”، للمخرج هونغ سانغ سو، تدور أحداث الفيلم في صورة خيالية وشيقة حيث يصطحب المُخرج السينمائي بيونغسو ابنته المصمّمة الداخليّة الطموحة في رحلة إلى مبنى من تصميم وملكيّة صديقته القديمة الرائدة في المجال ومع جولتهم داخل المبنى؛ تنسجم الإبنة مع المصمّمة الخبيرة على نحو كبير، إلا أن سلسلة من القفزات السرديّة السحريّة تغيّر من طبيعة الزمان والمكان معًا.
فيلم “بحيرة الصقر”، الذي يحكي مشاعر الإعجاب للصبي الخجول سباستيان؛ ابن الثالثة عشر ربيعًا لأول مرة تحمله الصُّدف على قضاء إجازة الصيف في كوخ عائلته في كيبيك؛ حيث يلتقي هناك بكلوي التي تكبره بثلاثة أعوام. وفيما يستعين بشخصيته المرحة والمنطلقة ليجاهر بإعجابه بها، تتردد كلوي في التسكّع مع صبي يصغرها بأعوام، إلا أن علاقتها به تبدو مُحتّمة، في فيلمٍ عاطفي عن حَرج الطفولة ولذّة الحبّ الأول من إخراج شارلوت لو بون.
فيلم “الابن”، للمخرجة كوردوين أيوب الحاصلة على عدة جوائز، يتناول قصة “ياسمين وناتي وبيلا”، حيث يتصدرن مواقع التواصل الاجتماعي بعد مقطع صوّرنه وهن يرقصن بالحجاب ويغنين البوب، وفيما تخترق الشّهرة معالم حياتهن، يشعرن بالاغتراب عن ثقافتهن مع الافتتان بعوالم مختلفة؛ يواجهن فيها أسئلة جوهريّة عن الذات والقيم والمسؤولية، ضمن إطار يستعرض هموم الشباب وتبعات التقنيّة والشهرة، في قصّة تجمع بين الفرح والحزن والبكاء والضحك، معًا.
فيلم الجريمة “سباكة ذهب” للمخرج فاتح أكين الذي حظي فيلمه الطويل “القفاز الذهبي” 2019 بعرضه الأول في مهرجان برلين السينمائي الدولي، تدور أحداث الفيلم حول زيوار حاجبي الشهير بـ”أكزاتار” الذي عرف أنّ الحياة تخبّئ له الكثير من الألم والمعاناة، ويتيقّن من هذه الحقيقة عندما يهرب من جحيم العراق، إلى جحيم آخر في ألمانيا، استنزف بدوره ما بقي من كرامته الإنسانية، وبينما يقاوم متسلقَّا طريقه إلى القمّة، من بوابة الجريمة إلى تجارة المخدرات، يختبر أكزاتار جحيمًا جديدًا؛ حينما تختفي شحنة من المخدّرات ضمن مسؤوليته، لتضع حياته على المحكّ.
تقدم المخرجة والمنتجة الوثائقية جيتيكا نارانج الفيلم الوثائقي “الشبيه” من واقع الثقافة الشعبية الهندية، حيث يتحوّل الممثل المغمور الذي يشبه نجمًا معروفًا إلى نجمٍ من نوع آخر، حينما يمثّل أدوار النجوم الذين يشبههم. وتستعين نارانج في فيلمها الحالي بثلاث ممثّلين؛ كيشور بهانوشالي شبيه الممثل الهندي ديف أناند، وفيروز خان شبيه الممثل أميتاب باتشان، وبراشانت والدي الذي يعتاش من تقليد النجم شاروخان، ثم تمنحهم آذانها وعدستها لتفهم معاناتهم في العيش على هامش النجوم.