أثار مقطع فيديو لعمال أثناء انشغالهم في عمليات صب هيكل خرساني لإحدى البنايات السكنية -فيما يبدو – قرب مقر سلاح المدرعات بضاحية الشجرة جنوب الخرطوم، الجدل لا سيما أنه قرب مقر إحدى أهم الوحدات القتالية التابعة للجيش السوداني بالخرطوم، حيث يعتبر سلاح المدرعات أحد أهم وأعرق الوحدات القتالية التابعة للجيش السوداني.
المقطع التقط يوم الأربعاء الذي يوافق اليوم الخامس لتفجر القتال الدامي بين الجيش والدعم السريع أثناء تصاعد سحب الدخان السوداء قرب سلاح المدرعات كما يظهر العمال المنهمكين في مهمتهم دون الالتفات للمعارك الدائرة وارتفاع سحب الدخان الكثيف، ويوثق المقطع أن العمال غير آبهين لخطورة الوضع المتمثل بوجودهم في نطاق العمليات العسكرية والقصف المدفعي والصاروخي قرب سلاح المدرعات.
مصور المقطع المجهول علق بأن المشهد غير المألوف لايدل على اللامبالاة فحسب، إنما بالتشبث بالحياة والأمل، خاصة أن العمال يعملون بجد واجتهاد واضح وسط المعارك المشتعلة وفي طقس قائظ الحرارة في نهار رمضان.
وذهبت الغالبية العُظمى من التعليقات في الثناء على العمال البسطاء بأنهم يشتغلون “رزق اليوم باليوم” وأن الحافظ هو الله، فهؤلاء الناس يعيشون الكفاف ولا مفر من خروجهم للعمل تحت كل الظروف لكسب قوت يومهم لتلبية احتياجات عيالهم.
في حين وصف آخر صاحب البناية بالغرابة لإصراره على مواصلة البناء في ظل الظروف الاستثنائية وأضاف أن الأغرب لديه الحماس المخيف للعمال.
وأكد صاحب التعليق أن المشهد برمته خطف انتباهه أكثر من الطلعات الجوية للطيران الحربي التي تحلق فوق المكان.