استضاف لقاء الأربعاء بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الدكتور سعيد سليمان، أستاذ الوراثة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق للحديث عن إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية.
وأكد الدكتور سعيد سليمان أن مصرتمتلك ميزات نسبية في زراعة القطن وقصب السكر والأرز. وأنها تتفوق في هذه المحاصيل على مستوى العالم من حيث الإنتاجية والجودة ، واستعرض تجاربه في زراعة أصناف من الأرز في ظروف صعبة من الحرارة المرتفعة والجفاف ونجاحه،على مدار سنوات طويلة من التجارب والإختبارات والزراعات التأكيدية، في إستنباط سلالات من الأرز أطلق عليها إسم أرز الجفاف “عرابي “ .
كما أكد سعيد أن هذه السلالات تتميز بمقاومتها للجفاف فهي تستهلك نصف كمية المياه المستخدمة في الأصناف العادية كما أنها تتحمل الملوحة وتقاوم الأمراض والحشرات واللفحة وانتشرت زراعة هذه الأصناف في أكثر من 300 ألف فدان على مستوى الجمهورية .
وكذلك نجحت زراعة أصناف قمح الجفاف على المطر في برج العرب دون إستخدام أي معاملات زراعية أو أسمدة مع تحقيق انتاجية عالية للفدان كما تمت زراعته في أراضي صحراوية وملحية باستخدام وسائل الري الحديثة مثل الري بالرش والتنقيط .
وأوضح أستاذ علم الوراثة أن الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية أمر يمكن حدوثه باتخاذ عدة خطوات أهمها التوسع في زراعة أرز الجفاف وزراعة أصناف القمح مبكر النضج مما يمكن من زراعة ثلاثة محاصيل في العام بدلاً من محصولين
كما طالب بتمويل مشروع قومي لنقل طمي النيل من أمام السد العالي إلى مشروع مستقبل مصرمما سيؤدي إلى خفض إستهلاك مياه الري بمقدار 50% و زيادة الإنتاجية .
وطالب كذلك بعودة الدورة الزراعية لخريطة الزراعة المصرية وضرورة عودة دور الإرشاد الزراعي ليمثل حلقة الوصل بين البحث العلمي و التطبيق على أرض الواقع بالاضافة لدعم دور الجمعيات الزراعية التعاونية في خدمة المزارع لتسويق المنتجات الزراعية وتوفير الخدمات من أسمدة و مبيدات وإعلان سعر المحاصيل الإستراتيجية قبل الزراعة بشهرين على الأقل مع إنشاء صندوق دعم الحاصلات الحقلية لتحقيق ثبات السعر المناسب والمجزي للفلاح المصري من أجل المحافظة على إستمرارية زراعة المحاصيل الإستراتيجية .
كما أكد سعيد سليمان على ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي وتمويل مشروع قومي بأموال مصرية يهدف لاستنباط أصناف مقاومة للظروف القاسية في المحاصيل الحقلية والبستانية لتتواكب مع تغيرات المناخ وتحديات التصحر والملوحة وإنشاء برنامج قومي لاستنباط و زراعة هجن ذرة الزيت المقاومة للظروف القاسية في أراضي الإستصلاح موضحا أنه لا يمكن للبحث العلمي القيام بدوره في النهوض بالزراعة المصرية إلا إذا وجدت هيئة محايدة لحماية وتسجيل الأصناف النباتيةوأنه واجه الكثير من الصعاب في أبحاثه أهمها عدم موافقه وزارة الزراعة على تسجيل الأصناف رغم إجتيازها جميع الإختبارات اللازمة وحصولها على براءة إختراع.
