المتحف القبطي يحتفل بذكرى مرور 113 عام على افتتاحه
افتتح المتحف القبطي معرضا اثريا مؤقتا تحت عنوان “إرث الأجداد..المجموعات المهداة للمتحف القبطي” بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور 113 عام على افتتاحه والذي يوافق يوم 14 مارس من كل عام
وأوضح مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للاثار، أن المتحف يحرص كل عام على إحياء ذكرى افتتاحه، من خلال تسليط الضوء على مجموعة فريدة من مقتنياته، وذلك إيمانا منه برسالته ودوره المجتمعي في تعريف مختلف فئات المجتمع بتاريخ المتحف والهوية المصرية.
ومن جانبها قالت جيهان عاطف مدير عام المتحف القبطي، أن المعرض يضم ٢١ قطعة أثرية فريدة من مقتنياته تحكي تاريخ الفن المصري القبطي في مراحله المختلفة ، وهم مجموعة مهداة من شخصيات عامة وملوك وأجانب وآخرين مصريين مسيحيين ومسلمين.
وأشارت إلى أبرز المعروضات ومن بينهم كتاب مخطوط “الإجبية” السبع صلوات النهارية والليلية باللغة العربية ويرجع لسنة ١٥٠٨م ، وكتاب مخطوط “بدائع الزهور في وقائع الدهور” يرجع لسنة ٩٢٨هجرية ، وتاج مفرغ من المعدن المطلي باللون الذهبي ذو كرنيشتين يتدلى منها جلاجل و يعلوه صليب، وسلال من الخوص ذات شكل الكأس إهداء وصليب حبشي من النحاس ، و أيقونة تصور القديس مار بقطر، ومجموعة من القطع الحجرية ومنهم ٤ قطع منها كورنيش عليه زخارف لصدفتين داخلهما صليب، وجزء من نبات الأكانتس ، وقطعة عليها نقش قصة إبراهيم وذبح ابنه ، وقطعة لشخص داخل ناووس ، بالإضافة الى عملتين من الذهب تمثل الإمبراطور فلانتيان.
وأضافت أن المعرض يعرض أيضا مجموعة من الصور والأوراق الخاصة من قسم الارشيف بالمتحف تروي ذكرى افتتاحه، ومن المقرر أن يستمر المعرض لمدة شهر.
وعلى هامش الاحتفالية،نظم المتحف عدد من الفعاليات والانشطة، حيث تم افتتاح معرضًا فنيًا بالتعاون مع جمعية محبي التراث القبطي تحت عنوان “فن الأيقونة”، يضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية من فناني جمعية محبي التراث القبطي، و تقديم عرض كورال جمعية محبي التراث القبطي وبعض الترانيم القبطية والأغاني الوطنية، بالإضافة الى تنظيم محاضرة بعنوان “مرقس سميكة صانع تاريخ” ألقاها عدد من المتخصصين بالمتحف، وورش عمل فنية وتعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة، وورشة مع طلاب مدرسة براعم المستقبل صباحي التابعة لإدارة المرج التعليمية، وهي عبارة عن تشكيل بالورق لعمل كارت نصفي لشكل القوقعة والجانب الأخر رسم وتلوين لأحد معروضات المعرض الأثري المؤقت.
حضر الاحتفالية الاستاذة هبة حمدي المشرف على الإدارة المركزية للمتاحف الكبرى بقطاع المتاحف، و اللواء المهندس أيمن السعيد رئيس حي مصر القديمة، والأستاذة جيهان عاطف مدير عام المتحف القبطي، و الدكتورأشرف ناجح مدير مركز البحوث العلمية بقطاع المشروعات بوزارة السياحة والآثار، والأستاذ سامي متري رئيس مجلس إدارة جمعية محبي التراث القبطي، الأستاذة رينيه يعقوب-سكرتير عام الجمعية، و الدكتورة شذى اسماعي أستاذ الدراسات القبطية بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان وعضو بالجمعية، والدكتورة هند صلاح أستاذ اللغة القبطية كلية الآثار جامعة القاهرة.
تعرف على المتحف القبطي في ذكرى مرور 113 عام على افتتاحه
يقع المتحف داخل حدود حصن بابليون الروماني بالقرب من كنيسة أبى سرجة، وكنيسة السيدة العذراء الشهيرة “بالمعلقة”، والمعبد اليهودي، بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة.
ويتكون المتحف من جناحين؛ الجناح القديم تم افتتاحه في 14 مارس عام 1910، والجناح الجديد تم افتتاحه في 20 فبراير عام 1947، ويربط بين الجناحين ممر. تم تطوير وترميم المتحف في عام 1984، ثم تم اغلاقه مرة أخرى بجناحيه عام 2000، لإعادة تطوير العرض المتحفي به، ليتم افتتاحه للجمهور في 2006
وهو يضم أكبر مجموعة من الآثار القبطية في العالم، حيث يحتوي على 26 قاعة بالإضافة إلى قاعة مصر القديمة، وتبلغ عدد مقتنياته حوالي 16000 قطعة أثرية ما بين معروض ومخزون، ومن أهم القطع التي يضمها المتحف مجموعة مخطوطات مكتبة نجع حمادي، وكتاب المزامير، وستارة الزمار، وشرقية باويط، وأيقونة رحلة العائلة المقدسة.
لعب العالم الفرنسي (جاستون ماسبيرو) دورًا هام في نشأة المتحف إذ عمل على جمع أعمال الفن القبطي وتخصيص قاعة لها في المتحف المصري، وقد بدأت فكرة إنشاء متحف للآثار القبطية باقتراح من مهندس لجنة حفظ الآثار العربية هيرتس باشا عام ١٨٨٩،
ثم تم إنشاء المتحف القبطي بمجهودات مرقس سميكة باشا الذي كان مهتمًا بحفظ التراث القبطي، فمنحه البابا “كيرلس الخامس” بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أرض تابعة للكنيسة المعلقة، نظرًا لأهمية المكان وعظمة مكانته التاريخية، بدأ مرقس سميكة بجمع الآثار القبطية والعديد من العناصر المعمارية من الكنائس القديمة والأديرة الأثرية وقصور الأغنياء من الأقباط، بدأ إنشاء المتحف 1908م، وتم افتتاحه عام 1910، وتولى سميكة إدارة المتحف كأول مدير حتى وافته المنية في أكتوبر 1944.
ظل المتحف ملكاً للبطريركية حتى عام 1931م، إلى أن قررت الحكومة المصرية بضمه لإشرافها المباشر نظراً لقيمته الأثرية الهامة.