تناولت الصحف السعودية، اليوم الخميس، قمة سعودية صينية والتعاون الاستراتيجى بين البلدين وانعقاد ثلاث قمم ضمن هذه الزيارة الهامة التي يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينج للمملكة وهم :(السعودية – الصينية)، (الخليجية- الصينية)، و(العربية – الصينية)، وذلك وسط تطورات اقتصادية وسياسية عالمية معقدة، تتطلب تعزيز التعاون مع الدول ذات المصداقية والطموح للعبور من هذه المرحلة بسلام .
شريك استراتيجي
أكدت صحيفة “الرياض”- في افتتاحيتها، التى سطرت تحت عنوان “أرض القمم”- أن السعودية أرض سخية وتثمر الخير للجميع، وأن انعقاد ثلاث قمم في الرياض أمر واقعي جداً، فالرياض قبلة لكل من أراد أن يعمل بتجانس وتفاهم، وسط حوار يؤدي إلى نتائج ملموسة تحقق الفائدة للجميع، ولغتت إلى أن العلاقات السعودية الصينية شهدت مؤخرا تقدما فى جميع المجالات.
وأكدت أن المملكة شريك استراتيجي للصين، وتلتقي رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق الصينية في اتجاه واحد، يجعل من التنمية والمصالح المشتركة أساساً في التعاملات في ظل احترام متبادل للاختلاف، ما جعل العلاقات الثنائية تتطور بوتيرة متسارعة؛ كونها بنيت على أهداف واضحة.
واختمت الصحيفة بقولها إن اجتماع القيادة السعودية بالرئيس الصيني، ومن ثم اجتماعه بالقادة الخليجيين والعرب يؤسس لمرحلة مقبلة من التعاون المكثف في مجالات عدة، تعود بالنفع على جميع أطرافها، كما أن القمم تنعقد وسط ظرف عالمي معقد ودقيق، يحتاج العالم فيه أن يكون أكثر عقلانية، وأكثر تفاهماً لتجنب خطر الانزلاق إلى متاهات اختلاف المصالح الدولية.
مصالح كبيرة
ومن جانبها، قالت صحيفة “البلاد” في افتتاحيتها بعنوان (مصالح كبيرة) في مرحلة تاريخية مهمة، تشهد العلاقات السعودية الصينية، قوة دفع نوعية للتعاون المشترك الذي تعكسه الأرقام الضخمة، ورؤية استراتيجية بآفاق رحبة للشراكة والتعاون الاقتصادي الحافل بالفرص، في ظل مواءمة استراتيجيات التنمية السعودية الصينية، ومبادرة “الحزام الاقتصادي وطريق الحرير” المنسجمة مع رؤية المملكة 2030 وأهدافها الطموحة التي تستثمر كل المقومات الكبيرة للوطن كمركز لوجستي عالمي، وأهمية التعاون الصيني والاستثمار في الإنجازات التنموية الملهمة في المملكة، وما توفره من فرص عظيمة.
واختتمت قائلة إن العلاقات (الرياض – بكين)، نموذج للاستقرار والتطور المتسارع، لما تتسم به من ركائز قوية من الصداقة الراسخة والمصالح الاقتصادية الضخمة، كما يجمع البلدان قواسم حضارية عريقة، وجسور ثقافية تتسع آفاقها بين الشعبين، وسياسة حكيمة تقوم على الاحترام المتبادل والتأكيد على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقوانين والأعراف الدولية، وتنسيق مشترك بشأن القضايا الإقليمية والدولية لدعم سبل الاستقرار العالمي، وهي قواسم حاضرة دائما في العلاقات العربية الصينية القوية التي تؤكدها قمم الرياض في دوائرها الثلاث.
الشراكة الإستراتيجية السعودية الصينية
بينما تناولت صحيفة الوطن السعودية القمة السعودية الصينية تحتد عنوان “20 اتفاقية بأكثر من 110 مليارات وتوقيع وثيقة الشراكة الإستراتيجية السعودية الصينية”
وذكرت الجريدة أن العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية تشهد تطوراً مميزاً ووثيقاً، وتسير بوتيرة متسارعة نحو المزيد من التعاون والتفاهم المشترك بينهما في مختلف المجالات بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين. وبدأت العلاقات الوطيدة بين البلدين منذ 80 عاماً، حيث شملت مختلف أوجه التعاون والتطور، في شكل علاقات تجارية بسيطة واستقبال الحجاج الصينيين، وصولًا إلى شكلها الرسمي عام 1990م بعد اتفاق البلدين على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما وتبادل السفراء وتنظيم اجتماعات على المستويات السياسية والاقتصادية والشبابية وغيرها.
واتسمت العلاقات السعودية الصينية بالتميز الكبير الذي انعكس إيجاباً على تعزيز التعاون بين البلدين، والتماشي مع التطور الذي يشهده العالم من حيث تنفيذ بنود الاتفاقيات التي تقوم عليها العلاقات أو تطويرها لتتواءم مع متغيرات العصر. ويأتي حرص المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين، على تنمية العلاقات الثنائية مع الجانب الصيني في سياق توجهها الإستراتيجي لتعزيز علاقاتها وشراكاتها الثنائية مع جميع الدول والقوى الدولية المؤثرة، وإقامة علاقات متوازنة معها تخدم أهداف المملكة، وتسهم في حماية مصالحها.
وتسعى المملكة إلى بناء شراكة إستراتيجية تدعم التجارة والاستثمار مع الجانب الصيني، وتجعل المملكة الشريك الإستراتيجي الأول الموثوق للصين في المنطقة، حيث استحوذت المملكة على أكثر من 20.3 % من استثمارات الصين في العالم العربي بين العامين 2005 و2020، البالغة 196.9 مليار دولار، إذ جاءت كأكبر الدول العربية استقبالاً للاستثمارات الصينية خلال تلك الفترة بنحو 39.9 مليار دولار. وتعزيزاً للعلاقات الاقتصادية بين البلدين؛ تم تأسيس صندوق (سعودي – صيني) لدعم الشركات التقنية الناشئة في المملكة برأس مال يقدّر بـ 1.5 مليار ريال سعودي بشراكة بين (eWTp) الصينية المدعومة من قبل شركة (علي بابا) وصندوق الاستثمارات العامة، وبدعم من الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، بهدف الإسهام في دعم منظومة اقتصادية متينة للأعمال الرقمية في المملكة.