تعتبر الصلاة والسلام على سيدنا محمد، من الأذكار الأكثر ترديدا، والأفضل أجرا على الإطلاق، حتى أن الله يقبلها من البر والفاجر، وهي من العبادات الواجبة على المسلمين، إذ أمرنا الله سبحانه وتعالى بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في سورة الأحزاب الآية 56 حيث يقول سبحانه: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”.
كما ورد في السنة النبوية أنه روى مسلم والترمذي وأبو داود وغيرهم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، في حديث متابعة المؤذن قوله صلى الله عليه وسلم: “ثم صلوا عليّ، فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً”.
وهناك بعض الأغاني والأعمال الدرامية، التي تستخدم كلمة الصلاة على النبي ضمنها، فما هو حكم الدين في ذلك؟
الصلاة والسلام على رسول الله حكم الدين في استخدام كلمة الصلاة والسلام على محمد بمختلف معانيها في الأغاني
حكم الدين في استخدام كلمة الصلاة والسلام في الأغاني
ويوضح الدكتور خالد فوزي، أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى سابقا، أن الله سبحانه وتعالى يقول: (ادعو ربكم تضرعا وخفية) وهذا يعني أن الأصل في الدعاء والذكر أن يكون بتذلل واستكانة.
وقال الدكتور خالد فوزي: “الدعاء والذكر من باب واحد، ذاكرًا ما ورد في السنن عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أفضلُ الذِّكرِ لا إلَه إلّا اللهُ، وأفضلُ الدُّعاءِ الحمدُ للهِ)”.
وأشار الدكتور خالد فوزي إلى أن الأغاني من الأمور الهزلية التي يجب صيانة ذكر الله، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أن تدخل فيها، مضيفا: “قديمًا أغلظ العلماء على بعض الصوفية الاستماع إلى ذلك، حتى قال أبو عبد الله بن خفيف وهو من أهل الزهد والسلوك: واستماع الغناء والرباعيات على الله كفر”.
ولفت أستاذ العقيدة إلى أن الاستماع إلى هذه القصائد واعتقاد أنها كلام الله، أو أنها من صفات الله كفر، وإدخال هذا في الأغاني يقتضي أن تكون ملحنة، وقد يدخلون بعض الآيات فيها، ذاكرا قول الله تعالى في القرآن الكريم: “وما علمناه الشعر وما ينبغي له”.
واستطرد في حديثه أن هذا يشبه من يأتي بالكبائر فيبدأ بالتسمية قبل شرب الخمر أو السرقة أو الزنا، فكل صاحب فطرة سوية يدرك بشاعة هذا كله، منوهًا عن ذلك ما ورد عن إمام التابعين عن مكحول: قال قلتُ لابنِ عمرَ رضي الله عنهما: ” أرأيتَ قاتِلَ النَّفسِ وشاربَ الخمرِ والسّارقَ والزّانيَ، يذكرُ اللهَ وقد قالَ اللهُ تعالى: فاذْكُرونِي أذْكُرْكُمْ؟ قالَ: (إذا ذَكَرَ اللهَ هذا ذَكَرَهُ اللهُ بلعنتِهِ حتّى يسكُتَ)”.
وعلق أنه لا يتابع مثل هذه الأمور، ذاكرا ما ورد عن المحدث احمد شاكر الذي صحح أثر مكحول عن ابن عمر في عمدة التفسير حيث قال: أن هذا ما يطابق ما يحدث في عصرنا، إذ يذكر الله سبحانه وتعالى في معصية، على مختلف أشكاله من دراما أو قصص أو قصائد، يتغنون بها في مواطن الخشوع وأوقات التخلي عن العبادة، حتى يسببا لبس عند عامة الناس في شعائر الإسلام، فكل أولائك يذكرون الله فيذكرهم الله بلعنته حتى يسكنوا.
وختم تصريحاته بأن الأصل هو الستر وإن كان صاحب القضية مستعلنًا بها “معذرة إلى ربكم ولعلهم يهتدون”.