فاجأ صرح مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، الاوساط السياسية التي تتابع الحرب بين روسيا وأوكرانيا بالقول بأن الظروف تغيرت مؤخرا بما يسمح باستئناف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، ولأول مرة تتغير لهجة روسيا على لسان مسؤول روسي كبير بما يوحي بأن الكرملين هو الذي يريد التفاوض مع كييف ويحتاج لأن تبدأ هذه المفاوضات بأسرع وقت على خلال موقف موسكو السابق.
وكالة بلومبيرج قدمت تفسيرا لتغير الموقف الروسي بالقول بأن الاقتصاد هو الذي سوف يحرك الأحداث بين روسيا وأوكرانيا وليست فوهات المدافع، الوكالة قالت في تقرير أخير لها أنه من المتوقع أن يؤدي استمرار الانكماش في الاقتصاد العالمي لانهيار متوقع في اسعار النفط ليصل دون 60 دولار للبرميل ، وقدرت الوكالة أن سعر النفط سوف يتراوح بين 50 دولار إلى 47 دولار إذا ما استمر الانكماش الحالي في اقتصاد الدول الصناعية نتيجة استمرار الولايات المتحدة في رفع اسعار الفائدة.
الاقتصاد الروسي لن يصمد أمام العقوبات الاقتصادية
في نفس الوقت أشارت وكالة بلومبيرج إلى أن الاقتصاد الروسي يبدو أنه لن يصمد كثيرا أمام العقوبات الغربية المفروضة ضده، واشارت الوكالة إلى أن الاعلان الغربي لفرض حظر قريب على صادرات الذهب الروسية للاسواق الغربية يبدو أنه الكابوس الجديد للاقتصاد الروسي الذي لم يعد له إلا الذهب لدفع قيمة صادرات البلاد بعد حذف روسيا من نظام السويفت للتحويلات بين البنوك العالمية، وسوف تتأكد في هذه الحالة عجز روسيا عن دفع ديونها مجددا، وهذه العوامل مع عوامل الضغط الداخلي في روسيا هى التي ستدفع الكرملين في نهاية المطاف للهاث وراء مفاوضات مع كييف يحفظ الكرملين به ماء الوجه وهو يعترف بهزيمة لم تكن متوقعة له في اوكرانيا .
من ناحية أخرى كشف تقرير نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن مخزونات الجيش الأوكراني من الذخيرة وقطع الغيار لأنظمة الدفاع الجوي “إس-300” و”بوك”، تنفد ولا توجد إمكانية للحصول عليها. وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن الجيش الأوكراني يعتمد بالأساس على منظومات الدفاع الجوي السوفيتية من نوع “إس-300” ومنظومات “بوك”، وأن الحصول على الذخيرة وقطاع الغيار لها أصبح أمر غير ممكن لأنها صنع روسي وغير متوفرة في الأسواق العالمية.
وفي وقت سابق قال المتحدث باسم الجيش الأوكراني، يوري إيغنات، أن وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية تطلق عادة صاروخين من طراز “إس-300″ و”بوك” على صاروخ روسي واحد لزيادة فرص اعتراضه بـ “أنظمتها القديمة”. وقد تلقت القوات الأوكرانية من الغرب 30 منصة إطلاق مضادة للطائرات من طراز “Gepard”، بالإضافة إلى العديد من أنظمة الدفاع الجوي الحديثة مثل “IRIS-T” و”NASAMS” ومع ذلك، وفقا للمتحدث باسم الجيش الأوكراني فإن كييف تحتاج إلى “المئات” من هذه الأسلحة بسبب نفاد المخزون. وفي نفس السياق أشارت الصحيفة إلى أنه على عكس ما يعاني منه الجيش الأوكراني فإن الجيش الروسي لا يزال يمتلك ترسانة كبيرة من الذخائر والصواريخ الباليستية.