ارتفع عدد ضحايا زلزال تركيا وسوريا الي أكثر من 3000 شخص وأصيب الآلاف كما دمر 5606 مبني في تريكا وحدها بجانب المئات في سوريا
ويعد هذا الزلزال هو الأعنف الذي يضرب المنطقة منذ أكثر من نصف قرن.
تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن ناجين تحت ركام الأبنية المهدمة،
أعلنت السلطات التركية في أحدث حصيلة عن مقتل 1762 شخصا على الأقل وإصابة الآلاف. في سوريا التي مزقتها حرب أهلية دائرة منذ ما يزيد عن 11 عاما، تعدى عدد الضحايا 1300 قتيل وأصيب مئات آخرون.
حسب المعهد الأمريكي للمسح الجيولوجي فإن مركز الزلزال القوي كان قرب غازي عنتاب في جنوب تركيا عند الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي (01:17 ت غ) على عمق حوالى 17,9 كلم. وأعقبت ذلك عشرات الهزات الارتدادية، قبل أن يضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10:24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا على مسافة أربعة كيلومترات من مدينة إكينوزو.
في أحدث حصيلة للضحايا في تركيا نشرتها السلطات قال وزير الصحة التركي إن الهزة أسقطت 1762 قتيلا وآلاف المصابين. ولا تزال هذه الحصيلة غير نهائية وخصوصا أن عدد المباني التي انهارت في تركيا بلغ 8533 على الأقل.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين حدادا وطنيا لسبعة أيام في البلاد، بعد الزلزال. وبحسب مرسوم أصدرته الحكومة، تنكس الأعلام حتى مساء الأحد 12 شباط/فبراير.
اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزلزال المدمر بأنه أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ عقود طويلة، مرجحا زيادة عدد القتلى ومؤكدا أن نحو تسعة آلاف يشاركون في عمليات الإنقاذ وأن بلاده تلقت عروضا لتقديم المساعدة من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي و45 دولة.
وأشار أردوغان إلى انهيار آلاف المباني وسط هزات ارتدادية قوية. ويعد هذا الزلزال الأكبر الذي يضرب تركيا منذ زلزال 17 آب/أغسطس 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول.
في سوريا التي مزقتها حرب أهلية دائرة منذ ما يزيد عن 11 عاما، وصل عدد الضحايا إلى 1300 قتيل وأكثر من 2400 جريح حسب وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة في حصيلة جديدة غير نهائية ومرشحة للارتفاع.
وأعلنت وزارة الصحة السورية ارتفاع عدد القتلى إلى 593 وإصابة 1411 آخرين في حصيلة غير نهائية في مناطق سيطرة الحكومة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس. كما أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق بمقتل 700 شخصا وإصابة أكثر من ألفين آخرين.
وبثّت وكالة سانا صوراً تظهر دماراً كبيراً في مدن عدة بينها جبلة واللاذقية، انهارت فيها أبنية بأكملها موقعة خسائر بشرية وأضرارا جسيمة. وفي مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية والتي شهدت على ضراوة المعارك وحملات القصف خلال سنوات الحرب، نقلت وكالة سانا عن مصدر في محافظة حلب انهيار 46 مبنى على الأقل، ما أدى إلى مقتل 156 شخصاً من إجمالي الضحايا.
وفي حي الأربعين في مدينة حماة، انهار مبنى مؤلف من ثمانية طوابق، فيما انهمكت فرق الإنقاذ والإسعاف في انتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض.
وقال متحدث من الهلال الأحمر السوري في الحي لوكالة الأنباء الفرنسية إن عدد السكان الموجودين في المبنى يبلغ نحو 125 شخصاً.
وأعلنت وزارة التربية إغلاق المدارس في جميع المحافظات حتى نهاية الأسبوع، في وقت أفادت وزارة النقل عن وقف العمل بمصفاة بانياس نتيجة أضرار لحقت بأجزاء منها.
وفي مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة دمشق، أوردت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) مقتل 430 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين.
ورجّحت ارتفاع حصيلة القتلى مع “وجود مئات العائلات تحت الأنقاض” وسط “صعوبات كبيرة والحاجة لمعدات ثقيلة للإنقاذ”.
وأحصت المنظمة انهيار أكثر من 133 مبنى بشكل كامل و272 بشكل جزئي، عدا عن تصدّع آلاف المباني في شمال غرب سوريا.
وأفاد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية في شمال سوريا عن سقوط أبنية بأكملها فوق رؤوس قاطنيها. وبدت الأضرار جسيمة في المناطق الأقرب إلى الحدود التركية مثل مدن أعزاز وجرابلس وجنديرس (شمال حلب) وسرمدا (شمال إدلب).
وفي السياق نفسه، خفضت السلطات الإيطالية من مستوى تحذير من موجات مد بحري عاتية (تسونامي) في جنوب البلاد كانت قد أطلقته بعد الزلزال القوي الذي هز وسط تركيا وشمال وغرب سوريا في ساعة مبكرة من صباح الإثنين.
بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن منشآتها العسكرية في سوريا لم تلحق بها أضرار بعد الزلزال القوي. ولروسيا التي تربطها صلات تحالف وثيقة بالرئيس السوري بشار الأسد وجود عسكري كبير في البلاد.
حذرت منظمة الصحة العالمية الإثنين من أن الزلزال العنيف قد يتسبب بسقوط ثمانية أضعاف عدد الضحايا الـ2650 على الأقل والذين أعلنوا في حصيلة غير نهائية.
وقالت كاثرين سمولوود مديرة الحالات الطارئة في المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية لوكالة الأنباء الفرنسية “هناك احتمال مستمر لانهيارات إضافية وغالبا ما نرى أرقاما أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولية”.
وأضافت “نرى دائما النمط نفسه مع الزلازل ويا للأسف. وهذا يعني أن الأرقام الأولية عن القتلى أو الجرحى سترتفع بشكل كبير في الأسبوع الذي يلي الزلزال”.